من المعروف أن العقاقير الكيميائية تقتل نصف الخلايا السرطانية في الثدي، لكنها قد تحول النصف الآخر إلى خلايا جذعية سرطانية تتسبب بنمو أورام أخرى، تلك هي مضاعفات العلاج الكيميائي التي تقتل نسبة كبيرة من المرضى. فلم لا نستعيض عنها بالبروكولي والكرنب؟


تلقى عدد كبير من بين 565 ألف امرأة قتلهن سرطان الثدي في الاتحاد الأوروبي في العام 2012، علاجًا كيميائيًا، نجح بإطالة أعمار النساء سنتين أو ثلاث لكنه قتل الكثيرات منهن بعواقبه الخطيرة، رغم تقدم الطرق العلاجية وأساليب التشخيص المبكر.

بروكولي وكرنب

يعتقد العلماء بوجود طرق أكثر طبيعية وأقل فتكًا بالمرضى، يمكن أن تكون بديلًا عن العلاج الكيميائي. وقد توصل الباحثون من جامعة ساوث داكوتا الأميركية في دراسة جديدة إلى أن العلاج بتناول بعض أنواع المخضرات البسيطة، المتواجدة في السوق، يمكن أن يتفوق على نتائج العلاج الكيميائي. وذكر العلماء أن مادة فينيتايل ايزوثينوسيانات قادرة على قتل حتى الخلايا الجذعية السرطانية التي يفشل العلاج الكيميائي في قتلها، والتي يعتقد انه ربما المسبب لها. وتتواجد هذه المادة القاتلة للخلايا السرطانية بتركيز جيد في البروكولي والكرنب وكرنب بروكسل والرشاد.
وثبت مختبريًا وسريريًا ان مادة فينيتايل ايزوثينوسيانات الطبيعية فعالة ضد مختلف أنواع الأمراض السرطانية الخطرة التي تمتد بين سرطان الأمعاء وسرطان البروستاتا وسرطان الثدي وسرطان الرحم وسرطان عنق الرحم وسرطان المبيض وسرطان البنكرياس. وتجري التجارب حاليًا للتأكد من مفعولها ضد آخر أنواع السرطانيات وهو سرطان الرئة.

قاتل الخلايا السرطانية

اهتم العلماء بدراسة تأثير البروكولي على سرطان عنق الرحم، وتوصلوا إلى نتائج لم يتوقعوها، إذ عرضوا شريحة سرطانية من خلايا عنق الرحم البشرية لمادة فينيتايل ايزوثينوسيانات المستخلصة من البروكولي، وشاهدوا كيف أن المادة قتلت 70% من الخلايا السرطانية. وفضلًا عن سهولة العملية، لدهشة العلماء، نجحت خلاصة البروكولي في مهمتها خلال 24 ساعة فقط.
وتشير إحصائية منظمة الصحة العالمية إلى إصابة اكثر من 500 ألف امرأة سنويًا بسرطان عنق الرحم عالميًا. ويؤدي تقدم هذا السرطان الخبيث إلى موت 200 ألف امرأة سنويًا، ويكون بهذا ثاني أكثر الأمراض السرطانية شيوعًا بين النساء بعد سرطان الثدي.

المهم أيضًا أن فينيتايل ايزوثينوسيانات قتلت الخلايا الجذعية السرطانية التي يعجز العلاج الكيميائي عن وقفها عند حدها. واستنتج الباحثون من ذلك أن العلاج بهذه المادة أفضل من بقية أنواع العلاج التي يركز معظمها على قتل الخلايا السرطانية، ويركز بعضها فقط على قتل الخلايا الجذعية السرطانية.

لا حاجة لعقار جديد

الجميل في الأمر أن الإنسان، كما هو واضح من التجربة المختبرية، ليس بحاجة إلى إنتاج عقار جديد أو زرق مادة فينيتايل ايزوثينوسيانات عبر الحقن، لأن تناول البروكولي والكرنب مع الطعام يفي بالغرض، كما تمكن الاستفادة من الرشاد عن طريق خلطه مع السلطة أو تناوله مباشرة مع وجبة الغذاء.
وفي تجربة أخرى، لاحظ العلماء تأثيرًا ايجابيًا للرشاد البري على بعض أنواع الأمراض السرطانة، إلا أن التأكد من هذا التأثير ومداه سيحتاج إلى دراسات أخرى، بحسب رأيهم. ورغم ثقة الباحثين من ساوث داكوتا بنتائج عملهم، إلا انهم سيواصلون تحرياتهم عن أفضل طريقة لاستخدام فينيتايل ايزوثينوسيانات ضد السرطان. وينصحون المرضى بالتشاور مع أطبائهم قبل البدء بتناول هذه المخضرات القاتلة للخلايا السرطانية.
&
من سرطانية إلى جذعية

كان الباحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس انجيليس أول من وضع علامة استفهام كبيرة على فائدة العلاج الكيميائي من خلال دراسة نشرت في العام 2012 في مجلة "كانسر". وجاء في الدراسة أن العلاج الكيميائي يحول بعض الخلايا الثدي السرطانية إلى خلايا جذعية سرطانية تزرع الأمراض السرطانية في أجزاء أخرى من جسم الإنسان. وتتمتع هذه الخلايا الجذعية السرطانية بمقاومة عالية لأساليب العلاج السرطاني السائدة، كما أنها تؤدي في 30% من الحالات إلى زرع سرطان آخر مستعصٍ في الجسم.

وكتب البروفيسور فرانك باجونك، رئيس فريق العمل الذي أنجز الدراسة، أن مقارنة وضع الورم السرطاني في مراحله الأولى مع وضع الورم السرطاني في المرضى الذين تلقوا العلاج الكيميائي تثبت أن عدد الخلايا الجذعية السرطانية قد زاد بعد العلاج. وكانت هذه الخلايا الجذعية مشابهة تمامًا إلى خلايا سرطانية أخرى لم تعرض إلى العلاج الكيميائي بعد. وأضاف انه من الواضح ان العلاج الكيميائي أدى إلى نشوء خلايا سرطانية مقاومة، لكننا لم نعرف بعد كيف يحصل ذلك.

وتقول منظمة الصحة الدولية إن السرطان تسبب بـ 8,2 ملايين حالة وفاة حول العالم في العام 2012. ومن المتوقع ارتفاع عدد حالات الإصابة بالمرض في العقدين القادمين إلى 70 في المئة.
&
سورسوب وطماطم

نشر مركز السرطان البريطاني في منتصف أيار (مايو) الماضي تقريرًا يقول إن أزهار السورسوب تساعد في القضاء على مرض السرطان وتوقف انتشاره. و"فاكهة أزهار السورسوب" من الفواكه النادرة والغالية في العالم، وتنمو على شجرة دائمة الخضرة في المناطق المدارية من العالم. ويعتقد العلماء البريطانيون انها يمكن أن تكون بديلًا عن العلاج الكيميائي، لأنها لا تسبب مضاعفات. وأشار المركز أيضًا إلى دور فعال للخضار والفاكهة في الحماية من السرطان، نظرًا لغناها بالفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة، التي تعتبر المحارب الأساسي للراديكالات التي تدور في الدم.
على صعيد ذات صلة، قدمت مجلة "الصيدلي" الألمانية نصائحها للقراء حول البندورة، التي يحصي العلماء نحو 41 نوعًا منها، وفوائدها في إطار حملة "طماطم لتقوية القلب" التي تشنها جمعية القلب الألمانية، إذ تحتوي الطماطم على مواد ملونة من عائلة الكاروتينويد، بأطياف ضوئية مختلفة، يحولها جسم الإنسان إلى فيتامين أ. لكن الصبغة الأهم في الطماطم هي الليكوبين التي تشكل 90% من صبغات الكاروتينويد.

والليكوبين من أهم المواد المضادة للتأكسد، يعادل الراديكالات الحرة. ومعروف أن الراديكالات الحرة تدور في الدم وتستقر في الأنسجة الحيوية تعتبر من المواد المسببة للأمراض السرطانية. وثبت علميًا مدى أهمية الليوكبين ضد سرطانات البروستات والقناة الهضمية والرحم.

وتتواجد الليكوبين بتركيز 9,3% في الطماطم الطازجة، 17,2% في صلصة الطماطم، 55,5% في معجون الطماطم، 18% في مرقة الطماطم، 10,8% في عصير الطماطم و 11% في مسحوق الطماطم. ولا ينبغي للمستهلك أن يشك بفائدة الطماطم المطبوخة في المرقة مثلًا، لأن الليكوبين لا يفسد بالحرارة العالية.