يبدو أن العلماء على مقربة من تحقيق إنجاز كبير في مجال علاج سرطان الدم، يتمثل في تطوير عقار جديد قادر على محاربة الخلايا السرطانية الشرسة هبر تعزيز جهاز المناعة.


نجح علماء بريطانيون في تطوير علاج يقضي على الخلايا السرطانية، من خلال تعزيز النظام المناعي لجسم المرضى المصابين بـ "المايلوما المتعددة"، أو ما يعرف بـ"سرطان نخاع العظام". ويعتقد الخبراء أن هذا العقار يشكل بارقة أمل للمرضى الذين يفشلون في معظم الأحيان في التغلب على هذا النوع من السرطان القاتل.

الدراسة، التي نشرت في مجلة "نيو انغلاند للطب"، وجدت أن إضافة عقار "ايلوتزوماب" elotuzumab للعلاج المعتاد يمكن أن يقلل من خطر تطور المرض أو الوفاة بنسبة الثلث تقريباً. وأشاد الأطباء والمرضى بهذا العلاج الجديد، الذي ينطوي على آثار جانبية أقل، كخطوة أولى في ثورة علاج السرطان.

"المايلوما المتعددة" هو نوع من السرطان الذي لا يؤدي إلى ظهور ورم أو تكتل يمكن استهدافة بالعلاج، بل هو نوع شائع من الاعتلال الذي يصيب البلازما وينتج عن النمو غير الطبيعي لخلايا الدم.
يحدث هذا المرض في الخلايا الوحيدة النسيلة "والتي هي نوع من كريات أو خلايا الدم البيضاء التي تنتج في النخاع العظمي"، والتي تقوم بإفراز الأجسام المضادة للعدوى.

وعندما تصاب هذه الخلايا بالسرطان، فإنها تصنّع عدداً هائلا من الخلايا في نخاع العظم، مما يسبب آلام مبرحة في العظام، إضافة إلى الكسور وانهيار الوظائف المناعية في الجسم. يعمل عقار الـ " ايلوتزوماب" من خلال استهداف جزيء على خلايا المايلوما معروف بـ SLAMF7، مما يتيح للنظام المناعي تنشيط الخلايا القاتلة الطبيعية التي تستهدف وتدمير الورم النخاعي.

وقال البروفسور غراهام جاكسون: "بفضل هذه العلاج، بدأنا عهداً جديداً في علاج مرضى سرطان نخاع العظام بطريقة أقل ألماً وتتيح لهم فرص البقاء لفترة أطول". وأضاف جاكسون أن "المرضى من خلال هذا العلاج سيتلقون جرعات كيميائية أقل، مما يمكنهم من متابعة حياتهم بطريقة أفضل".