وكانت فعالية عقار أرتيميسينين في مقاومة المرض معروفة منذ سنوات، لكن مقاومة المرض مؤخرا لعقار بيبيراكوين تعني فشل الأدوية المعتادة التي تعالج الملاريا. وحلل فريق من الباحثين الدوليين الحمض النووي لمئات الفيروسات من الملاريا، بهدف اكتشاف طريقة مقاومتها لعقار بيبيراكوين. وكشف العلماء البصمة المميزة للملاريا، التي يمكنها مقاومة العقار.

وقال الدكتور روبيرتو أماتو، من معهد ويلكوم تراست سانغر، لـ بي بي سي إن "مقاومة (المرض للعقار) أصبحت أمرا منتشرا، وثمة فشل تام للعقار في مقاطعة بغربي كمبوديا، وتكمن مشكلة فشل العقاقير في أنها ستزيد سرعة انتشار المرض في البلاد الأخرى، خاصة أفريقيا".

وقد يصبح الأمر كارثيا إذا انتشرت مقاومة العقاقير في أفريقيا التي يوجد بها 88 في المئة من إجمالي الإصابات بمرض الملاريا في العالم.

الاستباق

وأضاف أماتو: "لكن ثمة أخبار جيدة، فنحن بدأنا في الوصول إلى أدلة للعلاج الذي يمكن استخدامه". ومن المثير للدهشة أن أنواع الملاريا المقاومة للعقاقير تبدو غير قادرة على مقاومة عقار أقدم، هو ميفلوكوين. وثمة نظرية أن الملاريا لا يمكنها مقاومة كل من بيبيراكوين وميفلوكوين لذا، قد يتمكن الأطباء من تبادل استخدام هذه العقاقير.

أما بالنسبة لأماتو، فالهدف بعيد المدى هو القدرة على الاستمرار في استباق المرض. "فهو يتطور كل يوم في محاولة للهرب من الجهاز المناعي للإنسان والحشرات، وهو (المرض) شديد المهارة في هذا الأمر، وهو أمر يجب أن نكون واعين له".

وتابع: "من الهام فهم طريقة واتجاه تطور المرض. وإذا فهمنا العملية الأساسية، سنتمكن من توقع اتجاه التطور".

وبحسب البروفيسور ديفيد كونواي، من كلية لندن للصحة والأمراض الاستوائية، فإن هذه الدراسات "خطوة كبيرة في فهمنا للمرض إذ أن قدرته على التطور والمقاومة يشكلان خطرا شديدا يهدد جهود السيطرة على الملاريا حول العالم".