ليس مستغربًا أن يميل قراء "إيلاف" الى خيار الهجرة من بلدهم بنسبة وصلت الى 60%، كيف لا وبلادهم تمر في أسوأ مراحل الظروف الأمنية التي أدلت بوشاحها الأسود على الوضع الاقتصادي والمعيشي&في آن.


&

رانية الأخضر: وفق تقرير للمنظمة العالمية للهجرة، فإن شخصاً من أصل(35) في العالم هو مهاجر، أي ما يمثل (3%) من مجموع سكان العالم. وكان استفتاء "إيلاف" الأسبوعي توجه الى القرّاء بالسؤال:

&

هل ترغب بالهجرة من بلدك؟
فجاءت النتائج كالتالي:
60 نعم
40 كلا

سوريا
يؤكد المحللون في قضايا الهجرة& أن سببين أساسيين يدفعان الفرد الى التفكير بالهجرة من أوطانه ، الأول انعدام الأمن والأمان وثانيًا التوق الى حياة إقتصادية مستقرة هربًا من البطالة والفقر. وان ألقينا نظرة سريعة على الوضع العام للمنطقة العربية ستراها لا محالة تمر بوضع أمني واقتصادي متردٍ لا بل هو الأسوأ في تاريخنا الحديث، بدءًا بسوريا مرورًا بمصر ولبنان وفلسطين والمغرب والعراق ....
ومؤخرًا دفعت الأوضاع الأمنية والنزاعات داخل الدول العربية بالأفراد والعائلات الى ركوب البحر&والمخاطرة بأرواحهم مقابل أمل بالعيش حياة أفضل بعد ان فقدوا أبسط مقومات العيش بأمان في بلادهم .
ومن جراء الحرب السورية وحدها، حصدت الهجرة غير الشرعية أرواح شباب وعائلات وأطفال بالمئات الى اليوم. وتشير الاحصاءات غير الرسمية الى ان هجرة السوريين خلال السنوات الخمس الى الخارج بلغت 45% من الشعب.

أرقام وحقائق
أما في مصر فأظهر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدم توافر فرص العمل تعتبر أهم دوافع الشباب للهجرة إلى الخارج بنسبة 61.4%، مشيراً إلى أن 30.5% من الشباب السابق لهم الهجرة سافروا بدون تأشيرة دخول، ونحو 80.9% سافروا بدون وجود عقد عمل، و68.7% سافروا بدون تصريح عمل.
وفي لبنان فمن الصعب تحديد أرقام دقيقة حول الهجرة التي بدأت مع بداية القرن الماضي، وتبقى النسبة تتأرجح بين 11 و16 مليون مهاجر موزعين في بلدان الاغتراب بدءًا من الأميركيتين مروراً بأوروبا وآسيا. في حين أن المقيمين في لبنان من اللبنانيين لا يزيدون عن 4 ملايين·

أما في العراق فتبدي المنظمات العالمية دومًا مخاوفها من تصاعد نسبة الشباب الراغبين في الهجرة إلى خارج العراق، في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية ومحدودية فرص العمل التي تنعكس بشكل واضح على أزمة البطالة المتفاقمة.

ووفقًا لدراسة سابقة للمسح الوطني للشباب، فإن نحو 17% من الشباب العراقيين المشمولين بالمسح أبدوا رغبتهم في الهجرة. ومن المؤكد ان العراقيين يسجلون أعلى نسب لناحية الهجرة الى الدول الأوروبية كافة.
وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أشارت الى تصدر العراق المرتبة الثالثة، بين دول العالم بالنسبة لأعداد اللاجئين، بعد كل من أفغانستان والصومال.

أسباب الهجرة ومشكلات من نوع آخر

وان كانت الهجرة في أسبابها المعلنة هي التطلع الى حياة أفضل إن لناحية العدالة الاجتماعية والخدمات المفتقدة في كثير من بلداننا سواء الحق في التعلم والطبابة والعيش الرغيد، فإن الأزمات السياسة التي ضربت الأنظمة العربية خلال السنوات السبع الأخيرة كادت ان تشعل حربًا عالمية ثالثة إذا صح التعبير. وهي كانت السبب الرئيسي الذي حرك عجلة الهجرة من جديد.
وتوجهت الغالبية الساحقة من المهاجرين الى الدول الغنية، وفي مقدمتها دول شمال أميركا واستراليا والاتحاد الأوروبي. ويعود اختيارهم لهذه البلدان إلى سعيهم لإيجاد فرصة عمل تساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي.
وبعد ان تنتهي رحلة الهجرة الشاقة تظهر مشكلة من نوع آخر ألا وهي صعوبة التأهل للاندماج في مجتمع ديمقراطي&متطور تنظمه وتحكمه المؤسسات، إضافة الى تفاقم ظاهرة التمييز والعنصرية التي تتأرجح نسبتها بين دول أوروبا.

&