يأخذ الاحتفال بالزفاف اليوم شكل واحد ، اي موسيقى ورقص ومأدبة عشاء، لكن يوجد الكثير في أميركا اللاتينية من يقيم مراسم الزواج كما المراسم التقلدية التي تمت خلال زفاف والديه، حتى ان البعض يفضل الملابس التقليدية رغم اسعارها المرتفعة.

نهى احمد من سان خوسيه: من الاحتفالات الجميلة تلك التي تعقد في المكسيك ، فخلال مراسم الزفاف تلعب الاشرطة ذات الألوان الجميلة وقطع النقد الفضية الى جانب خاتمي الزفاف دورا مهما . فعندما يعلن العروسان عن موافقتهما على الزواج امام الكاهن يأتي شبين العروسين أو احد أقاربهما ويربطهما بالأشرطة كرمز لارتباطهما وبعد نهاية القداس تزال الأشرطة، عندها تقدم عائلة العريس 10 قطع من النقد الفضي للعروس تعطيها بدورها لعريسها، ما يعني بداية تقاسم كل ما يملكه كل واحد، في نفس الوقت تمثل هذه النقود أمنية للعيش الكريم والغنى. وخلال الحفلة يقف العريسان على كرسين مقابلين ويمسكان ايدي بعضهما فيشكلان جسرا تمر من تحته النساء اولا ثم الرجال، فيرقصون تحت الجسر، وهذا رمز لتقاسم العروسان فرحتهما مع المدعوين.
شمعة التوحيد 
وفي الاكوادور تشعل والدة العروس ووالدة العريس قبل الزفاف شمعة واحدة رمزا لتوحيد العائلتين وتضعانها على المذبح في الكنيسة وخلال الاحتفال بالعرس يطفأ العريسان الشمعة ويشعلان واحد اخرى ترمز الى بداية حياة مشتركة لهما ولعائلتهما. اما بالنسبة للملابس فتكون بسيطة لكن اذا كانت أول عروس في العائلة فتختار اللون الأحمر لون الحب، ويكون لون الشمعة التي تحملها صفراء.
ضرب الأفعى 
وفي فنزويلا يجب إعطاء أهمية كبيرة لقالب الكاتو ، فبعد الزفاف الكنسي يعود الجميع الى بيت العريس، ويكون قالب الكاتو في صحن مزخرف يتصدر طاولة الاكل فتوضع تحته عدة أشرطة حريرية وشريط مربوط به سوار يد يكون اما من ذهب او فضة او عادي. وقبل تقطيع القالب تتجمع العازبات حوله وكل واحد تسحب شريطا. ومن تكون السوار من حظها لا تحتفظ به فقط بل سوف تكون التالية التي ستتزوج بينما يقدم للعروس باقة زهر كبيرة.ولعبة البنياتا تعتبر جزء مهما من احتفال العرس في فنزويلا، لانها جالبة الحظ للعريسين ورمز للحب والاستقرار والرفاهية. و البنياتا حية مصنوعة من الورق تملأ بكل انواع الحلوى ومفاجئات اخرى،. وخلال الاحتفال تعصب أعين العروسين ويعطى كل واحد عصا طويلة يضرب بها الحية وباصابتها يتساقط ما فيها ويرمز ضرب الحية الى طرد الارواح الشريرة كي لا تدخل في حياة العروسيين ودوام الشعور بالسعادة لديهما.
هدايا في قالب الحلوى 
وفي البيرو يخفي قالب الكاتو هدايا جميلة تكون احيانا غالية الثمن ولكنها تكون للضيوف وليس للعروسين، وكل ضيف يحصل على قطعة فيها هدية وتكون جالب حظ له. قبل سخونة الاحتفال يقرأ الاكبر سنا في العائلتين نصا يكرره العروسان وهو وعد لبعضهما بحياة سعيدة بعدها يبارك المسن هذا الوعد.
البرازيل والديك الرومي 
وعندما يقول احدهم في البرازيل سنذهب لاكل ديك الرومي يعني أنه مدعو لحفل زفاف، فديك الرومي الاكلة التقليدية في الاعراس هناك. لكن قبل يوم من العرس على العروس الاختفاء عن أنظار أفراد عائلتها وعائلته عريسها، فتذهب الى بيت صديقة لها. وفي المساء تحتفل الصديقات مع العروس بتوديع العزوبية بالطريقة التي ترغبها. وتحضر كل صديقة هدية للعروس تكون مغلفة بشكل جيد كي لا يكشف عن مضمونها. وقبل فتحها لكل هدية على العروس ان تعرف مضمونها، فاذا ما عرفت حصلت عليها وفتحت التالية وتعطي فرصة ثلاث مرات اذا ما فشلت. وفي كل مرة عليها خلع قطعة من ملابسها وسط تصفيق صديقاتها والتقاط صور لها.ولا يحرم العريس من احتفال مثيل، لكن قبل خروجه يضع في الحقيبة التي يحملها اواني منزلية صغيرة الحجم.

وبعد الزفاف الكنسي تقام الاحتفالات وبالطبع يجب ان يزين طاولة الاكل الديك الرومي المحمر الذي له نفس مكانة خاتم الزفاف،وتتم دعوة ما بين ال200 الى 300 شخص.والملفت خلال الاحتفال ان أفراد عائلة العروس يتعانقون فقط مع أقاربهم.
خاتم الزفاف في الارجنتين يخبئ في قالب الحلوى 

وأجمل لحظة في العرس الارجنتيني وتنتظره العروس بفارغ الصبر هو قطع قالب الكاتو، ففيه خاتم العرس، ولا تعرف كيف شكله ومن اي معدن مصنوع، فالامر يتعلق بوضع العريس المالي. بعدها تبدأ الموسيقى وعلى العريسين الرقص والانتقال من طاولة مدعويين الى اخرى والتقاط صور معهم، ولا ينتهي الاحتفال الا في الساعات الاولى من النهار، فيكون العريسان منهكان ولا يريدان سوى الوصول الى السرير للنوم.
احتفال قبائل المايا مختلف 

ويختلف تماما احتفال الزفاف لدى قبائل المايا سكان الارض الاصليين وبالتحديد في منطقة يوكاتان، فالكاهن او الشامان يشرف على المراسم منذ بدايتها لانه يعرف حسب اعتقاد المايا كيف يمكنه ربط الانسان( هنا العروسان بالكون). في البداية يقوم بطقوس تطهير نفس للعروسين فيستخدم أوراق شجرة البخور، بعدها يقدم الى آلهة الماء اكشيلا البذور وورق الأزهار ويعطر المكان بالبخور ويرفع الى الهة الحماية "الاكسو" هدية مالية صغيرة يقدمها العروسان ليحمي مكان الزفاف.
قبضة من حبوب الكاكاو

ولمواصلته مراسم الزفاف يستأذن الشامان العروسين بالنفخ في الهواء فيرفع صدفة كبيرة الى السماء وينفخ في الاتجاهات الأربعة فتصدر أصواتا، في هذه الاثناء يتشكل الاتجاه السماوي الخامس ليربط السماء بالارض. ثم يقدم الى العروس أزهارا حمراء رمز الدم والى العريس ازهار بيضاء رمز النقاوة والصفاء. وقبل نهاية المراسم يعطي الشامان الى العريس قبضة من حبوب الكاكاو ترمز الى الروح الذكورية والقوة الجسدية واخرى حبوب من الذرة رمزا على انها اول زوجة للزوج. ويصحب هذه المراسم الجميلة التي يقيمها الشامان على الشاطئ او في مغارة رائحة البخور والعطور. والملفت ان بعض الغربيين اصبحوا يقصدون أميركا اللاتينية من أجل إتمام زواجهم على طريق الشامان.