استطاعت مملكة البحرين أن تحجز لنفسها مركزًا عالميًا متقدمًا في مجال صناعة اللؤلؤ، حيث تساهم أحجارها الكريمة في تصميم أرقى المجوهرات العالمية.


إيلاف- متابعة: عرفت البحرين على مر العصور بجودة إنتاجها للؤلؤ الطبيعي الذي يشكل إحدى ركائز ثروتها الطبيعية إضافة الى النفط. حتى بات يطلق عليه تسميات عدة منها "هبة اللؤلؤ" و"لؤلؤة الخليج". واشتهرت مملكة البحرين باللؤلؤ الطبيعي منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة أي قبل الميلاد، حيث أشارت إليها الكتابات الآشورية باسم "عيون الأسماك"..

ما يميز لؤلؤ البحرين ويزيد من جودته هو نصاعة بياضه ولمعانه، ورغم توفر البحرين على كل ألوان الحجر الكريم إلا انها تشتهر باللون الأبيض وتعرف بكثرة إنتاجها للحجر الكبير الذي يعرف بـ "الدانة" وهي أكبر اللآلئ حجماً، وتليها "الحصباة" ثم "البدلة"، والصغيرة جداً تسمى "اليكة"، وكذلك هناك تسميات أخرى منها: الفص، المجهولة الرأس، الخشرة وإقماش.

جودة عالمية

وبما ان موضة اللؤلؤ عادت لتظهر مجددًا في عالم صناعة المجوهرات، تساهم البحرين في إمداد السوق العالمية بأجحارها المميزة بسبب جودتها العالية . 
ويستخدم اللؤلؤ في مختلف أنواع حلي المرأة، ولكونه أكثر هشاشة وضعفاً من بين بقية الأحجار الكريمة، ينصح الخبراء النساء اللواتي يستخدمنه بأن يولينه رعايةً خاصةً لكي يحافظن على جودته الطبيعية..

ونقل عن إبراهيم خليفة مطر، أحد أبرز تجار اللؤلؤ الطبيعي في البحرين، أن “متحف البحرين الوطني يحتوي على لؤلؤة يبلغ عمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة، وذكرت المراجع التاريخية أن لؤلؤ البحرين من أجود الأنواع في العالم.

وعن احتمال عودة صناعة اللؤلؤ لتصبح مصدراً رئيساً لواردات الدولة، يعتقد مطر أن “صناعة وتجارة اللؤلؤ لن تصبح مصدراً رئيساً لموارد الدولة، ولكن إذا دُعمت هذه التجارة بالتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي فستحقق أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد الوطني لكافة دول منطقة الخليج، وخصوصًا أن لؤلؤ الخليج يتمتع بجودة عالية على مستوى العالم.

وتترواح أسعار اللؤلؤ، تبعاً لجودة وشكل حبته، فكلما كانت هذه الحبة أكثر كروية وأكبر حجماً، وكانت درجة التجاعيد والبثور والشقوق فيها أقل وتحمل درجة لمعان أكبر، كلما اختلف سعرها ارتفاعًا وانخفاضًا.

طريق اللؤلؤ
طريق اللؤلؤ في البحرين هو طريق يمتد 3.5 كيلومترات ويقع في جزيرة المحرق في البحرين الذي تم استخدامه من قبل غواصي اللؤلؤ خلال معظم تاريخ البحرين حتى أوائل ثلاثينات القرن العشرين عندما انهار سوق اللؤلؤ في البحرين نتيجة لإدخال صعود اللؤلؤ الصناعي من اليابان. بدأ صيد اللؤلؤ في البحرين منذ عام 2000 قبل الميلاد. ويتألف من 17 مبنى و3 حاضنة محار تقع بالقرب من البحر وجزء من الساحل وقلعة بو ماهر في الطرف الجنوبي من المحرق. واعتمد الطريق كموقع للتراث العالمي تابع لليونسكو في 30 يونيو 2012 وهو موقع التراث العالمي الثاني في البحرين بعد قلعة البحرين.