نهى أحمد من سان خوسيه: قد ننتقد بعض كبار السن للمبالغة في الذهاب الى الطبيب لأبسط الحالات المرضية اذا ما تعافوا منها بعد أيام قليلة، لكن بالنسبة لطفل رضيع لم يتجاوز الأسابيع أو الأشهر من عمره فالأمر يختلف. فقد يكون سبب استمرار زكامه وارتفاع حرارته التهابات ليست بسيطة لذا فان المضاعفات التي تصيبه على شكل التهاب البلعوم والحنجرة على سبيل المثال ليس بالامر النادر.
حسب ما ورد في صحيفة " هيلث " الأميركية مع حلول فصل الشتاء تكثر أمراض معينة تصيب بشكل كبير الصغار والرضع، منها الزكام والنزلات الصدرية التي قد تشكل خطرا على حياة هذه الكائنات الصغيرة التي ليست لديها مقاومة كبيرة ضد الجراثيم والفيروسات وربما تؤدي الى الوفاة، لذا لا يجب إهمال أية حالة مرضية تصيب الرضع والأطفال اذا ما استمرت أكثر من ثلاثة أيام.

صعوبة البلع
فعند اصابة الرضيع او الطفل بالزكام او النزلة الصدرية تكون حرارته غالبا مرتفعة ويصحبها جريان غزير في الأنف، ويضاف الى التهاب الانف التهاب الحلق حيث توجد الناميات الغدية والتي تكون في بعض الأحيان متضخمة. واضطراب النفس الذي يصيبه لا يلبث ان يعكس الاحتقان الداخلي في هذه المنطقة لان انسداد الأنف يكاد يكون كاملا تقريبا، والطفل الصغير جدا على خلاف البالغ، لا يجيد التنفس عن طريق الفم يضاف الى ذلك عجزه عن تفريغ المادة المخاطية في أنفه.
ويعكس ضيق الطفل نتيجة صعوبة التنفس البكاء المتواصل والصراخ فتحاول الأم اسكاته من دون فائدة، ومواصلة صعوبة التنفس تجعل عملية تغذيته صعبة لانه يواجه ايضا صعوبة في ابتلاع الطعام ، لذا على الأم اطعامه على دفعات صغيرة ومتقطعة لكن بين الدفعة والأخرى تصيبه نوبات اختناق وسرعان ما يبدأ بالقئ. كما يصاب في هذه الحالة بالاسهال بسبب ابتلاعه كمية من المخاط ما يسبب فقدان وزنه.

المضاعفات بسبب المخاط
وتذكر الصحيفة الطبية بان للمضاعفات التي تظهر دائما علاقة وثيقة بالمواد المخاطية التي يبتلعها الطفل ومنها التهاب الحنجرة والتهاب القصبات والرئة، وفي بعض الاحيان التهاب القصبات والرئة معا. لكن المضاعفات الاكثر شيوعا تظل التهاب الاذن. اذ يسبب المخاط التي يتغلغل بسهول في قناة بين الاذن والفم التي تكون عريضة وقصيرة عند الرضيع الالتهاب يصل الى صندوق طبلة الاذن وقد يتوغل الى الغشاء العظمي. في هذا الحالة يصاب الطفل او الرضيع بالتهاب الاذن يلي ذلك إصابة في الأنف او البلعوم ما يسبب مواصلة ارتفاع الحرارة وقد تصل احيانا الى الـ 40 درجة مئوية، عندها يجب سرعة استشارة الطبيب.

وتعطي المجلة بعض النصائح من أجل حماية الطفل لكن قبل كل شيء يجب تجنيب الطفل من كل احتاك مع طفل مصاب بالزكام، لكن اذا ما وقعت الاصابة فينبغي:
تنظيف منخري الطفل المصاب بالزكام بقطعة قطن ملفوفة على عود ثقاب بعد غمسها بقليل من المصل الفيزيولوجي او بواسطة شفاط للانف وذلك لازالة المادة المخاطية وبالاخص قبل كل رضعة او تقديم مصاصة الرضاعة. وإعطاء الطفل المصاب الكثير من الماء الدافئ ويفضل هنا استخدام ملعقة صغيرة.

استدعاء الطبيب عندما يصاب بالزكام المصحوب الحمى الناتجة عنها الحرارة المرتفعة، فالطبيب هو الوحيد الذي يستطيع ان يحدد ما اذا كان ثمة مضاعفات ام لا، وما اذا كانت هذه المضاعفات تستدعي اعطاء علاجات فعالة وسريعة مثل المضادات الحيوية.

وتحذر صحيفة " هيلث" من استعمال القطرة الأنفية المطهرة من دون استشارة طبيب، فمثل هذا العلاج قد يكون خطرا اذا ما كان المحلول المضاد للحيويات او مقبضا للأوعية، ,فهي في جميع الأحوال خطرة لانها تجمد المادة المخاطية الأنفية وتمنعها من لعب دورها الطبيعي في الدفاع ضد الجراثيم، كما انها تشل الشعيرات الأنفية التي هي بمثابة مكنسة حقيقية للتجويف الانفي. وعلى الأم عدم الافراط باعطاء الأدوية تفاؤلا بنتائجها.