يُعتقد بأن مستخدمات تطبيقات متابعة فترات الطمث حملوها قرابة 200 مليون مرة. لكن كلية طبية رائدة في بريطانيا حذّرت النساء من الاعتماد على هذه التطبيقات كشكل من أشكال المساعدة للامتناع عن الحمل.

ويقول مهتمون بحماية الخصوصية إنه على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالبيانات التي ربما يتداولونها دون قصد عند تحميل بعض التطبيقات. وتستخدم إيمي ورسفولد، وهي مغنية أوبرا من جنوب شرق لندن، تطبيقات متابعة مختلفة منذ ثلاث سنوات.

وقالت ورسفولد لبي بي سي: "عندما تبدأ فترة الطمث، أو في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، تؤثر الهرمونات على حنجرتك بطريقة تؤثر على صوتك الغنائي". وأضافت أنها تستخدم التطبيق لتجنب مواعيد العروض التجريبية أو المهمة خلال تلك الأيام.

وتساعد تلك التطبيقات ورسفولد على التخطيط لدورتها الشهرية على هاتفها الذكي. وأضافت إيمي: "من الرائع أن تكوني قادرة على التخطيط لما يحدث لك والتعامل مع دورتك، كما أنه أمر ضروري للغاية أيضًا."

وفي بعض الأحيان، تقوم سيدات بتحميل تطبيقات تتبع الدورة الشهرية لمتابعة خصوبتهن.

وحذّرت الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد من أنه يتعين على السيدات ألا يستخدمن التطبيق كوسيلة لمنع الحمل.

مغنية الأوبرا إيمي ورسفولد تستخدم تطبيقات متابعة الطمث، وبالتالي يمكنها الأداء عندما يكون صوتها في أفضل حالاته

وأجري تقييم مستقل على تطبيق واحد فقط من هذه التطبيقات لقياس فعاليته في هذا المجال. وبشكل عام، لم تُصنّف التطبيقات على أنها أجهزة طبية، وهو ما سيفرض عليها رقابة أكثر صرامة.

"أداة قوية للغاية"

وتدير إيدا تين، وهي رائدة أعمال دنماركية في برلين، تطبيقا لمتابعة فترة الطمث يطلق عليه "كلو" (Clue). ويمتلك كلو قرابة 10 في المئة من سوق تلك التطبيقات في بريطانيا.

وقالت تين: "أريد تطوير الجيل القادم من التكنولوجيا لتنظيم الأسرة، وأؤمن بالفعل أننا سنصل إلى ذلك. لكننا لم نصل إليه حتى الآن." وأظهرت السيدات في المكسيك والبرازيل في الآونة الأخيرة اهتماما بالغا بتطبيق كلو، وهو ما قد يعود إلى مخاوف حملهن خلال تفشي فيروس زيكا. وتتعاون تين مع مجموعة من الباحثين الطبيين في جامعة أكسفورد.

"لا أحد يقرأ الشروط"

لكن المدافع عن الخصوصية الرقمية في مؤسسة ميدكونفدينشال، سام سميث، قال إن "هناك حاجة لكل التطبيقات الطبية، لا سيما تطبيقات الحمل، لوجود مصدر يُمكن للناس الوثوق به ويصرح بأن هذا التطبيق آمن لك." وأضاف: "بإمكانك قراءة الشروط. ومن الناحية القانونية، فأنت مطالب بذلك. لكن الجميع يعلم أنه لا أحد يفعل هذا." ويرى سميث أن غياب الرقابة وحتى النصائح الرسمية بمثابة خلل للسوق في هذا المجال.