اثار النجاح الساحق للفريق البريطاني اعجاب - وحسد - الاعلام العالمي

تتساءل وسائل الاعلام في عدة دول عن العوامل التي تقف وراء النجاحات المبهرة التي حققها الرياضيون البريطانيون في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية.

وتركز الاهتمام الاعلامي على العدد الكبير من الأوسمة التي ظفر بها راكبو الدراجات البريطانيون.

فصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الاسترالية على سبيل المثال تلاحظ ان استراليا، بالمقارنة مع بريطانيا، لم تبل بلاء حسنا في أولمبياد ريو رغم اعتمادها استراتيجية مماثلة لتلك التي اعتمدها البريطانيون، في سعيها لتحقيق نجاحات أولمبية.

تقول الصحيفة "بالمجموع، تم ضخ مبلغ قدره 340 مليون دولار في الرياضات الأولمبية الصيفية باستخدام النموذج البريطاني المبني على تمويل الرياضة عن طريق اليانصيب الوطني في الفترة التي سبقت اولمبياد لندن."

ومضت للقول "ولكن بينما يواصل الفريق البريطاني تحقيق النجاحات في دورة ريو مستفيدا من الزخم الذي حصل عليه من اولمبياد لندن، ويتمكن من تحقيق انجازات تفوق حجم البلد الصغير نسبيا، ما زالت النتائج التي حققها الاستراليون تثير الجدل."

وفي تقرير منفصل، قالت الصحيفة ذاتها إنه عندما سؤل رئيس اتحاد رياضة الدراجات الاسترالي كيفن تابوتا عن السر الذي جعل الراكبين البريطانيين بهذه الجودة، اجاب "لو كان لدي المخطط (الذي سار عليه البريطانيون) لكنت استخدمته."

رياضيات بريطانيا الذهبيات

ويتساءل مقال نشر في موقع سينا ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي عن "سر" بريطانيا، مشيرا الى ان التمويل المباشر للبرنامج الاولمبي البريطاني عن طريق اليانصيب الوطني كان "مخصصا لمؤسسات الادارة والابحاث الرياضية" من اجل تأسيس "مشروع رياضي على المستوى العالمي."

من جانبها، تعتقد صحيفة ليس ايكوس الفرنسية، وهي صحيفة تعنى بعالم المال والاعمال، انها عثرت على السر المفقود. فبعد تساؤلها عن "السبب الذي يجعل البريطانيين يحصدون هذا الكم الكبير من الأوسمة"، تقول "لأجل فهم السبب الكامن وراء النجاح الذي تحققه بريطانيا هذا العام يجب ان نتذكر ان المنافسة المباشرة لبريطانيا، وهي روسيا، عوقبت بقسوة (عن طريق منع العديد من رياضييها من المشاركة في الأولمبياد بحجة تناولهم منشطات)."

تتساءل ليس ايكوس عن السبب الكامن وراء حصد بريطانيا لهذا العدد الكبير من الأوسمة

اما موقع سبورت اكسبريس الرياضي الروسي، فنشر مقالا تحت عنوان "بريطانيا تحقق رقما قياسيا في عدد الأوسمة الأولمبية."

ونشر الموقع تعليقا لأحد قرائه عبر فيه عن استهجانه بقوله "وما الغريب في ذلك؟ البريطانيون استحوذوا على مواقع قيادية في منظمة مكافحة المنشطات العالمية والاتحاد الدولي لالعاب القوى واللجنة الاولمبية لرياضة المعاقين. إنهم موجودون في كل مكان، ويتمتعون بتغطية آمنة ويتمكنون من التدريب والتسابق دون مشاكل."

موقع سبورت اكسبريس الروسي تبرع بتفسير لنجاح الرياضيين البريطانيين

كما عبر عدد من الرياضيين المشاركين في أولمبياد ريو عن دهشتهم للاداء المبهر الذي قدمه الرياضيون البريطانيون.

وقيل إن رئيسة الفريق النسوي الاسترالي لرياضة الدراجات آنا ميرس "شككت" في النجاح الذي حققته الرياضيات البريطانيات، بينما تساءلت بطلة الدراجات الالمانية كريستسنا فوغل عن كيفية تمكن الرياضيات البريطانيات من تحقيق هذه النجاحات في اولمبياد ريو علما بأنهن اخفقن في تحقيق اي انجاز يذكر في السنوات القليلة السابقة.

ولكن الاسترالية ميرس كتبت لاحقا في تويتر إنها لم تكن تلمح الى ان الفريق البريطاني كان يقوم بأي شيء مثير للشكوك.

من جانبه، انتقدت وزيرة الرياضة البريطانية تريسي كراوتش الدول التي شككت في هيمنة فريق الدراجات البريطاني في أولمبياد ريو.

وقالت الوزيرة إن التعليقات التي تنال من اداء الفريق البريطاني "ظالمة"، وان الراكبين البريطانيين، بكل بساطة، اصبحوا افضل من منافسيهم.