لخصت صحيفة دي تلغراف الهولندية مواقف العديد من الصحف العالمية بقولها (بالبرتغالية) شكرا

أشادت وسائل الاعلام حول العالم بالحفل الختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي جرى في ستاد ماراكانا بوصفه يؤرخ لنهاية دورة فاقت التوقعات.

ولكن مع ذلك، اشارت بعض وسائل الاعلام والصحف الى مشكلة المقاعد التي ظلت فارغة في الملاعب التي استضافت فعاليات الأولمبياد ناهيك عن سوء الاحول الجوية التي شابت العديد من تلك الفعاليات، ملمحة الى ان هاتين المشكلتين رمزتا الى وجود مشاكل في الاعداد للدورة وادارتها.

"ارتياح"

نشرت صحيفة فولخا دي ساو باولو على صدر صفحتها الاولى عنوانا قالت فيه "البرازيل تحتفل بنجاح الأولمبياد."

اما صحيفة اوغلوبو البرازيلية اليومية، فقالت إن المشاركين في حفل اختتام الدورة بدت عليهم السعادة لتمكنهم من المشاركة في "أهم حدث رياضي في العالم وايضا لأن هذا الحدث جرى على أحسن ما يرام."

وتوجه البرازيليون الى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن حزنهم لانتهاء فعاليات الأولمبياد، حيث قال احدهم "لا اريد لهذه الدورة ان تنتهي"، بينما قالت اخرى إنها لن يهمها "لو استمرت الدورة الى كانون الاول / ديسمبر المقبل."

وقالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية إن "الأولمبياد انتهى بارتياح للبرازيليين"، مضيفة ان حفل الاختتام كان عبارة عن "توديع برازيلي حافل لـ 17 يوما مجنونا من الاداء الرياضي البارع جرت على خلفية سلسلة من الاخطاء والمخاوف."

"انتصار"

أما صحيفة نيويورك تايمز، فركزت على الوجه الايجابي للأولمبياد، فوصفت الامطار التي انهمرت اثناء حفل الاختتام بأنها "السماء تندب نهاية 17 يوما من العرس الرياضي."

واضافت الصحيفة الامريكية انه رغم المخاوف التي كانت سائدة قبيل انطلاق فعاليات الأولمبياد، ينظر العديد من البرازيليين الى الدورة الآن بوصفها "انتصار كبير وطريقة لالهاء المواطنين عن المتاعب الاقتصادية التي تواجهها بلادهم."

وعبرت صحيفة ABC الاسبانية عن اعجابها بحفل اختتام الدورة الذي اتخذ من كرنفالات ريو مصدر الهام له. ووصفت الصحيفة الحفل بأنه كان "جميلا، ومليئا بالالوان والاضواء والالعاب النارية والرقص الجميل والموسيقى وروح الكرنفال"، بينما قالت صحيفة لا فانغوارديا الاسبانية ايضا إن الحفل كان "استعراضا فخما للاضواء والالوان."

وقالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية "استجابت ريو استجابة رائعة"، مضيفة ان الأولمبياد "انتهى نهاية ايجابية بشكل عام رغم توقعات المتشائمين."

"سوبر ماريو"

ولكن بعض وسائل الاعلام تعاملت بسلبية مع الحفل الختامي والدورة عموما.

تقمص رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي شخصية (سوبر ماريو)

فقالت مجلة دير شبيغل الالمانية واصفة تقمص رئيس الحكومة اليابانية (الذي تستضيف بلاده الأولمبياد المقبل عام 2020) شينزو آبي لشخصية سوبر ماريو الشهيرة "فقط ماريو كان عظيما."

وقالت المجلة إن الحفل الختامي "لم يكن استثنائيا، خصوصا بوجود هذا العدد الكبير من المقاعد الفارغة وسوء الاحوال الجوية."

من جانبها، قالت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الالمانية ايضا إن حفل اختتام الاولمبياد والدورة عموما تركت ورائها شعورا "بالسخرية."

وسخرت الصحيفة من منظمي الدورة لقيامهم بملء المقاعد الفارغة الواقعة خلف منصة الخطابة في ملعب ماراكانا عندما كان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية توماس باخ يلقي كلمته في حفل الافتتاح، واضافت بأن الوعد الذي قطعه باخ على نفسه في ذلك الحفل بخلق "عالم جديد" في الدورة اصطدم بالواقع القائل إن معظم البرازيليين لم يتمكنوا من تحمل نفقات البطاقات وبالشعور الذي ساد بأن الرياضيين "لم تكن لهم اي ثقة بالرياضيين الآخرين" عقب فضائح المنشطات الاخيرة.

الصحافة الالمانية لم تعبر عن اعجابها بالدورة ومجرياتها

امام صحيفة بيلد الشعبية الالمانية، فنشرت عنوانا كبيرا قالت فيه "الاولمبياد الفارغ."

واشارت الصحيفة الى انه حتى في "حفل الوداع الذي ازدان بالالوان"، بقيت آلاف المقاعد خاوية وقالت إن ذلك "كان انطباعا سلبيا رافق فعاليات الدورة ولن ينسى ابدا."

التعريض بروسيا

وفي صحيفة ازفستيا الروسية الموالية للكرملين، اشتكى الرياضي الروسي سيرغيه ليسين من المعاملة السيئة التي تعرض لها رفاقه الرياضيين الروس من جانب رياضيي الدول الاخرى جراء برنامج المنشطات الحكومي المزعوم.

"انتصار رغم الظروف"، تقول ازفستيا

ويقول ليسين في الصحيفة الروسية "بدا للحظة ان كل المبادئ الاولمبية قد نسيت، وان الذي جرى في البرازيل لم يكن عرسا رياضيا بل مخطط اعلامي يستهدف التعريض ببلادنا امام اعين العالم اجمع."

ولكن صحيفة كومرسانت الروسية التي تعنى بعالم المال والاعمال كانت لديها وجهة نظر اكثر ايجابية، إذ اشارت الى ان روسيا حصلت مع ذلك على المركز الرابع في تسلسل الاوسمة.

وقالت كومرسانت "اذا اخذنا بالاعتبار الظروف التي رافقت الاعداد لهذه الدورة، كانت النتيجة جيدة جدا."

وفي الشرق الاوسط، قالت قناة الجزيرة القطرية إن الدورة انتهت "بحفل ختامي رائع رغم سوء الاحوال الجوية."

ولكن الجزيرة بثت ايضا جدولا يظهر ان العرب لم يتمكنوا من الفوز الا بوسامين ذهبيين (للبحرين والاردن)، رغم الحضور الكبير للرياضيين العرب.

وقالت "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن."

"المشاركة مهمة"

وفي الصين، لم تشأ وسائل الاعلام الحكومية ان تعلن خيبة املها ازاء الاداء الذي قدمه الرياضيون الصينيون في الدورة، إذ اثنت شبكة CCTV على الرياضيين "للجهود الكبيرة" التي بذلوها، واصفة اياهم "بمفخرة الصين."

كما اثنت وسائل اعلام صينية على الروح الرياضية العالية التي تحلى بها الرياضيون الصينيون حتى بعد الخسارة، وقالت صحيفة الصين اليومية "إن الفوز بالاوسمة الذهبية لم يعد يعني كل شيء في الصين."