كما يمكنهم نشر المرض ونقله إلى آخرين عن طريق ممارسات جنسية بالفم دون توفير الحماية المطلوبة.

ويبحث العلماء ما إذا كان استخدام غسول الفم بطريقة دورية قد يساعد في وقف الانتشار الكامن للمرض، كما يعتقد علماء أن الفكرة جديرة بالبحث والدراسة. ومرض السيلان هو عدوى بكتيرية يمكن أن تعيش في إفرازات الحلق فضلا عن القضيب الذكري أو المهبل، كما يمكن انتشار المرض عن طريق ممارسة الجنس في الفم أو الشرج أو المهبل.

ويشهد المرض، الذي كان شائعا في النصف الأول من القرن العشرين حتى اكتشاف مضاد حيوي فعال لعلاجه، انتشارا من جديد.

ويعرب الأطباء عن قلقهم من ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة في السنوات الأخيرة، وتشير الأرقام الحديثة الصادرة من هيئة الصحة العامة في إنجلترا إلى أنه خلال الفترة بين 2012 و 2015 سجلت عدوى الإصابة بمرض السيلان زيادة بواقع 53 في المئة، ليصل العدد إلى 41193 حالة من 26880 حالة إصابة بالمرض.

ويخشى الأطباء على نحو متزايد من أن تصبح الإصابة بالمرض غير قابلة للعلاج بعد ظهور نوع جديد من المرض يطلق عليه اسم "السيلان الفائق"، وهو نوع مقاوم للعقاقير الطبية ويمكنه أيضا مقاومة المضادات الحيوية المعتادة المستخدمة في العلاج.

"السيلان الفائق"

اكتشفت هيئة الصحة العامة في إنجلترا مؤخرا تفشيا لمرض السيلان المقاوم لعقار الأزيثرومايسين في شمال إنجلترا.

ولحسن الحظ لا يزال بالإمكان علاج السلالة الجديدة بمضاد حيوي آخر يعرف باسم سيفتراكسون، غير أن هيئة الصحة العامة في إنجلترا تقول إنه لا يوجد أي مجال للتهاون وإنها تراقب الوضع عن كثب.

وحذر الأطباء من أنه إذا أصبح عقار أزيثرومايسين غير فعال في علاج مرض السيلان، فلا يوجد "مفر آخر" للحماية أو تأخير ظهور مقاومة لعقار سيفتراكسون، وقد يصبح مرض السيلان غير قابل للعلاج.

ورصدت الحالات الأولى في ليدز في نوفمبر عام 2014.

ثم انتشر المرض في ويست ميدلاند و جنوب إنجلترا مع رصد خمس حالات في لندن.

وبحلول أبريل 2016 وصل إجمالي عدد الحالات المعروفة بإصابتها بالمرض إلى 34 حالة من بينها أزواج طبيعيون ورجال مثليون. ويعتبر استخدم الواقيات الذكرية أفضل وسيلة لوقف انتشار مرض السيلان، غير أن بعض الخبراء يعتقدون في وجود فرصة أخرى للوقاية هي استخدام غسول الفم.

وتشير دراسات إلى أن الحلق يمكن أن يوفر بيئة لتناسل البكتريا التي يصعب علاجها. وأجرى كريستوفر فيرلي، من جامعة موناش، تجارب على نظرية استخدام غسول الفم شملت 58 متطوعا من الذكور.

وجميع الرجال الذين خضعوا للدراسة ظهرت عليهم مستويات يمكن اكتشافها لمرض السيلان في الحلق في بداية التجارب. وطلب فيرلي من نصف الرجال أثناء التجارب تناول غرغرة وابتلاع ماء مالح لمدة دقيقة، في حين أعطى الآخرين غسول فم عبارة عن مضاد حيوي يحمل علامة تجارية أحضره من سوبر ماركت كي يستخدمه باقي المتطوعين.

وأعاد فحصهم بعد خمس دقائق لمعرفة ما إذا كانت الغرغرة قد ساعدت أم لا. وتبين أنها تقلل كمية البكتريا القابل اكتشافها مقارنة بغسول الماء المالح. ويقول فيرلي إنه لابد من إجراء المزيد من الدراسات للتأكد من مدة فعالية ذلك وقدر الحماية الذي توفره.

وهو حاليا يجمع المزيد من المتطوعين للمشاركة في تجربة تستغرق ثلاثة أشهر لمعرفة الأثر اليومي الذي يمكن للغرغرة أن تحدثه على مريض يحمل في الحلق مرض السيلان.

ويقول أناتول مينون-جوهانسون، خبير في الصحة الجنسية ومدير عيادة في جمعية بروك الخيرية، إن فيرلي "قد يكون على طريق التوصل لشئ".

وأضاف : "سمعت تقديمه في مؤتمر طبي وأعجبت جدا بذلك. ومن الواضح أن الأمر لايزال فرضا فقط. يوجد الكثير من الجهود المطلوب بذلها . لكنها دراسة مثيرة، وتتطلب شحذ أفكار الجميع، فإن أمكن استخدام غسول فم، فثمة فرصة لإحداث فارق في معدلات الإصابة على مستوى السكان".

"مراقبة الوضع"

ويخضع المرضى الذين يتوافدون على عيادته للصحة الجنسية لفحوص على البلعوم لاكتشاف مرض السيلان. وإذا ثبتت الإصابة، تجرى فحوصات إضافية لمعرفة أي علاج تستجيب له البكتريا وأي علاج يفشل نتيجة حدوث مقاومة.

وقال : "هذه الكائنات الدقيقة تعيش معنا نحن البشر منذ الآف السنين، وسوف تستمر. والتحدي هو التوصل لطرق تفضي إلى السيطرة على انتقال العدوى والتأكد من أن الأدوية لاتزال قادرة على العلاج".

وقالت جيندا هوف، رئيسة قسم العدوى التي تنتقل بالممارسات الجنسية في هيئة الصحة العامة في إنجلترا : "عدوى مرض السيلان في الحلق ليس لها أي أعراض دائما، لكن يمكن أن يصاب بها الرجال والنساء عن طريق ممارسة الجنس بالفم بطريقة غير آمنة".

وأضافت : "الحماية الوحيدة تكمن في استخدام الواقيات الذكرية أثناء علاقة جنسية مع شريك جديد أو عابر، ومن المهم إجراء الفحوص الطبية الدورية في عيادة للصحة الجنسية. ولابد للمثليين ومزدوجي الرغبة الجنسية إجراء فحوص التأكد من الخلو من أمراض تنقلها الممارسات الجنسية على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر".

وقالت : "تواصل هيئة الصحة العامة في إنجلترا مراقبة انتشار أي مقاومة للمضادات الحيوية ورصد أي إخفاق لعلاجات السيلان عن طريق فحص حالات معروفة والتاريخ الجنسي للمريض للتأكد من فعاليتها بشكل مناسب".