أشرف أبوجلالة: قال علماء إن عقار "أدوكانوماب"، الذي يُدَمِّر الترسبات البروتينية المميزة التي تتراكم بداخل أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، يُظهِر الآن نتائج "محيرة".

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتعامل فيه خبراء بقدر كبير من الحذر مع هذا العقار لكونه لا يزال في مراحل تطويره الأولى. فيما أظهرت دراسة تم نشرها مؤخراً في مجلة نيتشر أن العقار آمن وألمحت إلى أنه يعمل على وقف التدهور الذي تتعرض له الذاكرة. وتُجرَى الآن دراسات أوسع في النطاق لتقييم تأثيرات العقار بشكل كامل.

وأجريت تلك الدراسة، التي شملت 165 مريضاً، بهدف اختبار مستوى الأمان الذي يحظى به العقار. وبعد مرور عام من العلاج، أظهرت الدراسة أيضاً أن تزايد الجرعة أمر يرتبط بتزايد قوة تأثير العقار في ما يتعلق بالتصدي لترسبات بروتين اميلويد.

ثم أجرى الباحثون اختبارات متعلقة بالذاكرة واكتشفوا "تأثيرات ايجابية". ومع هذا، تم استبعاد 40 شخصاً من الدراسة، منهم 20 شخصاً بسبب تعرضهم لبعض الآثار الجانبية، التي من بينها نوبات صداع. وانطوت المرحلة التالية من البحث – وهي المرحلة الثالثة – على دراستين منفصلتين، ضمتا 2700 شخص مصاب بالمراحل الأولى من مرض الزهايمر في أميركا الشمالية، أوروبا وآسيا، بهدف إجراء عملية اختبار وتقييم شاملة لما يحظى به العقار من تأثيرات على التدهور الإدراكي.

المرحلة الثالثة

وأوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن دكتور ألفريد ساندروك، من شركة بيوجين المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، والتي تتعاون مع جامعة زيورخ بخصوص ذلك البحث، قوله " نحن بحاجة فعلاً لإجراء المرحلة الثالثة من البحث، وآمل أن تؤكد تلك المرحلة ما اكتشفناه في تلك الدراسة. ويمكنني تصور أن أتمكن يوماً ما من معالجة الأشخاص الذين لا يعانون من أية أعراض، لأنه إذا كان لديك بروتين اميلويد في الدماغ، فمن المحتمل أن تتعرض للإصابة بمرض الزهايمر يوماً ما".

وشهدت مساعي تطوير عقاقير مُعالِجة لمرض الزهايمر العديد من الانتكاسات، وتجدر الإشارة هنا إلى أن آخر عقار تم ترخيصه للمرضى المصابين بالزهايمر كان منذ أكثر من 10 أعوام. فيما رحَّب خبراء آخرون بذلك البحث الأخير، لكن بقدر من الحذر.

فقال دكتور دافيد رينولدز، المدير العلمي لدى جمعية بحوث الزهايمر في المملكة المتحدة، إن النتائج قدَّمت أدلة محيرة لم تحسم ما إن كانت هناك فئة جديدة من الأدوية المُعالِجَة للمرض ستظهر في القريب العاجل أم لا. وأضاف دكتور جيمس بيكيت، رئيس قسم البحوث لدى جمعية مكافحة الزهايمر، أن الأمر الأكثر وضوحاً الآن هو أنه يتم التخلص من قدر أكبر من ترسبات بروتين اميلويد حين يتناول المرضى جرعات أعلى من العقار، وأن التوصل لعقار يبطئ تقدم المرض بإزالة بروتين اميليويد سيكون خطوة هامة. وأكد جون هاردي، أستاذ العلوم العصبية لدى كلية لندن الجامعية، أن تلك البيانات الجديدة محيرة، لكنها ليست حاسمة حتى اللحظة.