خلص تقرير طبي رئيسي إلى أن المزايا المترتبة عن استخدام العقاقير المُخفِّضة للكوليسترول لم تنل حقها في حين تُضَخَّم الأضرار المرتبطة به.

وذهب التقرير الذي نُشر في مجلة "لانسيت" العلمية وحظيت بدعم عدد من المنظمات الصحية الرئيسية إلى أن استخدام العقاقير المُخفِّضة للكوليسترول يقلل من احتمالات التعرض لأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

كما يشير التقرير إلى أن الأعراض الجانبية، مثل ألم العضلات، تحدث لعدد قليل من الناس. لكن منتقدي استخدام العقار يقولون إن الأصحاء يتناولون هذه العقاقير دون داعٍ.

تأثير زائف

وتقلل العقاقير المخفضة للكوليسترول من تراكم صفائح الدهون التي تسد الأوعية الدموية. وذكر التقرير النقاط التالية:

  • نحو ستة ملايين شخص في المملكة المتحدة يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول.
  • مليونان من مستخدمي العقاقير يتناولونها لتعرضهم من قبل لأزمة قلبية أو سكتة دماغية أو مشكلة في الأوعية الدموية.
  • أربعة ملايين آخرون يتناولون العقاقير للوقاية من المخاطر إما لتقدمهم في السن، أو لإصابتهم بأمراض متعلقة بضغط الدم، أو السكري.
  • نحو مليونين آخرين يجب أن يتناولوا العقاقير المخفضة للكوليسترول.

والتقرير الذي نشرته لانسيت أعده فريق بحثي بقيادة البروفيسور روري كولينز، من وحدة خدمات التجارب الطبية في جامعة أوكسفورد.

وبحث التقرير في تأثير تناول 40 ميلليغرام من العقاقير المخفضة للكوليسترول بشكل يومي، على مدار خمسة أعوام، في عينة شملت عشرة آلاف مريض.

وأشار البحث إلى أن تناول العقاقير يخفض من مستويات الكوليسترول بحيث يمنع ألف "حادثة متعلقة بالقلب والأوعية الدموية"، مثل الأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، وانسداد الشريان التاجي لدى المرضى المصابين بأمراض في القلب والأوعية الدموية.

كما يحد تناول العقاقير من حدوث 500 حادث مرضي لدى المسنين أو من يعانون من أمراض أخرى متعلقة بضغط الدم أو السكري.

كما ذكر التقرير أن التجارب العشوائية، بحيث لا يعرف الطبيب أو المريض إن كان يتناول عقارا حقيقيا أو زائفا، أظهرت عدم وجود أعراض جانبية تُذكر ناشئة عن تناول جرعة معتدلة.

وتعرض ما بين 50 ومئة لبعض الأعراض الجانبية مثل ألم العضلات من مجموع العينة المشاركة، وتبلغ عشرة آلاف مشارك. وتزيد نسبة الأعراض الجانبية في التجارب الخاضعة للمراقبة، التي يتناول فيها المريض العقاقير، ويكون على علم باحتمال حدوث أعراض جانبية مسبقا، ومن بينها آلام العضلات.

علامات استفهام

ويقول البروفيسور كولينز: "يشير التقرير إلى أن عدد من يتناولون العقاقير لتجنب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية أكثر بكثير ممن يعانون من الآثار الجانبية. كما أن الآثار الجانبية تختفي بمجرد الإقلاع عن تناول العقاقير، لكن عدم منع آثار الأزمة القلبية أو السكتة الدماغية أمر شديد الخطورة".

وتابع قائلا: "وثمة عبء كبير على الصحة العامة عند نشر معلومات مضللة عن الآثار الجانبية الشديدة، التي تنصح المرضى بالعدول عن تناول العقاقير رغم فوائدها المثبتة".

ومن بين الهيئات الداعمة للتقرير، الكلية الملكية للممارسين العموميين (الأطباء)، ووكالة تنظيم الأدوية والرعاية الصحية، ومؤسسة القلب البريطانية.

ويأمل مورين بيكر، رئيس الكلية الملكية للممارسين العموميين، أن "يطمئن البحث المرضى إلى أن العقاقير المخفضة للكوليسترول آمنة وفعالة في أغلب الحالات، وأن الأعراض الجانبية التي قد تحدث يمكن أن تنتهي بمجرد التوقف عن تناول العقار".

لكن النقاد يقولون إنه ما زال لا يمكن الفصل في مسألة تأثير مخفضات الكوليسترول. وبحسب فيونا غودلي، مراجعة في الدورية البريطانية للطب، فإن التقرير "لا يفي بالحاجة إلى بحث مستقل ومتعمق للآثار المتعلقة بعقاقير خفض الكوليسترول. والأمر شديد الأهمية في ضوء الإرشادات التي توصي بتناول الأصحاء لقرص من هذه الأدوية يوميا".

كما قال أحد أطباء القلب في لندن، عاصم مالهوترا، إن ثمة "علامات استفهام كبرى عن إمكانية الاعتماد على الدراسات التي تمولها شركات الأدوية، خاصة وأن التقرير الأخير ينتمي إلى هذه النوعية من الأبحاث. والكثير من العلماء الذين عملوا في الدراسات الأصلية حول هذا الموضوع، عملوا في هذا التقرير. وهو ليس دراسة مستقلة".