وجدت دراسة بيئية حديثة ان العالم بات بحاجة الى خطة طارئة للتخفيف من مضار التغير المناخي الذي يطال الملايين كل عام خاصة من يزيد عمرهم عن الـ 65 عاما.

في دراسة أجرتها لجنة الصحة وحماية المناخ التابعة لدورية «لانست» العلمية، دعا القيمون عليها من خبراء في مجال المناخ وأطباء وعلماء اقتصاد الى ضرورة ضخ المزيد من الاستثمارات في حماية المناخ، لتجنب طوارئ طبية على المستوى العالمي

ولفتت الدراسة الى ان نحو 125 مليون شخص فوق 65 عاماً على مستوى العالم، تعرضوا خلال الفترة من عام 2000 حتى عام 2016 إلى موجات حر تسببت لهم في عواقب صحية أثرت (على سبيل المثال) على الدورة الدموية.

ويخشى الخبراء ان يصل عدد المتضررين الى مليار شخص بحلول عام 2050. وبحسب الدراسة، أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى خفض إنتاجية الأفراد في المناطق الريفية، خلال نفس الفترة الزمنية، بنسبة 3.‏5 في المائة.

كما أشارت الدراسة إلى تزايد انتشار عدوى حمى الضنك، بسبب ظهور البعوض الناقل للمرض على نطاق أوسع. وبحسب الدراسة، يتضاعف كل عقد عدد الأفراد الذين يصابون بحمى الضنك، وهي الحمى الاستوائية الأسرع انتشاراً على مستوى العالم، بحسب وصف الباحثين

وتسعى العديد من الدول الى التخفيف من سلبيات التغير المناخي عبر خطط بيئية طارئة وذات جدوى منها التوقف عن استخدام طاقة الفحم، والتركيز على استخدام الطاقة المتجددة.

من جهتها، أعلنت منظمة الأرصاد العالمية ارتفاع انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بأسرع معدل له العام الماضي. وقد ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 3.‏403 جزء في المليون، العام الماضي، مقارنة بـ400 جزء في المليون عام 2015.

وقالت المنظمة في جنيف، في إشارة إلى التسجيلات الجيولوجية، إن هذا المستوى تم تسجيله آخر مرة منذ 3 إلى 5 ملايين عام، عندما ارتفعت درجة حرارة الأرض 3 درجات، كما ارتفعت مستويات البحار إلى 20 متراً مقارنة بالمستويات الحالية. وخلص التقرير إلى أن «تركيز ثاني أكسيد الكربون ارتفع بسرعة قياسية عام 2016».

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس «من دون خفض تركيز ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الغازية، سوف نتجه إلى ارتفاع خطير في درجة الحرارة بحلول نهاية هذا العقد، أعلى من الهدف المحدد في اتفاقية باريس للتغير المناخي».

وبجانب الانبعاثات التي يسببها الإنسان، فإن أكبر سبب لزيادة الانبعاثات هو ظاهرة الـ«نينو» المناخية التي تسبب الجفاف، وتقلل من قدرة النباتات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.