أفاد استطلاع رأي أجرته الخدمة العالمية في بي بي سي تزايد القلق بين مستخدمي الانترنت عالميا بشأن الأخبار الكاذبة.

وأشار الاستطلاع أيضا إلى وجود معارضة متزايدة إزاء تدخل الحكومة لفرض رقابة على الانترنت للحد من تداول مثل هذه الأخبار. وفي الاستطلاع الذي شمل 15 دولة، قال 79 في المئة إنهم قلقون بشأن الأخبار الكاذبة على الانترنت.

لكن مستخدمي الانترنت في دولتين فقط هما الصين وبريطانيا أكدوا رغبتهم في فرض حكومتهم رقابة على الانترنت. وكانت بي بي سي أجرت استطلاعا مماثلا في عام 2010.

وقال 58 في المئة من المستطلع آرؤاهم إنه يجب تنظيم الانترنت مقابل 51 في المئة في الاستطلاع السابق الذي أجري قبل سبع سنوات.

اقرأ أيضا: كيف يمكن محاربة الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

وفيما يتعلق برقابة الانترنت، أعرب 67 في المئة من المستطلع آراؤهم في الصين عن ترحيبهم بهذه الفكرة، بينما كان موقف البريطانيين أكثر توازنا إذ أيد 53% فرض الرقابة على الشبكة العنكبوتية.

وضمت قائمة الدول التي سجلت معارضة شديدة لفكرة مراقبة الانترنت كلا من اليونان 84 في المئة، ونيجيريا 82 في المئة.

وأجرت "غلوب سكان" هذا الاستطلاع لصالح بي بي سي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى أبريل وشمل أكثر من 16 ألف بالغ.

خطوط غير واضحة

وتزايدت المخاوف بشأن ما هو حقيقي وما هو كاذب بعد عام شهد انتشارا لمصطلح الأخبار الكاذبة وأصبحت مصدرا للتربح إذ أن الأخبار الكاذبة على فيسبوك حققت لأصحابها مبالغ طائلة من خلال الإعلانات.

وكان البرازيليون الأكثر قلقا إزاء الفارق بين ما هو حقيقي وما هو كاذب، وأوضح 92 في المئة منهم أنه يساورهم بعض القلق إزاء هذا الأمر. وفي عدد من الدول النامية الأخرى كان هناك مستوى مرتفع من القلق إزاء الأمر نفسه من بينها إندونيسيا التي سجلت 90 في المئة، ونيجيريا 88 في المئة وكينيا 85 في المئة.

وكانت ألمانيا هي البلد الوحيد من بين الدول التي شملها الاستطلاع وأعرب مواطنوها بأغلبية ضئيلة بلغت 51 في المئة عن عدم قلقهم إزاء هذه القضية. وخلال الفترة التي سبقت الانتخابات في ألمانيا، كانت هناك جهود حثيثة للقضاء على الأخبار الكاذبة.

اقرأ أيضا: مخترع الانترنت يستهدف "الأخبار الكاذبة"

وقال دوغ ميلر، رئيس مؤسسة "غلوب سكان": "نتائج هذا الاستطلاع تشير إلى أن عهد الأخبار الكاذبة قد يكون مهما في تقليل مصداقية المعلومات عبر الانترنت مثلما كانت معلومات المراقبة الخاصة بوكالة الأمن الوطني (الأمريكية) التي كشف عنها (عميل الاستخبارات السابق) إدوارد سنودن عام 2013 مهمة في التقليل من ثقة الناس في الكشف عن آرائهم عبر الانترنت".

وهناك قلق متزايد إزاء تعبير الناس عن آرائهم عبر الانترنت. وفي الدول الـ15 التي شملها الاستطلاع، قال 53 في المئة إنهم لا يشعرون بالارتياح إزاء هذا الأمر مقارنة بـ49 في المئة في الاستطلاع السابق عام 2010.

لكن كان هناك اختلاف واضح بين الاتجاهات في الدول المتقدمة والنامية.

أعربت غالبية كبرى في نيجيريا وبيرو والصين عن ثقتهم بشأن التعبير عن آرائهم، لكن في أوروبا وأمريكا الشمالية كان الأشخاص أكثر قلقا بكثير، وكان الفرنسيون واليونانيون الأقل رغبة على الأرجح للتحدث بحرية على الانترنت عن آرائهم.

ومع تزايد الاستخدام العالمي للانترنت، فإنه يبدو أن هناك حماسا متزايدا للرغبة في منح حق استخدام الانترنت للجميع. ووافق 53 في المئة من المستطلع آرائهم على أن استخدام الانترنت يجب أن يكون حقا أساسيا، وسجلت البرازيل واليونان والهند الأغلبية الأكبر من المستطلع آراؤهم في هذا الشأن.

وسلط الاستطلاع الضوء على بعض الاختلافات بين الرجال والنساء في الاتجاهات إزاء الانترنت، إذ أن الرجال كانوا الأكثر استخداما على الأرجح للانترنت، إذ قال 78 في المئة من الرجال إنهم دخلوا إلى الانترنت خلال الشهور الستة الماضية مقارنة بـ71 في المئة من النساء.

وأوضح الاستطلاع أن النساء كن بدرجة ما على الأقل أقل شعورا بالارتياح للتعبير عن آرائهن عبر الانترنت، وكان هذا القلق أكثر وضوحا في الدول المتقدمة. وأعرب 14 في المئة من النساء في فرنسا عن شعورهن بالاطمئنان للكشف عن آرائهن، بينما سجلت بريطانيا 36 في المئة والولايات المتحدة 35 في المئة.

وكانت البريطانيات أيضا أكثر قلقا إزاء المحتوى الكاذب مقارنة بالرجال، وكن أكثر حرصا على وجود خطط لفرض بعض الرقابة على الانترنت.