يعتبر القديس فالنتاين الراعي الرئيسي للعشاق في العالم. لذا، يعتبر يوم 14 من فبراير/شباط (التاريخ الذي يفترض أنه قتل فيه عام 269 بعد الميلاد) عيدا للرومانسية بين العشاق في كثير من الدول.

لكن هذا القديس المسيحي، الذي يعود تاريخه إلى روما القديمة، يظهر الآن بوجه جديد مختلفا كل الاختلاف عن التصورات السابقة.

واستخدم المصمم البرازيلي، شيشرو مورايس، رفات بشرية يُعتقد بأنها تعود إلى القديس، لإعادة رسم وجه فالنتاين بمساعدة برامج الغرافيك.

وحُفظت رُفات القديس فالنتاين في كنيسة القديس جورج، في مدينة مونسليس بمقاطعة بادوفا الإيطالية.

وكشف المصمم البرازيلي عن عمله في احتفال كبير، يوم السبت الماضي.

ويظهر العمل الفني صورة شاب بملامح ريفية، بينما تُظهر كثير من الصور السابقة للقديس رجلا أكبر سنا بملامح أرق.

وكان مورايس واحدا من بين فريق متعدد المجالات، بدأ مهمة إعادة رسم الوجه عام 2017.

وحصل الباحثون من جامعة بادوفا على تصريح من الفاتيكان لإجراء مسح ضوئي شامل للجمجمة، التي يُعتقد أنها للقديس فالنتاين.

وأُرسلت الصور الضوئية بعد ذلك إلى المصمم البرازيلي، وهو خبير في إعادة رسم الوجود بتقنية ثلاثية الأبعاد.

واستغرق الأمر من مواريس أسبوعا لإكمال مهمته.

إلا أن هناك جزء أكثر تعقيدا في القصة.

ويقول أكاديميون إن هناك أكثر من شخصية واحدة للقديس فالنتاين، فهم على وجه الدقة ثلاث قديسين على الأقل.

وقال مواريس: "الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تتسم ببعض الفوضى... فالصورة التي نعرفها جميعا هي مزيج من ثلاثة قديسين."

وأضاف: "كنت قد أعدت بالفعل رسم وجه لأحد القديسين الثلاثة. وأود العمل على وجه القديس الثالث، لكن يُعتقد أنه تُوفي في رحلة تبشيرية في أفريقيا، ولا يُعرف المكان الذي دُفن فيه."

قديس الحب

ولا تمت أصول مذهب القديس فالنتاين بأي صلة للكاثوليكية.

وترجع أصول مذهب القديس إلى العصر الروماني، قبل نزول المسيحية. وتتوافق مع طقوس المهرجان السنوي لمدينة لوبركاليا القديمة، الذي كان يُجرى في 15 فبراير/شباط لتطهير روما وزيادة الخصوبة وتعزيز صحة سكانها.

كما كان يقام المهرجان تبجيلا للإله فاونوس، إله الغابات والسهول والحقول.

وفي عام 494، حرّم القديس غيلاسيوس الأول على المسيحيين المشاركة في الاحتفالات.

وكان الحل هو إقامة الاحتفالات قبل ذلك بيوم واحد، وكلّف الناس القديس فالنتاين بمهمة حماية العشاق.

وأصبح المصمم البرازيلي، مواريس، 35 عاما، المولود في مدينة تشابيكو جنوبي البلاد "صائد القديسين".

وتعد مهمة إعادة رسم وجه القديس فالنتاين المهمة رقم 11 لمواريس في رسم شخصيات دينية كاثوليكية.