أثار انتحار نجل نائب برلماني سابق موجة من المخاوف لدى المصريين من لعبة "الحوت الأزرق"، التي أفادت تقارير إعلامية أنها كانت السبب وراء إنهاء شباب ومراهقين في مصر حياتهم.

وبعد وفاة خالد الفخراني، نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، نشرت شقيقته منشورا على فيسبوك أكدت فيه انتحار أخيها بسبب لعبة "الحوت الأزرق"، التي تبدأ بـ" أوامر تافهة تصل للاستحواذ التام".

وحذرت ياسمين الفخراني الآباء والأمهات من ترك الهواتف المحمولة والحاسبات مع أولادهم دون رقابة.

وفتح انتحار خالد، الذي يبلغ من العمر 18 عاما، البابَ لمزيد من القصص حول "تحدي الحوت الأزرق"، إذ سارع المصريون إلى البحث عن تفاصيل عنها عبر شاشات التلفاز والانترنت، ليتضح أن حالة خالد ليست الأولى.

وفي فبراير، أفادت تقارير صحفية انتحار شاب في محافظة طنطا، عُرِفَ عنه أنه مارس اللعبة لفترات طويلة. وفي يناير/كانون الثاني، نشرت صحيفة الموجز الإلكترونية خبرا عن قتل شاب في الثلاثين والدَه، ليجتاز تحديا في اللعبة طالَبَه بالتخلص من أحد أفراد عائلته.

حظر "الحوت الأزرق"

وتتعالى مطالب بحظر لعبة الحوت الازرق، إذ تقدم أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري، بطلب إحاطة عاجل لحظر لعبة "الحوت الأزرق" في مصر، وجهه إلى وزير الاتصالات المصري، وطالبه بضرورة وجود رقابة على هذا النوع من التطبيقات.

كما طالب نواب آخرون بسرعة "إصدار قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية".

وتسرب القلق كذلك إلى دار الإفتاء المصرية، التي أصدرت فتوى في الخامس من أبريل/نيسان، نصت على أنه "يحرم شرعا المشاركة في اللعبة المسمّاة بـ"الحوت الأزرق"، وعلى من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارِعَ بالخروج منها". وأهابت دار الإفتاء أيضا بالجهات المعنية "تجريم هذه اللعبة، ومَنْعَها بكل الوسائل الممكنة".

كذلك أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا يحذر من الانخراط في لعبة "الحوت الأزرق"، وأدرج فيه عدة "نصائح وقائية" لتجنب "الوقوع في هذا المنزلق الخطير".

ومع تنامي التحذيرات بشأن اللعبة، انتشرت دعوات أخرى لحظرها وأيةَ تطبيقات قد تحثّ على الإيذاء البدني أو النفسي داخل مصر.

وعلى الجانب الإعلامي، استضاف أحد البرنامج التليفزيونية المحلية فتيات لعبن هذا التحدي، وأكدت إحداهن أن زميلة لها انتحرت بعد أن سقطت فريسة للاكتئاب الذي تسببه هذه اللعبة.

وفي الحلقة ذاتها من البرنامج، دعت طبيبة نفسية الآباء والأمهات لمراقبة التكنولوجيا التي يستخدمها صغارهم.

كما رفض مقدم برامج آخر نطق اسم اللعبة بالإنجليزية على الهواء، خوفا من أن يلتقطه المراهقون ويُحمِّلونها على هواتفهم لتجربتها.

ولعبة الحوت الأزرق هي تطبيق يُحمَّل على أجهزة الهواتف المحمولة، اخترعه الروسي فيليب بوديكين، ويتكون من 50 تحدٍ، على اللاعب اجتيازها جميعا. وتشمل التحديات مهاما تهدف لكسب ثقة المسؤول عن اللعبة، من بينها إيذاء النفس.

واتُّهِمَ بوديكين بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن في اللعبة. وقد اعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب بحدوثها، قائلا: "أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقا".