الشهادات كثيرة في "إيلاف" بعد 15 عامًا من مسيرتها، فعثمان العمير يقول إنها ولدت بالغة أكثر مما يجب، وعبد الرحمن الراشد يقول إنها كانت خيالًا لا واقعًا. اليوم، هي الصحيفة التي بلغت مكانةً تخولها بلورة الواقع الاعلامي.

اقرا ايضا
إيلاف تطلق احتفالات عيدها الخامس عشر من دبي
عثمان العمير: إذا نادتك دبي لتسجنك فأبشر!

على هامش منتدى الإعلام العربي الذي اختتمت فعالياته مساء الخميس، احتفلت "إيلاف" بالذكرى الخامسة عشرة على تأسيسها، وسط حشد من أهل السياسة والإعلام، شاركوها احتفاءها بإنجازاتها طوال عقد ونصف من عمرها.

أحلى ألف مرة 

في احتفالية ضمت عددًا كبيرًا من أصدقاء "إيلاف" ومريديها، رحب عثمان العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها بمن حضروا، مرتجلًا كلمةً استعار فاتحتها من نزار قباني قائلًا: "صار عمري خمس عشرة، صرت أحلى ألف مرة". 

وفي كلمته هذه، قال العمير إنه كان من المفترض الاحتفال بفوز ثلاثة من الزملاء بالجائزة العظيمة، وهو يعني فوزهم بإحدى جوائز دبي للصحافة التي أسستها دبي، "وأصبحت عرفًا في كل عام، وأحيي أولًا أخي وصديقي عبد الرحمن الراشد على فوزه بجائزة شخصية العام الصحافية، وأحيي الأخ إبراهيم العريس الذي يستحق فعلًا هذه الجائزة للدور المميز الذي يقوم به في حراب الكتابة وفي متابعة شؤون إبداعية أخرى عديدة، أولها متابعته الحثيثة لمهرجان كان، كما أحيي الصديق البحريني عبدالله مدني، العلامة الذي أهداني البارحة كتابًا ستشغلني قراءته غدًا في الطريق جوًا إلى نيويورك". 

والمعروف أن العريس فاز بجائزة العمود الصحافي عن عمله الصحافي الدؤوب، ومدني فاز بجائزة الصحافة السياسية، عن موضوعه "الإتفاق النووي الإيراني..التداعيات الإقليمية والدولية"، المنشور في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية

سجين سابق!

ردّ العمير إطلاق "إيلاف" احتفالاتها من دبي إلى قصة بينه وبينها، إذ تعرض يومًا لأن يكون سجينًا فيها. ففي مطلع الالفية، على ما روى العمير لمحتفلين معه، نشرت "إيلاف" تحقيقًا تسبب بمقاضاتها أمام محاكم دبي، وحاول مستعينًا بالمحامين البريطانيين والعرب أن يجد حلًا قضائيًا لتلك المشكلة، لكنّهم أخبروه أنه مدانٌ مدان، بموجب قوانين الإمارة، حتى لو قدم كل الأدلة التي تدعم صحة الموضوع المنشور، "فقلت إذًا بلاش أحضر المحكمة، وبلاش آتي دبي".

أضاف ناشر "إيلاف" أنه تلقي اتصالًا من احدى الاخوات تدعوه إلى مؤتمر الإعلام العربي، فاعتذر عن عدم قدرته على الحضور، "لأنني لست مستعدًا لأن أسجن". 

اكمل العمير: "ثم اتصل بي الأستاذ الكريم والصديق العزيز محمد القرقاوي، وقال لي ندعوك إلى دبي، فقلت له ممازحًا إنني لا أحب السجن، فقال لي تعال، ولا يصير إلا الخير".

ويروي العمير انه حط في مطار دبي ووصل الفندق فما اعترضه أحد. وأوضح له صديقه القرقاوي أن الشيخ محمد بن راشد عفا عنه، ثم جرى تكريمه في دبي باختياره شخصية العام الإعلامية، وأصدر الشيخ محمد بن راشد قرارًا يمنع حبس الصحافيين. 

لبنة أولى

وإذ تتوج "إيلاف" 15 عاما من الريادة والتألق، لا بدّ من استذكار الصعوبات التي واجهتها في مسيرتها إلى القمة. كانت صعوبات جمة، منذ اللحظة الأولى، لحظة كانت "إيلاف" بعد "نطفة فكرة جريئة" في خاطر العمير، أو صاحب الأفكار المشاكسة كما يسميه المقربون إليه. فإنشاء صحيفة إلكترونية آنذاك كان رهانًا عالي المخاطر، إلا أنه أصر على خوض هذه المغامرة إلى آخرها، فمن مثله يعشق المغامرات. أطلق العمير "إيلاف" أول صحيفة إلكترونية عربية، مفتتحًا الحلبة الرقمية بخطوة جبارة، وها هو يقف اليوم ليحتفل مع كثيرين انضموا إليه واقتنعوا بفكرته وتجربته بمرور 15 عامًا على قرار إطلاق "إيلاف".

ربما يصعب على المرء التعبير في ظرف كهذا، إلا أن العمير يصف شعوره بهذه المناسبة بقوله: "لا شك في أنه شعور والد ببلوغ ابنه سن البلوغ، وإن كانت إيلاف ولدت بالغة أكثر من اللازم، وربما هذا سبب قدرتها على البقاء والحيوية والتحرك. فالصحافة ليست إمكانات مالية فقط، إنها إنسان".

خيالي لا واقعي

رافق الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد، المدير العام السابق لقناة "العربية"، "إيلاف" منذ كانت جنينًا، فيعلق اليوم على فكرة "إيلاف" في عام 2001: "كانت مشروعًا خياليًا لا واقعيًا، فمعظم الإعلام كان صحفًا وتلفزيونات واذاعات، وما كان ثمة مواقع إلكترونية. وكانت فكرة الموقع الإلكتروني حينها خارجة عن المعقول والتصور، وما كانت مهمة الأفراد أن يطلقوا هكذا مشروع. إلى ذلك، اعتقد أن "ايلاف" وضعت اللبنة الأولى. انطلق ستة ملايين موقع إلكتروني بعدها".

أما نديم قطيش، مقدم برنامج "دي أن آي" التحليلي الإخباري، فقال: «إيلاف بالنسبة لي هي مكان عاطفي قريب من قلبي، لسبب بسيط، من 15 سنة، اول ما بدأت إيلاف، وقبل ان يرى العالم إيلاف اونلاين، اختارني عثمان العمير لاكون من الفريق الذي اطلق إيلاف. مع مجموعة رائعة من الشباب، هم اليوم صحافيون مهمون في مؤسسات مختلفة".