في جلسة الخميس من محاكمة كريم واد، اندلع الخلاف حادًا بين رئيس المحكمة ومحامي الدفاع، بعد تمسك الأخير بأسئلة تتناول العنف الذي عاملت به الشرطة أحد المقربين من واد.

بيروت: إنها داحس والغبراء بين هنري غريغوار ديوب، رئيس المحكمة السنغالية الخاصة بالاثراء غير المشروع، وبين مي ديمبا سيريه باثيلي، محامي كريم واد، نجل الرئيس السنغالي عبدالله واد، وقانونها العين بالعين والسن بالسن... لا أقل.

تعرّض للمذلة

يومًا بعد يوم، يتأكد لمتابعي محاكمة كريم واد، التي تصر المنظمات الحقوقية أنها سياسية كيدية لا صلة لها بأي تهم بإثراء غير مشروع، أن حبل الود لن يتصل يومًا بين الرجلين، اللذين يقف كل منهما في زاويته متمترسًا وراء حصانته.

ففي جلسة الخميس، وأثناء اعتلاء فيكتور كانتوسان، المقرب من كريم واد، منصة الاستجواب، تجددت المعارك الترافعية بين الرجلين.

تحت زخم الأسئلة النارية التي وجهها باثيلي، روى كانتوسان ما تعرض له. قال: "أرادت السلطات الإيقاع بيني وبين واد، ومعرفة حقيقة الصلة التي تجمعني به، فتخفى رجال المباحث ليستدرجوني، وفي 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، أخذوني مخفورًا في سيارة عسكرية، إلى المخفر حيث تعرضت للمذلة".

أضاف: "ما رأيته هناك لا يعكس في أي حال من الأحوال صورة الشرطة السنغالية"، مجيبًا عن سؤال لباثيلي عن العنف الذي تعرض له بيد رجال الشرطة.

لتحترم المحكمة نفسها

في هذه اللحظة، وجه ديوب إلى باثيلي ملاحظة حول السؤال، إذ رآه القاضي خارجًا على سياق المحاكمة، فرد المحامي بأن استمر في استجوابه، بالوتيرة نفسها ، مصرًا على الحصول على أجوبة عن أسئلته كلها، حتى تلك التي وجدها "الرئيس" خارجة عن السياق القضائي للقضية التي يحاكم فيها واد.

ما كان من ديوب إلا أن قاطع باثيلي بجفاء، وقال له متعاليًا: "عليك احترام المحكمة، وعليك الانتباه في كل مرة ننبهك فيها إلى خطأ ترتكبه، والمحكمة في المقابل ستحترمك إن احترمت أنت نفسك".

فرد باثيلي: "وأنا تاليًا ساحترم هذه المحكمة إن احترمت هي نفسها". واستدعى ذلك تدخل موسى فليكس سو، من الادعاء المدني، لترطيب الاجواء، فتوجه إلى محامي الدفاع قائلًا: "إن وجد الرئيس أن بعض اسئلتك لا ينبغي أن تطرح، أتركها لكاتب المحكمة، وانتقل إلى ما بعدها". ولتصفية النفوس، رفعت الجلسة إلى الاثنين المقبل.