أشرف رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني على توقيع الطرفين الرئيسيين لأكراد سوريا، في ما يسمى بغرب كردستان، على تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية للمناطق الكردية السورية التي تضم المقاطعات الثلاث، كوباني وجزيرة وعفرين عسكريا وسياسيًا وماديًا... فيما تمّ الإعلان عن بدء تنفيذ بعض بنود اتفاق الإدارة فورًا والاخرى خلال شهرين.&


لندن: توصّل المجلس الوطني الكردي في سوريا، ومنظومة المجتمع الديمقراطي، الطرفان الرئيسيان في سوريا (غرب كردستان)، إلى إتفاق لإنهاء المشاكل بينهما، بدعوة من بارزاني بعد مباحثات دامت بينهما تسعة ايام متتالية في مدينة دهوك العراقية الشمالية، حيث وقع الجانبان بحضوره اتفاقية دهوك بينهما.
ووصف بارزاني في كلمة خلال مراسم خاصة توقيع الاتفاقية باليوم التاريخي والمبارك واشار إلى ان هذه الاتفاقية هي بداية لانتصار الشعب الكردي في غرب كردستان.
&
وهنأ بارزاني الشعب الكردي وجميع الأطراف الكردستانية ومواطني غرب كردستان متمنيًا ان تطبق هذه الاتفاقية بأسرع وقت ممكن. وشدّد على أن اقليم كردستان العراق، سيقدم كل ما بوسعه من أجل مساعدة غرب كردستان عسكريا وسياسيا وماديا... وقال إن انتصار الشعب الكردي في اي مكان يعتبر انتصارا لكل الأكراد.
وأكد بارزاني& أهمية وحدة الصف الكردي وقال "لحسن الحظ، انه في حين ينوي الأعداء تعكير الصف الكردي تتوحد القوى الكردية وتتعاون في ما بينها وهذا رد على الأعداء بأننا متحدون".

إدارة ذاتية في المقاطعات الكردية السورية الثلاث
وقالت الإدارة الذاتية&&إن المنسقية العامة لرئاسة المجالس التنفيذية في المقاطعات الثلاث (كوباني وجزيرة وعفرين &في غرب كردستان، وفي هذه المرحلة الحساسة والمفصلية من تاريخ الشعب الكردي والمنطقة بأكملها، وامام هذه التحديات والمسؤولية التاريخية، تبارك للشعب الكردي التفاهم والاتفاق في مدينة دهوك بين القوى السياسية الكردية السورية ،مشيرة إلى أن هذا الاتفاق خطوة مهمة لجميع القوى السياسية للوصول إلى سوريا ديمقراطية. &
وأضافت الإدارة في بيان "أننا في المنسقية العامة لرئاسة المجالس التنفيذية في المقاطعات الثلاث (كوباني –جزيرة – عفرين) نثمن برلمان كردستان على قراره بالموافقة على دعم صمود ومقاومة كوباني والمقاطعات الثلاث في غرب كردستان بارسال قوات من البيشمركة مزودة بأسلحة ثقيلة إلى كوباني . كما رحبت بفتح ممثلية لحكومة إقليم كردستان في المقاطعات الثلاث... وقالت ان وحدات حماية الشعب (الكردية السورية) كفيلة وقادرة على حماية غرب كردستان، لكنها بحاجة ماسة إلى الاسلحة والمعدات العسكرية والتقنية .

مرجعية سياسيّة وقوّة عسكرية مشتركة
وقد اتفقت الفصائل الكردية السورية على إدارة ذاتية في مناطقها، من خلال تشكيل مرجعية سياسية وقوة عسكرية مشتركتين تضم 30 عضوا. فقد أنهت الأطراف السياسية الكردية في المناطق السورية وما يطلق عليها غرب كردستان سلسلة اجتماعات تعقدها منذ ايام في مدينة دهوك العراقية (363 كلم شمال بغداد) بالتوصل إلى اتفاق على تشكيل مرجعية سياسية مشتركة وقوة عسكرية موحدة .
واتفقت حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، على تشكيل مجلس يكون مرجعية سياسية لغرب كردستان مشيراً إلى ان المجلس يتألف من 30 عضوا &يضم 12 من حركة المجتمع و12 آخرين من المجلس الوطني على ان يختار هؤلاء الاعضاء الاربعة والعشرون الاعضاء الستة الباقين في المجلس.
ومن جهته أكد أحد أعضاء وفد حركة المجتمع الديمقراطي في الحوارات في تصريح صحافي ان الجانبين اتفقا على جميع النقاط الخلافية مشيراً إلى أن الاتفاق سيعلن بعد عقد لقاء بين الوفدين المتحاورين ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل اليوم لافتا إلى ان الاتفاق تم على تشكيل مرجعية سياسية وادارة مشتركة للمناطق الكردية فضلا عن تشكيل قوة عسكرية مشتركة.
&
وشهدت دهوك منذ أكثر من اسبوع لقاءات وحوارات بين الاطراف السياسية الكردية السورية لبحث تطورات الأوضاع في المناطق السورية الكردية، وخاصة في مدينة عين العرب – وكوباني والتوصل إلى اتفاق انهى حالة الخلاف السياسي بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي.

تفاصيل الاتفاق وموعد وآليات تنفيذه
وقال احمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وأحد أعضاء الوفد المفاوض عن المجلس الوطني الكردي أن الاتفاق يتضمن ثلاثة بنود رئيسية، وهي:
تشكيل مرجعية سياسية كردية وتجسّد الموقف الكردي في سوريا في جميع المجالات وتشكيل ادارة مشتركة .. كما تقرر اشتراك المجلس الوطني الكردي في هذه الإدارة على ان تكون هذه المشاركة بالتوافق بين الطرفين، ويجب ان يتم التباحث في العقد الاجتماعي وتطوير الشكل الحالي لهذه الإدارة إلى ادارة تمثل الكرد (سياسيا واداريا) اي توحيدها في ادارة واحدة.
&
واضاف في تصريح لموقع الحزب السوري ان مهمة الدفاع وحماية المناطق الكردية في سوريا من حق الجميع، ومنهم ايضا المجلس الوطني الكردي في سوريا .. واشار إلى اتخاذ قرارات في هذا المجال.&
وعن وجود طلب مقدم من قبل الحراك الشبابي الكردي بعدم اقصائه من المشاركة اكد سليمان "انه سيتم &تمثيل الحركات الشبابية الكوردية الموجودة مسبقا داخل المجلسين الكرديين اي ضمن نسبة الـ 80%.
وبشأن بقاء الكانتونات الحالية والشكل الجديد للادارة الذاتية اوضح سليمان انه "سيتم اعتماد الوضع القائم دون ازالته، مع تطويره سياسيا واداريا، وهناك سعي في اتجاه توسيع التمثيل في هذه الإدارة من قبل جميع مكونات الشعب الكردي ليكون معبّرا اكثر عن هذه المكونات".
&
اما عن شكل هذه العسكرية المشتركة وما اذا ستبقى قوات الحماية الشعبية اكد سليمان "وجود شراكة حقيقية في موضوع واجب الدفاع عن غرب كردستان، اما الآن فقوات الحماية الشعبية هي قوة عسكرية موجودة على الارض، ولديها امكاناتها، وقد تقوت الآن بامكانات الطرفين أيضا، وليس كما كان الوضع عليه قبل الاتفاق، وسيتم تعزيز هذه الامكانات العسكرية بالامكانات المتوفرة لدى المجلس الوطني الكوردي.
وحول آلية وموعد تطبيق هذا الاتفاق على ارض الواقع قال سليمان "عمليا بدأ تنفيذه منذ اليوم لكن هناك بعض الامور تم تحديد فترة شهرين لتنفيذها- كما هي الحال لبند الإدارة – اما في ما يخص المرجعية السياسية الكردية فسيتم البدء بتنفيذها فورا بعد عودة الوفدين إلى سوريا.
&
وعن هوية قوات البيشمركة الكردية المزمع ارسالها إلى كوباني، نفى سليمان علمه بشكل وهوية هذه القوات لكنه اثنى على القرار المتخذ من قبل قيادة اقليم كردستان، وتم تأكيده ومصادقته بالإجماع من قبل برلمان الاقليم واصفا القرار بأنه تعبيرعن مدى دعم حكومة الإقليم وبرلمانه لإدارة وشعب كردستان.
وكان الأكراد في شمال شرق سوريا قد أعلنوا في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تشكيل إدارة مدنية إنتقالية ذاتية بعدما حققوا تقدماً ميدانياً كبيراً في مواجهة المجموعات المسلحة وأصدروا بياناً في هذا الصدد بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي السورية ذات الغالبية الكردية وذلك بعد أربعة أشهر من إعلان قادة أكراد عزمهم تشكيل إدارة انتقالية لكن سيطرة "داعش" على معظم تلك المناطق في وقت لاحق قد خلط الأوراق واستدعى الاتفاق على استراتيجيات كردية جديدة لمواجهتهم.&
ويزيد عدد الأكراد على 25 مليون نسمة، غالباً ما يوصفون بأنهم أكبر جماعة عرقية لا دولة لها وتضم الأراضي التي يشكلون اغلبية فيها وتعرف باسم كردستان أجزاءً من تركيا وإيران وسوريا والعراق.
ومنذ نهاية ايلول (سبتمبر) الماضي بدأت طائرات تابعة لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة تشن غارات على مواقع وتجمعات لتنظيم داعش في كوباني ومحيطها ما ساهم في إعاقة تقدّم التنظيم المتطرّف الذي دخل المدينة على الرغم من ذلك في السادس من الشهر الحالي وتمكّن من السيطرة على حوالى خمسين بالمئة منها.
&