منذ نعومة أظافره، خضع ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، إلى تأهيل مكثّف ليكون حاملا كاريزما الملك وقادرًا على أداء مهامه. واليوم، يبدأ الأمير البالغ من العمر 11 عامًا مهامه على رأس أنشطة رسمية وملكية.


أيمن بن التهامي من الرباط: بدأ ولي العهد المغربي، الأمير مولاي الحسن، التدريب الفعلي على ممارسة مهام السلطة والمهام السياسية والدينية.

يمثّل والده

جاء ذلك من خلال تمثيل والده العاهل المغربي الملك محمد السادس في تظاهرات، آخرها ترؤسه، لأول مرة، المباراة النهائية لكأس العرش للموسم الحالي، التي أقيمت، عشية الثلاثاء، في المجمع الرياضي مولاي عبد الله في الرباط، التي آلت إلى فريق الفتح الرباطي بعد تفوقه على نهضة بركان بهدفين نظيفين.

وبدا ولي العهد، كعادته، واثقا في نفسه، كما أن مشيته وحركاته ونظراته أظهرت مدى حرصه الكبير على تطبيق ما تعلّمه بشكل دقيق، سواء في ما يخص البروتوكول أو طريقة التفاعل مع الحاضرين في مثل هذه المناسبات.

تعويض مولاي رشيد

بات ولي العهد الأمير مولاي الحسن يجذب اهتمام المغاربة، ليس فقط لشخصيته الجذابة وثقته الكبيرة في النفس وهدوئه، بل أيضا لإشرافه، خلال الفترة الأخيرة، على عدد من التظاهرات الكبيرة والمهمة وهو ما زال في سن الـ 11.

ولاحظ المغاربة تعويض الأمير مولاي الحسن، للأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي، في بعض التظاهرات، أبرزها ترؤس نهائي كأس العرش، الذي أقيم، عشية اليوم الثلاثاء.

مهام دينية

وجاء ذلك، بعد أيام على تدريبه على المهام الدينية لإمارة المؤمنين، من خلال حضوره صلاة الاستسقاء، التي أقيمت بأمر من أمير المؤمنين الملك محمد السادس، إحياء لسنة النبي محمد، كلما قل أوانحبس المطر عن الناس واشتدت الحاجة إليه.

وقال إدريس القصوري، الباحث في العلوم السياسية:& "لاحظنا أنه شرع في تعويض الأمير مولاي رشيد بولي العهد في هذه المرحلة المبكرة، وهذه سنة في الأسرة والنظام الملكي في تكوين ولاة العهد الذين سيصبحون ملوكا في المستقبل".

تكوين مبكر

دأب القصر الملكي في المغرب على الاهتمام بشكل كبير بالتربية والتكوين والتأهيل لولاة العهد.

ويجرى إخضاع ولي العهد إلى تكوين دقيق وتأهيل عالي المستوى، قبل أن يتمّ إشراكه فعليا وعمليا في تدبير شؤون الدولة.

يوضح إدريس القصوري لـ"إيلاف": "الأسرة الملكية تهتم بتكوين ولاة العهد على أداء مهام السلطة والمهام السياسية والدينية بشكل جيد".

ويقول: "الملك الراحل الحسن الثاني كان يولي عناية مهمة لهذه المسألة خلال تكوين الملك الحالي محمد السادس".

يضيف: "الملك محمد السادس قام بمثل هذه الأنشطة في سن جد مبكرة، وفي سنّ الـ11 يكون التمرس على مثل هذه المهام والبروتوكول وأخذ الكلمة السياسية، والآن يكون التطبيق والخروج للتنفيذ الميداني لما تلقاه الأمير الصغير من تدريب وتكوين داخل البلد وخارجه في إطار ممارسة مثل هذه المهام".

كاريزما ملك

أكد الباحث في العلوم السياسية أن "التدريب الذي تلقاه ولي العهد المغربي في الأمور السياسية والبروتوكول تبنى على الدقة، وعدم الخطأ في البروتوكول والتمرس"، مبرزا أن "هذا التكوين يجرى داخل المغرب وخارجه ومن طرف أشخاص في أعلى مستوى".

وأشار إلى أن "المرحلة الحالية هي مرحلة التأهيل في ما يخص البرتوكولات وممارسة المهام السياسية في حدها الأدنى. وهذه الأمور كان يقوم بها في مرحلة سابقة ولي العهد مولاي رشيد، وهذه صورة تخرج للعلن لما تلقاه من تدريب في الداخل من تكوينات عالية المستوى والدقة. فكل هذا التأهيل والتكوين النفسي والعاطفي والوجداني والروحي على أساس خلق التوازن لبناء الكاريزما لملك المستقبل بشكل مبكر".

وأشار إلى أنه "في مراحل أخرى سيتفرغ مولاي الحسن لأعمال أكثرة قوة وحساسية، وأكثر حرجًا، والتي تتماشى مع نضج وتطور الإنسان. فلا شيء يترك للصدفة، والمسألة لا يكون فيها تأخر، بل يكون فيها سبق زمني".

بدايات ولي عهد

أنهى الأمير مولاي الحسن، سنته الدراسية الأولى، والتحق بالمستوى الثاني في المدرسة الأميرية، بعدما أكمل عامه الدراسي الأول، برفقة 4 تلاميذ آخرين.

وكان أول ظهور رسمي لولي العهد سنة 2004، عندما كان في سنته الأولى، إذ رافق والده الملك محمد السادس في حفل استقبال الفريق الوطني لكرة القدم، الذي كان بلغ نهائيات كأس أفريقيا للأمم في تونس.

وفي أيلول/سبتمبر 2009، عاش المغاربة لحظات تاريخية، عندما شاهدوا صور ولي العهد وهو يدخل قاعة الدرس، في المدرسة الأميرية في القصر الملكي في الرباط، بصحبة زملائه في الدراسة.

وفي حزيران/ يونيو من السنة نفسها، ألقى أول خطاب بين يدي الملك محمد السادس، بمناسبة حفل نهاية السنة الدراسية.