تعرض الرئيس السينغالي ماكي سال للحرج أمام 77 رئيس دولة في القمة الفرانكوفونية بعدما رفع محامو كريم واد إليها كتابًا مفتوحًا، يتهم فيه سال بملاحقته بشكل غير مشروع لمنعه من الترشح لانتخابات 2017.

دبي: الحرب مستمرة بين الرئيس السينغالي ماكي سال من جهة، وكريم واد، الوزير السينغالي السابق ونجل الرئيس السابق عبد الله واد، حتى تجاوزت الحدود السينغالية، ومسألة محاكمة واد بتهمة الاثراء غير المشروع، ووصلت إلى المنظمة الدولية الفرنكوفونية، وأمينها العام عبدو ضيوف، وبلغت حد تأكيد واد الابن السير على خطوات والده، والترشح لرئاسيات 2017 في السينغال.

وهذا الكتاب المفتوح كان الضربة الثانية التي وجهها آل واد لنظام ماكي سال. ففي 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، نفذ واد الأب وقفة احتجاجية مع الحزب الديمقراطي السينغالي، قال فيها إنه عازم أكثر من أي وقت مضى على رحيل ماكي سال، وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.

كتاب مفتوح

كان كريم واد حاضرًا في القمة الفرنكوفونية، التي انعقدت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، من دون أن يترك سجنه السينغالي، من خلال كتاب مفتوح، رفعه محاموه إلى ضيوف، و77 رئيس دولة حاضرين في دكار، متسببًا بالحرج الشديد للرئيس ماكي سال أمام نظرائه.

وقال واد في كتابه المفتوح إن سال حرّك محكمة الإثراء غير المشروع، وهي المحكمة الخاصة التي يحاكم أمامها، والتي أكد الحقوقيون الدوليون أنها غير مشروعة. وردّ واد السبب في ذلك إلى عزم سال منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية في العام 2017.

كما ندد واد في كتابه المفتوح بالانتهاكات التي ما زالت حقوق الانسان في بلاده تتعرض لها، والتي تصيب الكثير من مواطنيه السينغاليين، منذ وصول سال إلى سدة الرئاسة في السنغال، "وليست المحكمة الخاصة للاثراء غير المشروع إلا وجهاً من وجوه انتهاكات حقوق الانسان".

واتهم واد نظام سال بعدم احترام قيم الديمقراطية والحريات العامة وسلطة القضاء وحقوق الانسان في السينغال.

دور الضحية

لم يصمت محامو الدولة الباكستانية، ووصفوا محاولة كريم واد، الذي يحاكم بتهمة الفساد والإثراء غير المشروع، بالكلاسيكية، مخففين من وطأتها على الرئيس السينغالي، في محاولة لتقليل حجم الضرر الذي يمكن أن يصيب النظام، جراء الاحراج الذي أصيب به أمام 77 رئيس دولة.

واستنكر الادعاء العام في القضية ما وصفوه بسعي كريم واد ومحاميه الحثيث لتقويض استقلال ونزاهة القضاء السينغالي، والالتفاف على أي حكم قد يصدر عن محكمة الاثراء غير المشروع ضده، من خلال هذا الكتاب المفتوح إلى عبدو ضيوف وضيوفه.

واتهم ممثلو السلطات السينغالية واد بأنه يحسن لعب دور الضحية، لإرضاء أنصاره أولًا. وذكّروا ضيوف، ورؤساء الدول الحاضرين في القمة الفرنكوفونية& الخامسة عشرة، بأن كل المحاولات التي بذلها واد ومحاموه لعرقلة محاكمته باءت بالفشل، ورفضها القضاء السينغالي، ليست محكمة الاثراء غير المشروع وحدها، ولكن المجلس الدستوري والمحكمة العليا ومحكمة العدل أيضًا