أشادت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، بزيارة الأمير سلمان إلى مقر المنظمة، وتوجهت بالشكر إلى السعودية على مساهمتها الفعالة في برامج اليونسكو، واعتبرتها المساهم الأبرز والأكثر نشاطًا.


باريس: زار ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مقرّ اليونسكو في ختام زيارته التاريخية إلى فرنسا، والتقى إيرينا بوكوفا، المديرة العامة للمنظمة، وألقى كلمة أمام جمع من المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في اليونسكو، فضلاً عن الضيوف المدعوين والمسؤولين الرسميين. وهذه هي أول زيارة يقوم بها الأمير سلمان إلى اليونسكو.

كلمة سلمان

وتحدث الأمير سلمان في كلمته بمقر اليونسكو عن الالتزام الراسخ لتعزيز مساهمة اليونسكو في بناء السلام وتحقيق الاستقرار.

ونوّه بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والثقافات، "وذلك من منطلق المبادئ والقيم الإسلامية المتمثلة في التسامح والاعتدال والحوار ونبذ العنف."

وأضاف الأمير سلمان حسب بيان صحافي صادر عن منظمة اليونسكو: "لقد بقيت المملكة متمسكة بمبادئها بوصفها مهبط الإسلام، تعلو وترتقي بشرف مكانتها فوق كل أشكال الصراعات، التي تشوه الدين وتمزق المجتمع".

وأعرب الأمير سلمان عن امتنانه بتنفيذ برامج اليونسكو في المملكة العربية السعودية، ولاسيما إدراج ثلاثة مواقع في قائمة التراث العالمي.

ودعا المنظمة إلى حماية التراث الثقافي في فلسطين. وأشاد بما تتخذه اليونسكو من مبادرات في هذا المجال، ولاسيما في ما يتعلق بالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وذلك في 18 كانون الأول/ ديسمبر كل عام.

بوكوفا: مساهمة الرياض فعالة

إلى ذلك، رحّبت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في كلمتها بالأمير سلمان، وتوجهت بالشكر إلى المملكة العربية السعودية على مساهمتها الفعالة في برامج اليونسكو.

وذكّرت بوكوفا بالشراكة المتنامية القائمة بين المملكة والمنظمة.

وقالت: "إن جميع الأديان والثقافات تتقاسم قيماً أساسية مماثلة. ولئن ركزنا على هذه القيم، فإننا سوف ندرك أن ما يوحدنا هو أكثر مما يفرق بيننا. وفي الوقت الذي تتعرض فيه مظاهر التنوع الثقافي والأقليات الدينية للاعتداءات في أنحاء عدة من العالم، فإن علينا أن نضم أصواتنا لنؤكد على أن كل ثقافة إنما تستحق أن تحظى بالاحترام وأنه ما من معتقد ديني يبرر إثارة مشاعر الكره".

وتعتبر المملكة العربية السعودية من أنشط من ساهموا في برامج لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، حسب بيان يونسكو الصحافي.

وتقوم المملكة في الوقت الراهن بتمويل البرامج التعليمية الرئيسية المخصصة للأطفال والشباب المشردين في سوريا والعراق، فضلاً عن توفير فرص التعليم العالي للطلاب الفلسطينيين.

ففي عام 2012، ساهمت السعودية بمبلغ 20 مليون دولار أميركي لصندوق الطوارئ التابع لليونسكو، وذلك من أجل مساعدة المنظمة في ما يخص إدارة الوضع المالي المتأزم.

وبالإضافة إلى ذلك، عملت اليونسكو مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات، وذلك في إطار العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013ـ 2022).

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أطلقت هذا العقد واختارت اليونسكو لكي تعمل بوصفها الوكالة المعنية بتنفيذه.
&
وغادر الأمير سلمان بن عبدالعزيز باريس، اليوم الخميس، بعد زيارة تاريخية إلى فرنسا، وكان في وداعه بمطار أورلي الدولي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وممثل الحاكم العسكري لمنطقة أورلي الجنرال هنري بازان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ، وقائد القوات البحرية الفريق ركن عبدالله السلطان، واللواء حسين العساف، والأمير العميد طيار ركن تركي بن خالد بن عبدالله، الملحق العسكري السعودي لدى فرنسا وسويسرا.