ستتابع المملكة العربية السعودية بعد انتقال الحكم الى الملك سلمان سياساتها الاقليمية نفسها، لا سيما لجهة الحزم إزاء تيارات الإسلام المتطرف، والانفتاح على جيرانها في المنطقة التي تشهد تغيرات.


في اول كلمة وجّهها بعد اعتلائه سدة الحكم أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود انه سيستمر بالسير على النهج الذي سار عليه الملك المؤسس عبدالعزيز وابناؤه الملوك الخمسة من بعده.

لا اختلافات جوهرية
وقال الخبير الاميركي المتخصص في الشؤون الخليجية فريديريك فيري "لا اتوقع تغيرات كبيرة". واضاف فيري لوكالة فرانس برس ان آل سعود "يتشاركون النظرة نفسها للعالم، والاختلافات بينهم قد تكون بسيطة حول مسائل استراتيجية وتكتيكية".

وتوقع الخبير خصوصا استمرار التعاون بين السعودية والولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب وتنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على اراض واسعة في العراق وسوريا.

وقال فيري ان "المسار العام للعلاقات الاميركية السعودية خصوصا في موضوع الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية يفترض ان يبقى صلبا الى حد كبير". ورأى فيري ان ولي العهد الامير مقرن "قد يطلق برنامجا للاصلاحات، لكن يجب الانتظار حتى يصبح ملكا لتقييم تجربته".

علاقات براغماتية
من جانبه، قال المحلل الكويتي عايد المناع ان "السعودية هي حليف للغرب، وهي في الوقت نفسه بلد ذات توجه اسلامي... ليس من المتوقع ان تتغير سياستها الخارجية في المضمون، ولو ان الاسلوب يمكن ان يختلف بين قائد وآخر". واضاف المناع انه في الاجمال تقيم المملكة "علاقات براغماتية مع الغرب" حتى ولو ان العلاقات بين الرياض وواشنطن تمر باضطرابات منذ ان بدأت الاخيرة خطوات انفتاح على ايران.

وتنظر السعودية بعين الريبة الى تقارب الغرب مع ايران، غريمتها الشيعية الكبيرة في المنطقة، وهي ستبقى بحسب المناع "حازمة ازاء جارتها المتهمة بالتدخل بشؤون العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن". وتابع المناع "حتى ولو ان سلمان معروف بانه محافظ، الا انه سيكون من الصعب عليه ان يحيد عن السياسة التي خطها الملك عبدالله خصوصا انه سيسعى ايضا في الوقت نفسه الى التناغم مع ولي عهده الامير مقرن المعروف بانه اصلاحي".

وبحسب المناع، فان الامير مقرن يمكن ان يدفع تجربة مجلس الشورى باتجاه حالة تكون اقرب الى البرلمان مع منح الهيئة صلاحيات محدودة. ويفترض بهذا التوجه ان يترافق مع متابعة سياسة تقديم المساعدات الخارجية التي رسخها الملك عبدالله، لا سيما من خلال "تقديم المساعدات للشعوب الاقل حظا التي يجد التطرف اتباعا له في صفوفها" وهو مصدر قلق مهم بالنسبة الى اسرة آل سعود.

ضغوطات على الحوثيين
وبحسب المناع، فان "السعودية بحاجة الى سلطة مركزية قوية قادرة على الرد السياسي والعسكري السريع ازاء اي تطور مفاجئ في المنطقة" مشيرا بشكل خاص الى المسألة السورية والوضع في البحرين واليمن. وذكرت مصادر سياسية لوكالة فرانس برس ان السعودية اوقفت أخيرا مساعداتها الى اليمن مع سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة على العاصمة صنعاء والتي أدت الى تقديم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استقالته.

وبحسب المناع، فان "الضغوطات السعودية ستستمر حتى يبرهن الحوثيون بانهم ليسوا رأس حربة لايران في اليمن". وتواجه المملكة ايضا انهيار عائدات النفط التي تؤمن 90% من دخلها، ما قد يدفع بالمملكة الى تخفيض مساعداتها الى مصر، بحسب فريديريك فيري.
وقال الخبير الاميركي "نحن بدأنا نشهد تخفيضا للمساعدات السعودية الى مصر لان السعوديين ليس بوسعهم ان يستمروا بدفع المساعدات الى ما لا نهاية مع استمرار انخفاض أسعار النفط".