أظهر استطلاع واسع للآراء في الولايات المتحدة أن نسبة كبيرة من الأميركيين يرفضون نظرية داروين في النشوء والارتقاء، ويرون أن الأغذية المعدلة وراثيًا ليست آمنة، ويشكُّون في أن يكون الاحتباس الحراري من صنع الانسان.

إعداد عبد الاله مجيد: توصل استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث مع الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، نُشرت نتائجه في مجلة "ساينس" العلمية، إلى أن 31 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن البشر وُجدوا بشكلهم الحالي منذ الأزل، وليس نتيجة ملايين السنين من التطور كما يذهب داروين، وقال 24 بالمئة آخرون إن البشر تطوروا بإرادة كائن أسمى.

وعلى نقيض ذلك، اتفق مع هذا الرأي 2 بالمئة فقط من علماء الجمعية الأميركية لتقدم العلوم، قائلين: "البشر لم يتطوروا إلى ما هم عليه اليوم نتيجة عملية نشوئية دامت ملايين السنين على الأرض". وبلغت نسبة الأميركيين الذين يعتقدون أن النشوء حدث من خلال عملية اصطفاء طبيعية، كما وصفها داروين قبل 150 سنة، 35 بالمئة.

آمنة.. غير آمنة

من نتائج الاستطلاع المثيرة للاهتمام أن 57 بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن الأغذية المعدلة وراثيًا ليست آمنة، رغم أن الولايات المتحدة تزرع 69 مليون هكتار من المحاصيل المعدلة وراثيًا. بالمقابل، قال 88 بالمئة من العلماء إن الأغذية المعدلة وراثيًا آمنة، ولا مبرر للقلق منها.

ولعل القضية الأشد مدعاة للخلاف بين القضايا التي تناولها الاستطلاع هي الاحتباس الحراري، إذ اتفق 50 بالمئة فقط من الأميركيين مع رأي اللجنة الحكومية الدولية للتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة القائل إن النشاط البشري هو السبب الرئيس للتغير المناخي. وقال زهاء نصف الأميركيين إن لا أدلة مقنعة على ارتفاع حرارة الأرض أو أن هذا الارتفاع هو نتيجة تغيرات مناخية طبيعية.

هوة عميقة

ولاحظ الن ليشنر رئيس الجمعية الأميركية لتقدم العلوم أن هناك هوة مقلقة بين آراء العلماء وآراء الجمهرة العامة من الأميركيين. وأكد كاري فانك، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة، أن عدد القضايا التي يختلف بشأنها العلماء والجمهور وعمق الاختلاف يثيران الدهشة.

وكان من القضايا القليلة التي اتفق فيها الأميركيون مع علمائهم أن المشاركة الأميركية في المحطة الفضائية الدولية كانت استثمارًا ناجحًا، والحكم القاسي على مستوى التربية العلمية في الولايات المتحدة، إذ قال 68 بالمئة من الأميركيين إن مستوى التربية العلمية متوسط أو دون المتوسط، واتفقت معهم أغلبية ساحقة من العلماء بلغت نسبتها 84 في المئة.

غير مقتنعين

ما يعكس عدم اقتناع غالبية الأميركيين بالأسباب البشرية للتغير المناخي أن نسبة الأميركيين الذين يؤيدون استثمار النفط الصخري والتنقيب عن النفط في المناطق البحرية تزيد على نسبة العلماء. من جهة أخرى، أبدى 65 بالمئة من العلماء تأييدهم لبناء المزيد من محطات الطاقة النووية، مقابل 45 المئة من الأميركيين.

وشمل الاستطلاع 2002 أميركي بالغ في مقابلات هاتفية مباشرة و3748 عضوا في الجمعية الأميركية لتقدم العلوم باستبيان على الانترنت.