انقرة: أعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان التفجيرين اللذين استهدفا السبت تظاهرة من اجل السلام في انقرة واوقعا 86 قتيلا على الاقل نفذهما على الارجح انتحاريان.

وصرح داود اوغلو امام الصحافيين في انقرة "هناك ادلة قوية على ان هذا الهجوم نفذه انتحاريان"، معلنا حدادا وطنيا لثلاثة ايام على ضحايا الهجوم.

وقال رئيس الوزراء التركي ان "هذا الهجوم لم يستهدف مجموعة فقط، او مواطنين انضموا الى التظاهرة او تجمعا سياسيا، بل استهدف شعبنا بأكمله".

واضاف "فيما نتجه نحو انتخابات (في 1 تشرين الثاني/نوفمبر) فإن هجوما مماثلا يستهدف مباشرة الديموقراطية والحقوق والحريات الديموقراطية".

وتابع "اليوم يجب ان نتضامن كتفا الى كتف".

وشدد داود اوغلو على ضرورة القيام بما يلزم ضد كل من نفذ "هذه المجزرة الغادرة"، واصفا المنفذين بانهم "اعداء الانسانية".

وصرح ان "الارهابي هو ارهابي. كل من نفذ عملا ارهابيا فقد ارتكب جريمة ضد الانسانية".

واضاف "نحن نواجه واحدا من اكثر الاعمال الارهابية المؤلمة في تاريخ جمهوريتنا".

وردا على سؤال عما اذا كان هناك خرق امني، قال داود اوغلو انه تم القبض على انتحاريين اثنين في اسطنبول وانقرة قبيل الهجوم الاخير.

واكد انه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة في حال تبين حصول اي تقصير.

واشار رئيس الوزراء التركي الى ان اي جماعة لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم انقرة، لكنه لفت الى ان تنظيمات عدة، بينها تنظيم الدولة الاسلامية وحزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري اليساري، قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم.

وانتقد داود اوغلو زعيم حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للاكراد صلاح الدين دمرتاش الذي اتهم الحكومة بالوقوف وراء الهجوم الدموي.

واشنطن تندد

ندد البيت الابيض بما وصفه اعتداء "ارهابيا مروعا" في العاصمة التركية انقرة السبت والذي ادى الى مقتل 86 شخصا على الاقل واصابة نحو 200 بجروح.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي نيد برايس في بيان "الحقيقة ان هذا الهجوم الذي وقع قبل تجمع حاشد للسلام يؤكد الانحطاط الاخلاقي لاولئك الذين يقفون وراءه، وهو بمثابة تذكير جديد بضرورة مواجهة التحديات الامنية المشتركة في المنطقة".

واضاف برايس "نقدم خالص تعازينا الى عائلات واحباء الضحايا، تماما كما تبقى افكارنا مع اولئك الذين اصيبوا في هذا العنف الذي لا معنى له".

واشار الى ان "الولايات المتحدة ستواصل الوقوف جنبا الى جنب مع الحكومة والشعب التركيين في مواجهة آفة الارهاب. ورغم محاولة ردع هذه الجهود، فإن مثل اعمال العنف المروعة هذه تزيد من عزيمتنا".

آلاف الأتراك يتظاهرون ضد اردوغان

تظاهر نحو عشرة الاف شخص مساء السبت في اسطنبول محملين الحكومة التركية مسؤولية الاعتداء المزدوج الذي استهدف تجمعا معارضا من اجل السلام في انقرة، بحسب مصور فرانس برس.

وخلف لافتة كبيرة كتب عليها "نعرف القتلة"، هاجم المتظاهرون الرئيس الاسلامي المحافظ رجب طيب اردوغان وحزبه العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002.

وهتف هؤلاء في جادة الاستقلال في قلب الشطر الاوروبي من اسطنبول "اردوغان قاتل" و"السلام سينتصر".

وجرت التظاهرة وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة من دون تسجيل اي حادث.

وسجلت تظاهرات مماثلة بعد الظهر وخصوصا في دياربكر، كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية حيث اندلعت حوادث بين المتظاهرين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وفق مصور آخر لفرانس برس.

كذلك، اشارت وكالة دوغان للانباء الى تظاهرات احتجاج اخرى في ازمير (غرب) وبتمان واورفا وفان (جنوب شرق).

3&أشهر من العنف

تشهد تركيا حيث وقع تفجيران اسفرا عن 86 قتيلا على الاقل السبت في انقرة، اعمال عنف خطيرة منذ الاعتداء الذي وقع في سوروتش قرب الحدود السورية في 20 تموز/يوليو.

وقتل اكثر من 150 شرطيا وجنديا منذ الاعتداءات التي نسبت الى حزب العمال الكردستاني فيما تؤكد السلطات التركية انها "قضت" على اكثر من الفي عنصر من المجموعة المتمردة خلال عملياتها الانتقامية.

وفي ما يلي الاحداث الرئيسية في تركيا منذ ثلاثة اشهر:

- تموز/يوليو 2015:

20: اعتداء في سوروتش يوقع 33 قتيلا ومئة جريح في صفوف ناشطين شباب في سبيل القضية الكردية. ونسبته السلطات الى تنظيم الدولة الاسلامية.

22: حزب العمال الكردستاني يتبنى قتل شرطيين عثر عليهما ميتين في منزلهما في جنوب شرق البلاد وصنف العملية على انها "عمل عقابي".

24: انقرة تطلق "حربا ضد الارهاب" بتاكيدها انها تستهدف في الوقت نفسه المسلحين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. لكن عشرات الغارات الجوية التي تلت ذلك تركزت على المتمردين الاكراد.

بدء موجة اعتقالات استهدفت مناصرين لحزب العمال الكردستاني وعناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية وناشطين من اقصى اليسار.

25: الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني يعلن ان "شروط الالتزام بوقف اطلاق النار (الساري منذ 2013) لم تعد متوافرة".

28: الرئيس رجب طيب اردوغان يعتبر انه "من المستحيل" مواصلة عملية السلام مع الاكراد طالما ان متمردي حزب العمال الكردستاني يواصلون مهاجمة شرطيين وعسكريين.

- آب/اغسطس:

5: تركيا تعلن انها ستطلق قريبا "حملة واسعة النطاق" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

10: مقتل خمسة شرطيين وعسكري في هجمات نسبت الى حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق الاناضول. مجموعة سرية من اليسار المتطرف تتبنى اعتداء على القنصلية الاميركية في اسطنبول.

19: مقتل ثمانية جنود في هجوم في محافظة سيرت (جنوب شرق) نسب الى حزب العمال الكردستاني.

21: اردوغان يدعو الى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 1 تشرين الثاني/نوفمبر.

- ايلول/سبتمبر:

7: مقتل 16 جنديا واصابة ستة اخرين في كمين نصب في جنوب شرق تركيا حيث تقيم غالبية كردية.

8: الطيران التركي يقصف بكثافة مواقع حزب العمال الكردستاني في العراق. والجيش يقوم ايضا بتوغل بري. مقتل 14 شرطيا في هجوم بالمتفجرات في الشرق.

9: الحزب الرئيسي المؤيد للاكراد في تركيا يحذر من مخاطر "حرب اهلية" في البلاد بعدما كان هدفا لموجة اعمال عنف اججها استئناف المعارك بين الجيش والمتمردين.

10: نواب مؤيدون للاكراد في تركيا ينظمون مسيرة الى مدينة جيزره في جنوب شرق تركيا الخاضعة لحظر تجول لكن لم يسمح لهم بدخولها. ورفع حظر التجول في 12 ايلول/سبتمبر.

17: اكثر من عشرة الاف شخص يتظاهرون في شوارع انقرة للتنديد بـ"الارهاب". وفي 20 من الشهر نفسه يشارك اكثر من مئة الف شخص في تجمع لدعم اردوغان في اسطنبول تحت العنوان نفسه.

19: الطيران التركي يشن سلسلة غارات واسعة النطاق على معسكرات لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق مؤكدا انه قتل 55 مقاتلا على الاقل.

22: الوزيران المؤيدان للاكراد يستقيلان من حكومة تصريف الاعمال بسبب منطق "الحرب لدى السلطة".

تشرين الاول/اكتوبر:

2: مقتل 17 شخصا يشتبه في انهم مسلحون اكراد على ايدي القوات التركية في الساعات التي تلت فرض حظر التجول في مدينة سيلفان (جنوب شرق الاناضول) حيث تقيم غالبية كردية.

10- مقتل 86 شخصا على الاقل واصابة 186 في تفجيرين امام محطة القطارات الرئيسية في انقرة حيث كان يتوافد ناشطون من المعارضة للمشاركة في تجمع من اجل السلام قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات التشريعية.

وندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بـ"هجوم مشين".

واعلن متمردو حزب العمال الكردستاني عن تعليق عملياتهم من دون الاشارة الى التفجيرين.