يقول الناطق باسم (الفرقة 30) التي تنتمي للجيش السوري الحرّ لـ"إيلاف"، إن الأميركيين وبعض دول الجوار هم من أفشل برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة، مؤكدًا أن جماعته تطلب من جديد التواصل مع البنتاغون لاعادة هيكلة المشروع، لكن دون ردّ.


بهية مارديني: قال عمار الواوي الناطق باسم "الفرقة 30" وأمين سر الجيش السوري الحر لـ"إيلاف"، إن التدريب الأميركي للجيش الحر الآن مشلول بشكل كامل بعد أن أعلن البنتاغون وقفه.

وأضاف الواوي "لم نكن نتوقع ان يفشل هذا المشروع بهذه السرعة، ويبدو أن هناك دولاً وراء افشال هذا العمل رغم أننا صرحنا اننا مستعدون لاكمال هذا العمل ولدينا أكثر من 15 الف مقاتل من المعتدلين".

وأكد: "طلبنا التواصل مع البنتاغون من أجل اعادة هيكلة المشروع واعادة بناء نقاط جديدة لاكمال هذا العمل الا أن الاتصالات لم تتم حتى هذا الوقت".

و"الفرقة 30" هي تنظيم سوري معارض لنظام بشار الأسد ويحظى بالدعم الأميركي، واختارت واشنطن عددًا من عناصره خلال المرحلة الأولى من برنامج لتدريب المعارضة المعتدلة من أجل قتال تنظيم "داعش" الارهابي، لكن البرنامج مني بالفشل باعتراف الأميركيين أنفسهم.

وحول من هي الدول التي يقصد أنها وراء افشال المشروع، اعتبر الواوي أن هناك شقين لافشاله، وهم القائمون على المشروع من جهة، ودول الجوار من جهة أخرى.

ودربت أميركا خلال 8 اشهر، 54 عنصرًا من الجيش السوري الحر، وبعد شهرين دربت 74 عسكريًا برئاسة الرائد في الفرقة الرابعة أنس عبيد ابو زيد، ولكن بايع أغلبهم جبهة النصرة فور عبورهم من تركيا إلى سوريا.

ويقول الواوي: "رغم أننا ابلغنا القائمين على المشروع أن أنس عبيد له شقيقان في جبهة النصرة وطلبنا فصله من المشروع، الا انهم رفضوا آنذاك وبعد دخوله للأراضي السورية تواصل مع النصرة وبايعها وسلمها قسمًا من الاسلحة والعتاد، وحملت القيادة الاميركية مشروع الفشل للسوريين".

واعتبر الواوي أنه "من غير المنطقي ان تكون اميركا كقوة عظمى وراء فشل والغاء تدريب 15 الف مقاتل من الجيش الحر المعتدل لان 74 شخصاً تركوا بعد نهاية التدريب وذهبوا الى النصرة بسبب سوء اختيار القائمين على المشروع للمتدربين من رغم أنه مشروع وطني لقتال الارهابيين".

يضيف: "الأميركيون تواصلوا مع الاشخاص الخطأ والذين ليس لهم وجود ثوري على الارض في سوريا، مع العلم انني لم أكن من ضمن المتدربين في هذا المشروع، ولم ألتقِ مع شخص منهم ومع أي مسؤول أميركي من البنتاغون أو غيره من القائمين على هذا العمل".

وردًا على سؤال من "إيلاف" كيف يكون ناطقًا بإسم الفرقة 30 التي دربها الأميركيون، ورغم ذلك لم يلتقِ بالأميركيين، يجيب: "علاقتي كناطق بالفرقة 30 تكون من خلال رئيس اركان الفرقة، وهو العقيد نديم حسن المعتقل لدى جبهة النصرة الآن ومع نائب رئيس أركان الفرقة".

وحول اعلان روسيا عن لقائها مع مجموعات عسكرية في فرنسا، نفى الواوي ذلك مؤكدًا أنه لا وزير الدفاع في الحكومة الموقتة ورئيس الأركان، ولا القيادة العسكرية العليا ولا أمين الجيش الحر التقوا مع بوغدانوف.

وكان مسؤول في الخارجية الأميركية أكد أن الولايات المتحدة وتركيا وقعتا اتفاقًا لتدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة.

وكان الجيش الأميركي قد خطط لإرسال أكثر من 400 جندي ينتمي بعضهم لقوات العمليات الخاصة لتدريب المعتدلين السوريين في مواقع خارج سوريا في إطار المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وأشارت وزارة الدفاع الأميركية في 18 فبراير (شباط) الى أن الولايات المتحدة حددت 1200 مقاتل من المعارضة السورية لمشاركة محتملة في برنامج يقوده الجيش الأميركي للمساعدة في تدريبهم وتسليحهم لقتال "داعش".

وأكدت الوزارة أن هؤلاء المقاتلين سيخضعون لعملية تدقيق قبل الانضمام للبرنامج الذي من المتوقع أن يبدأ الشهر المقبل في مواقع متعددة خارج سوريا، وقال مسؤول أميركي حينها إن حوالي 3000 مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015.

وجرت عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية ومعلومات استخباراتية من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة.

واعتزمت الولايات المتحدة وتركيا توفير غطاء جوي لمن تعتبره واشنطن من المعارضة السورية المعتدلة في عملية مشتركة لطرد التنظيم المتطرف من منطقة مثلثة على الحدود طولها تقريبًا 80 كيلومترًا، وبدأت الطائرات الأميركية بالفعل تشن غارات انطلاقًا من قواعد تركية قبل الحملة.

وأكد دبلوماسيون أن منع داعش من استغلال الحدود التركية في نقل المقاتلين الأجانب والإمدادات قد يغيّر موازين المعركة، لكن الخطط واجهت عدة مشاكل.

لكن جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا أعلنت أنها احتجزت عددًا من المجموعة الأولى التي دربتها الولايات المتحدة المكونة من 60 مقاتلاً في شمال سوريا بعد أسابيع من نشرهم، وحذرت آخرين وطلبت منهم الانسحاب من البرنامج.

وأبرز احتجازهم مدى هشاشة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتدريب وتسليح الآلاف من أعضاء المعارضة السورية، الذين خضعوا للتدقيق قبل اختيارهم الانضمام إلى برنامج تدريب على مدى الثلاث سنوات القادمة على أمل مساعدتهم في الدفاع عن مناطق سورية في مواجهة داعش.

وأقدمت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، على اختطاف مجموعتين من المقاتلين من ما يعرف باسم الفرقة 30، بينما نقلت وسائل إعلام غربية نبأ قيام مقاتلين من الفرقة 30 بتسليم أسلحتهم وذخائر ومعدات عسكرية لتنظيم جبهة النصرة لقاء السماح لهم بالمرور بأمان في المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة"، وفق ما جاء على لسان البنتاغون.

وقال مصدر دبلوماسي "على الرغم مما أحاط به من تشاؤم، فإنه من السابق لأوانه استبعاد هذا البرنامج. وان موارد هائلة استثمرت فيه حتى ينجح ونعتقد أنه سينجح في النهاية".

وتدربت المجموعة الثانية من مقاتلي المعارضة في تركيا وتم إرسالهم إلى سوريا فور انتهاء التدريب ، وقال مصدر آنذاك إن تحديد المكان الذي سيرسلون إليه في سوريا سيعتمد على "التطورات الأخيرة في مسرح المعارك".

وأضاف المصدر أنه من المتوقع نشر ألف مقاتل في سوريا بحلول نهاية العام. ورفض مسؤولون أتراك التعليق بشكل رسمي لكنّ مصدرًا دبلوماسيًا تركيًا أكد أن التدريب يجري.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية - البنتاغون، بيتر كوك، أن الولايات المتحدة توقفت عن تدريب مقاتلين ممن تعتبرهم واشنطن المعارضة المعتدلة في سوريا، وقال كوك إن واشنطن لم تعد ترسل مجندين جدداً من ساحة المعارك في سوريا للتدريب خارج البلاد مع إجرائها مراجعة لبرنامج الجيش الأميركي لتشكيل قوة من مسلحي المعارضة.

وعلى الرغم من المشاكل، قال البنتاغون إن البرنامج سيبقى ناشطًا وعملية التجنيد مستمرة، مؤكدًا على لسان المتحدث باسمه بيتر كوك أنه "بينما نقوم بمراجعة برنامج أوقفنا التحريك الفعلي للمجندين الجدد من سوريا"، لكنه أكد استمرار تقديم الدعم لبعض الفصائل المقاتلة في سوريا.