&قال المواطن الأميركي من أصل لبناني، هيثم فران، أن الحوثيين وضعوه في زنزانة الى جانب عدد من مقاتلي تنظيم القاعدة بسجن يقع في قاعدة عسكرية تعرف بـ"غوانتانامو اليمن".

جواد الصايغ: نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، تحقيقا عن المواطن الأميركي من أصل لبناني، هيثم فران، والذي إحتجزه الحوثيون نصف عام تقريبا في سجن تابع لهم في اليمن.
التحقيق الصحفي الذي حمل عنوان، "177 يوما في السجون اليمنية للموظف المتقاعد في البحرية الأميركية، ضرب وتعصيب عيون، وزملاء الزنزانة من تنظيم القاعدة"، كشف حقيقة ما جرى مع فران من لحظة وصوله إلى اليمن مرورا بقيام الحوثيين بإحتجازه وصولا إلى إطلاق سراحه.
&
ايام بين وصوله وعاصفة الحزم
فران وبعيد وصوله يوم 19 من آذار/ مارس 2015 العاصمة اليمنية صنعاء، أطلقت السعودية عملية "عاصفة الحزم" ضد المسلحين الحوثيين، الإضطراب الأمني جعله يلجأ إلى منزل أحد معارفه البريطانيين بحكم عمله سابقا في السفارة الأميركية في صنعاء.
&
وحدة مكافحة الإرهاب بقيادة حوثية
ليل السابع والعشرين من آذار، اقتحم ما يقارب 12 رجلا يرتدون ثيابا عسكرية مرقطة، ويحملون بنادق أم 4 الأميركية، الفيلا التي يتواجد فيها فران الذي علم ان المقتحمين ينتمون إلى وحدة عسكرية مخصصة لمكافحة الإرهاب، وقد تم تمويلها وتجهيزها من قبل الولايات المتحدة الأميركية، ولكنها اليوم خاضعة لقيادة ثلاثة حوثيين يرتدون الكوفية، وقد قام المقتحمون بإختطاف المواطن الأميركي.
تقول الصحيفة في تقريرها، " بعد إعتقاله من المنزل، قام الحوثيون بتعصيب عينيه، واقتادوه إلى غرفة ووضعوا حاسوبه أمامه حيث طلب منه المحقق كلمة المرور الخاصة ببريده الإلكتروني، لأنه "كان يريد أن يعرف كل نشاطاتي على مواقع التواصل الاجتماعي"، بحسب فران.
&
التحقيق معه
الأميركي من اصل لبناني، قال لمحتجزيه إنه جاء للعمل في شركة للأمن الخاص، وسبق أن عمل مساعدا للملحق العسكري في السفارة الأميركية بصنعاء، إلا أن تلك الأجوبة لم تقنع المسلحين الحوثيين الذين كانوا يريدون معرفة اسباب وجوده في اليمن، خصوصا انه وصل قبل بدء عاصفة الحزم، قام محتجزو فران بتعذيبه، والضغط عليه للاعتراف بتهم جاهزة، حاول المقاومة ولكن الضرب المبرح الذي تعرض له جعله يتعرض للإغماء.
بعد ذلك، تم إقتياده إلى زنزانة يتواجد فيها &ثلاثة سجناء آخرون، كان من ضمنهم عنصران من تنظيم القاعدة، وقد علم فيما بعد ان السجن الذي يتواجد فيه، يقع في قاعدة عسكرية معروفة بـ" غوانتانامو اليمن".
ويروي فاران لصحيفة واشنطن بوست معاناته داخل الزنزانة التي فقد فيها (30 باوند) من وزنه، وكان يعاني من مرض القلب ويحتاج الى تناول الأدوية، وقد تعرض للإغماء في احد ايام اعتقاله بسبب أزمة قلبية، فتم نقله الى مشفى من قبل الخاطفين، ثم أعادوه مرة أخرى إلى الزنزانة، لتتوالى بعدها جلسات الاستنطاق والضرب المبرح.
&
زنزانة جديدة مع عناصر القاعدة
غادر فران زنزانته الصغيرة &إلى زنزانة جديدة، إلى جانب عناصر من تنظيم القاعدة ايضا وصفهم بالمتشددين حيث كان يخشى ان يتعرض للأذى من قبلهم، وبعد مرور 130 يوما، سمح لفاران برؤية النور للمرة الأولى منذ اعتقاله، أخذوه إلى الحديقة الصغيرة الموجودة في السجن حيث تمكن من رؤية الشمس لأول مرة منذ خمسة أشهر.
&
محاولات الحوثيين لم تنجح
ويضيف، " قام الحوثيون بمحاولات حثيثة لإجباره على توقيع وثيقة اعتراف بأنه "جاسوس"، غير أنه تمسك بالرفض، رغم قيام المحقق بمحاولة الضغط عليه نفسيا، عبر القول، (لا أحد يسأل عنك بإمكانك ان تجعل حياتك سهلة او صعبة، يمكنك التوقيع والخروج).
&
تغير العلاقة مع الخاطفين
العلاقة فيما بعد تغيرت فقد استسلم المحققون الحوثيون، ففي الإستجوابات الأخيرة بدأ فران بتناول القات معهم، وبعد اسبوع من التحقيق النهائي الذي اجري معه، سأله الحراس عن مقاس حذائه يقول فاران "سقطت على الأرض، وكنت مصدوما حين سمعت السؤال، فكل يوم كنت أقوم بالدعاء من اجل هذه اللحظة، حتى سجناء القاعدة ابدوا سعادتهم عندما اخبرتهم بالنسبة لي تلك إشارة إلى أنهم سيطلقون سراحي".
&
موعد العودة الى أميركا
وفي الـ 20 من شهر ايلول الفائت (موعد اطلاق سراحه)، كان فاران قد حصل على ملابس وأحذية جديدة، ويقول "لم أكن أصدق ما حدث، أنا بالفعل عائد إلى الديار".
&