أعرب سكان بغداد عن استيائهم الشديد من الأوضاع السيئة التي آلت اليها بيوتهم وأحياؤهم السكنية بعد هطول مياه الأمطار التي أغرقت بغداد وقد بدأت صيحات الاستغاثة تنطلق من العديد من مناطق العاصمة.

بغداد: أكد مواطنون عراقيون أن أمانة بغداد غير قادرة على انقاذ العاصمة من الغرق على الرغم من الوعود التي اطلقتها عن استعداداتها وجهوزيتها لاي طارئ خلال فصل الشتاء، وأنها لم تستفد من التجربة التي مرت بها قبل عامين حينما شهدت بغداد فيضانات عديدة، مشيرين إلى ان الامانة لم تبذل الجهود الحقيقية في إدامة المجاري وتنظيفها بالشكل الصحيح خلال فصل الصيف حيث انهم لم يروا شيئا مميزا على ارض الواقع.

جولة في مناطق بغداد

ولم تستطع "إيلاف" محادثة أي مسؤول في أمانة بغداد والسبب كما قيل انهم مشغولون في العمل والنزول إلى الشوارع مع العمال.. لكنها تجولت صباح الخميس في عدد من مناطق بغداد، في الكرخ والرصافة، وشاهدت العديد من الشوارع التي تتلاطم المياه في انهارها وكيف ان السيارات تجد صعوبة في المرور فيها وبعضها يتوقف بعد أن تصل المياه إلى الداخل، ومن السهل أن نشاهد عددًا من السيارات المتوقفة وسط المياه، فيما شكا العديد من السكان في المناطق الشعبية ان مياه الامطار تدفقت إلى داخل بيوتهم ويجدون صعوبة في اخراجها لا سيما ان الشوارع كانت هي الاخرى مليئة بالمياه، فضلا عن ان العديد من البيوت وضعت حواجز ترابية او رملية على ابوابها خشية ان تتدفق المياه اليها،مثلما كان المواطنون العابرون لا يجدون بدا من الخوض في المياه وفي الطين ايضا خاصة في المناطق الشعبية.

والملفت أن آليات امانة بغداد كانت متواجدة في العديد من الأماكن لسحب المياه وقد أكد البعض من عمال الأمانة أن كميات الامطار التي انهمرت ليلا كانت الاكثر تأثيرا موضحين ان اغلب فتحات المجاري تتضرر بسبب سكب زيت المحرك في داخلها.

وقد جرفت أمواج مياه الامطار معها آلاف الاطنان من النفايات التي صارت تتزاحم على أطراف الشوارع وتصعد إلى (الجزرات) الوسطية، أما الشوارع الفرعية الصغيرة فقد منعت الناس من الخروج من البيت لانها تحولت إلى بحيرات، وقد عبر كل من التقيناهم عن استيائهم لما يحدث مؤكدين أنهم يتوقعون أن تحدث فيضانات ولكن ان تظل المياه في الشوارع وتتسبب في أضرار لهم هو الذي يجعلهم يستاؤون فقد قطع الحال السيئ أرزاقهم وحبسهم في البيوت، وقد أوضح البعض أن الأسواق باتت بعيدة جدا وباعة الخضر لم يتسوقوا هذا اليوم لعدم وجود طرق سالكة.

تعليق النائب حنان الفتلاوي

وقد علقت النائب حنان الفتلاوي، رئيس كتلة ارادة، في صفحتها على الفيس بوك عن هذه الفيضانات بالقول: هل ستستيقظ أميرة بغداد النائمة؟ عسى ان يكون هذا المطر الغزير كافياً لايقاظ الاميرة النائمة...عفوا أقصد أمينة بغداد... التي لم نرها او نسمع صوتها منذ أكثر من ثمانية أشهر... الجادرية تغرق.. فكيف هي حال مدينة الصدر والشعلة والحرية والشعب وغيرها...اللهم الطف بهم..اللهم الطف بالنازحين..اللهم الطف بالحشد الشعبي.. اللهم الطف بالجنود في جبهات المعركة.

إغفال الحلول الآنية

إلى ذلك رأى رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي في مجلس محافظة بغداد نزار السلطاني، ان غرق اغلب مناطق العاصمة بغداد يدل على اغفال امانة بغداد للحلول الآنية والعاجلة والحلول الاستراتيجية لمنع غرق العاصمة التي وضعت بعد ان شخصت مكامن الخلل في 2013.

وقال: للاسف انه رغم تشخيص الخلل والمشاكل التي ادت إلى غرق بغداد في 2013 ووضع الحلول الآنية والمستقبلية لحالات الغرق، نقع اليوم بنفس المشكلة مع اول موجة امطار، وهذا يدل على&انه لم يتم العمل بكل الحلول التي وضعت مسبقا، ما ادى إلى تعرض بغداد إلى الغرق مجددا".

وأضاف: أن "ملف تصريف المياه للعاصمة بغداد امر بغاية الاهمية لمدينة يسكنها اكثر من 5 ملايين نسمة وشبكة المجاري التي اطلقنا فيها مشاريع كبرى متلكئة حتى الآن و لم تجد الامانة اي حلول نهائية لتلكؤ تلك المشاريع رغم وجود التخصيصات المالية في ذلك الوقت"، مشددا على "ضرورة الكشف عن كل ملفات المجاري".

وتابع: في عام 2013 شخصنا الحلول السريعة وكان من المفترض بالامانة استكمال استعدادتها لمنع الغرق، لكن على ما يبدو لا يوجد اي استعدادات واي خطط استراتيجية لذلك".

خيبة أمل

وأعرب العديد من المواطنين عن خيبة املهم بما حدث لمدينة بغداد بعد اول هطول للامطار بعد ان كانت امانة بغداد قد اعلنت انها اكملت استعداداتها لاستقبال المطر من خلال تنظيف مجاري المياه، ولكن يبدو ان الحقيقة غير ذلك.

فقد أكد المواطن نصير غدير،استاذ جامعي، ان بغداد بلا شبكة صرف لمياه الامطار، وقال: وواضح أن الوضع مأسوي بسبب ارتفاع منسوب المياه في كثير من شوارع بغداد أثناء المطر، ولكن تقويم كفاءة أمانة بغداد، يتم عبر قدرتها على تجفيف الشوارع مباشرة بعد توقف موجة المطر وليس أثناءها فشبكة الصرف في بغداد لا يمكنها تحمل زخم المطر في أثنائه وهذه مشكلة قديمة، وخلل في تصميمها الأساسي، فلدينا شبكة صرف صحي وليس لدينا شبكة صرف مياه أمطار.

نحتاج قوارب

من جهتها قالت السيدة آمنة عبد العزيز: الآن ومن قلب المطر،شارعنا صار نهرا، نحتاج (مشاحيف) والماء دخل البيت بكل وقاحة وعلى غفلة من غحتياطات أمانة بغداد!

وأضافت: لذا لا بد من دعاء عراقي قديم جديد:أسألك يارب الأمطار أن تكون بعون كل عراقي ليس له مأوى وبيته من صفيح وطين ولا يملك نجاة سواك،اللهم إنك المعطاء الرحيم لا تجعله نقمة علينا واجعله رحمة فالفقراء أنت ربهم وسكان الخضراء أنت كفيل بهم!

المطر صار نقمة

أما السيدة رؤى زهير فقالت: كثيرا ما ارتبط معنى كلمة (مطر) بالرحمة والحنين وبعض الاحيان بالفرح ورائحة قطراته الممتزجة بتراب ارواحنا ترسم هالة ذكريات..

وأضافت: الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تنشر صور المطر وتنثر عطره وتبتسم، لم يدركوا للحظة ان -المطر- بات نقمة لمن ترك بيته وسكن في خيمة وسط الصحراء وعلى اطراف المدن، لم يدركوا ان - المطر- بات دمعا لمن يقتحم سيله البيوت مشاركا الساكنين لها منامهم وطعامهم، المطر رحمة لمن يسكن بلدا يعي معنى الرحمة..المطر نقمة لمن يسكن بلدا ينهبه بيته، منامه، اولاده.

خطة طوارئ

‏إلى ذلك أكد المواطن عدنان السوداني‏ ضرورة وجود خطة طوارئ مطرية، وقال: يفترض أن يكون الجهاز الأمني والتنفيذي في أي محافظة عراقية على علم مسبق بحالة الأنواء الجوية ليضع خطته الأمنية والخدمية المناسبة لتدارك مفاجآت ما قد يحصل من تداعيات جراء العواصف الرعدية والاتربة والامطار القوية والعمل على وضع خطة طوارئ خاصة تشترك فيها جميع الاجهزة الامنية وعناصر الدفاع المدني وكل الفاعليات الأجتماعية والشبابية التطوعية..

بغداد لا تستحق الغرق

أما الاعلامي علي السومري فقال: لا تستحق بغداد، هذه المدينة العظيمة أن تعيش كل هذا الذل بسبب ساسة حمقى ،نعم، لا تستحق هذه المدينة العظيمة أن يحكمها أحمق بعد أن تخلصت من طاغية.

وأضاف: الليلة علينا أن نفكر بالإطاحة بـ (علوش) و(التميمي)، الإطاحة بهما بعد هذا الذل الذي سببته لنا غيمة عابرة!،هذا مطلب جديد يجب أن يضاف لمطالبنا في ساحة التحرير. بغداد تستحق من هو أفضل منكم.

وتابع: لست أمينا للعاصمة، ولست محافظا فيها، لكنني شعرت بالعار حين رأيتها هذا المساء، يتيمة، غارقة بوحل ساسة لصوص وجهلة.اللعنة عليكم.واللعنة علينا لو أبقيناكم.

لقطات ساخرة

مسك الختام مع الفنان العراقي هاشم سلمان الذي قال ساخرا: في جميع البلدان الاجنبية عند سقوط الأمطار يتم تصريفها ويذهب الطلاب إلى المدارس و في بلداننا العربية عند سقوط الأمطار يتم تصريف الطلاب و تبقى الأمطار تسرح و تمرح في الشوارع.

وأضاف: عمري ما شفت عربيا ماسكا مظلة ويتمشى بالشارع عندما ينزل المطر، كلهم يرفعون البنطلون او الثوب!!! يا اخوان المطر من فوق مو من تحت!