أثارت ضحكات رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي خلال مشاركته في تشييع جثمان زعيم المؤتمر الوطني العراقي رئيس اللجنة المالية في البرلمان أحمد الجلبي موجة انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لندن: ظهر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وإلى جانبه مستشاره والقيادي في حزبه الدعوة الاسلامية صادق الركابي وسط حشد من السياسيين المشاركين أمس في تشييع جنازة أحمد الجلبي الذي توفي الثلاثاء الماضي وهما يبتسمان في جنازة رفيق له في العملية السياسية رغم عدم الود بين الرجلين حيث دأب الجلبي خلال الفترة الاخيرة على كشف ملفات فساد حقبة ولايتي المالكي في رئاسة الحكومة بين عامي 2006 و2014.

تصرف المالكي غير لائق

ووجه المفكر غالب الشابندر القيادي السابق في حزب الدعوة انتقادا لاذعا للمالكي وللركابي تعليقا على ما ظهرا به في الصورة التي نشرت على نطاق واسع وهما يتبادلان الكلام والضحك قائلا "غير مناسبة& ولا تعبر عن حزن& وبعيدة عن اللياقة ومحسوبة دبلوماسيا وكانت عريضة ولا تليق برئيس وزراء حيث لم يقدر المواقف والذي لا يقدر المواقف الصغيرة كيف يقدر المواقف الكبيرة.. اتحدث سياسيا ودبلوماسيا علما اني لم اقل انها ابتسامة شامت بل اقول انها ابتسامة إنسان لا يعرف فن السياسة ولا فن التعارف ولا فنون العمل.. المالكي ساذج لا يجيد تصريحا خيرا ولا يجيد لياقة اللقاء&ولم يكن كلامي عن الجلبي نبيا أو اماما وانما تحدثت عن منهج المالكي البسيط والبدائي وما زلت اقول المالكي ساذج وغير حاذق كانت ابتسامة غير لائقة أبدا أبدا أبدا والا اي فرق بين المالكي وهو السياسي المحنك صانع المعجزات وغالب الشابندر المسكين.. ثم هذا سلوك قائد يرى شعبه جائعا غارقا بالفيضانات.. الاسلامي او الاسلاموي سخيف وقلبه حجر ولا يهمه شيء".

وكتب عدنان الساعدي يقول "ليس من اللائق الابتسام او الضحك في هكذا مناسبة...وليس من الضروري او اللائق ملاحقة الناس بالسب والتعيير على ابتسامة".. بينما اشار عامر عامر إلى أنّ المالكي لم يبك سابقا على 1700 ولا على 3 محافظات سيطر عليها داعش واستيلائه على 2300 همر.. وهناك 3 ملايين نازح.. من الذي يبكي المالكي؟ الله قادر ان يبكيه وهو القادر على كل شيء".

ومن جهته قال ابو باق نراد الموسوي "الله يلعن المالكي وتاريخ المالكي الاسود".. في حين علق علي محمد عكس ذلك متسائلا "ما اذا تريد يا غالب الشابندر.. تشريد الناس تضرب زنجيل على من سرق مال العراق مالكم كيف تحكمون؟".

اما عبد اللطيف عباس فقد رأى "لا احد من المنصفين واهل الذوق سوف يرتاح لضحكة المالكي غير المؤدبة في جنازة الجلبي فالموت له حرمة يا ناس.. الجميع كان في وجوم الا المالكي والذي بجنبه حيث يبدو انهما سعيدان بوفاة الفقيد".&&&&

ومن جانبه قال جواد كاظم "كل منصف وكل شخص يحترم عقله يقول ان المالكي منافق وقد ضحك على نكته شيعية جميله.. وكثيرا &ماسمعت من البعض ان لو ذهب المالكي لذهب التشيع !!! ذهب امام التشيع لربه ولم يذهب التشيع وعندما يذهب المالكي يذهب التشيع باي منطق وعقل يحكمون.. لم المالكي لم اكن اتوقع ان (....) التي في قلبه تصل لتلك الدرجه".&

اما لرضى العراقي فكان رأي اخر قال فيه " الموضوع لا يستحق هذا الاهتمام الان.. في العراق نذهب لدفن عزيز وبعد انتهاء الدفن نبحث عن مطعم محترم لكي نأكل فيه".

ومن جانبه انتقد المدون محمد عبود قائلا " انا&اتحدى القوى العراقية إصدار بيان تعزية رغم عداوة أغلب نوابه للجلبي والمالكي قام بتعزية بوتين بحادثة الطائرة لكنه استكثر على الجلبي إصدار بيان تعزية ولو بسطرين".

الرجلان لم يكونا على وفاق

يذكر ان الجلبي لم يكن على وفاق مع المالكي الذي ظل يرفض توليه اي منصب وزاري في حكومته بينما دأب الجلبي على انتقاد فترة ولاية المالكي واتهامها بالفساد.

وفي مقابلة له مؤخرا تحدث الجلبي عن اهدار المال العام في العراق حيث اشار إلى أنّه قد تم اهدار 512 مليار دولار من ميزانيات العراق منذ عام 2003 ومنها مثلا 153 دولار لاستيرادات وهمية و227 مليار دولار على سيارات مصفحة واخرى فاخرة لكبار المسؤولين والنواب مع مستلزماتها.. وحوالى مليار دولار لمقاولين شركاء مع مسؤولين على مشاريع وهمية.. وقال انه لم يتم انفاق على الاصلاحات في البلاد لمصلحة الشعب العراقي منذ عام 2003 سوى 3 بالمائة من دخل العراق المالي.

فريق طبي أجنبي لفحص جثة الجلبي

واليوم كشف مصدر مطلع عن وصول جثمان احمد الجلبي إلى مستشفى ابن سينا في المنطقة الخضراء وسط بغداد برفقة أطباء أجانب لفحص جثته والتعرف على الاسباب الحقيقية لوفاته.

وقد شيعت بغداد رسميا امس الاربعاء جثمان الجلبي وذلك بمشاركة الرؤساء الثلاثة وحشد من السياسيين والنواب يتقدمهم وفرقة حرس الشرف الرئاسية وعائلته التي صحبت طبيبين أميركي وبريطاني للوقوف على الاسباب الحقيقية للوفاة.

وتوفي الجلبي صباح امس بنوبة قلبية كما قيل لكن شكوكا من بعض افراد عائلته بسبب الوفاة استدعت تشريح جثمانه لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة لكن التقرير النهائي بذلك لم يصدر بعد حيث كان رئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي قد طلب من الحكومة اجراء فحص دقيق لجثمان الجلبي لمعرفة الاسباب الحقيقة للوفاة. وقد جلبت عائلة الجلبي معها من لندن إلى بغداد طبيبين احدهما أميركي والاخر بريطاني لكشف "غموض" وفاته المفاجئ حيث ان عائلته تشكك بأسباب وفاته.&

وتوفي الجلبي في منزله في منطقة الكاظمية بضواحي العاصمة العراقية الشمالية اثر نوبة قلبية لم تمهله طويلا وذلك عن عمر 70 عاما. واخر مهمة كان يتولاها قبل وفاته هي رئاسة اللجنة البرلمانية في مجلس النواب العراقي وسبق ان شغل منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة ابراهيم الجعفري التي تشكلت اواخر عام 2005.

وأحمد عبد الهادي الجلبي من مواليد بغداد عام 1945 وهو مؤسس حركة المؤتمر الوطني العراقي ويعتبر من أبرز المعارضين لرئيس النظام السابق صدام حسين واستطاع ان يجمع الحركات السياسية العراقية المعارضة لصدام في تسعينات القرن الماضي تحت مظلة المؤتمر الوطني بدعم أميركي.

وخلال فترة معارضته النظام العراقي السابق كان الجلبي يدفع بقوة لاسقاط النظام عن طريق القوة ويحشد من خلال علاقاته مع مختلف الاوساط السياسية الأميركية بهذا الاتجاه حيث كان يسرب معلومات سرية عن وضع النظام وتحركاته في وسائل الاعلام العالمية وخاصة ما يتعلق منها بمزاعم امتلاكه أسلحة الدمار الشامل التي ظهر زيفها فيما بعد.
&