استضاف الملتقى الثقافي العربي في لندن الصحافية السورية بهية مارديني مراسلة ايلاف والدكتور زارا صالح عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا يوم الجمعة مساء، حيث عقدت ندوة حوارية حول مستقبل سوريا وفرص نجاح الثورة وهل سوريا تفتت أم تقسمت وكذلك مطالب الكرد فيها.

أدار الندوة الحوارية الصحافي علي الحاج حسين ثم تحدثت الاعلامية بهية مارديني عن جانب من تجربتها الشخصية كنموذج سوري عانى مرارة ممارسات النظام السوري وعن المضايقات الامنية التي كانت تلاحقها خلال عملها الصحفي وكيف اضطرت لترك الوطن، وقالت أنه اذا تحدثنا عن مستقبل سوريا أو حاضرها لابد أن نتكلم عن الماضي ولماذا قامت الثورة ولماذا استمرت وأشارت الى أن الثورة كانت أمرا حتميا ضد الطغيان والديكتاتورية.

وتحدثت عن تجربتها في ايلاف كموقع حر حجبه النظام السوري لانه نشر تقرير عن ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري واتصالات له مع اسرائيل رغم استناده الى عدة مصادر واعتماده المهنية.

عرجت مارديني على افاق الحل في سوريا على ضوء المستجدات الحالية وتحدثت عن سيناريوهات عدة لكنها جميعاً ستكون وفق مصالح الكبار والدول التي تتقاسم الكعكة السورية واخرها فيينا والتوافق السياسي المطروح للخروج من الأزمة ولكنها لم تكن متفائلة لان اصحاب القضية اي السوريين هم مغيبين كلياً وحتى لم يعد مهماً حضورهم اي بات مصير سوريا بيد توافق دولي اقليمي وفق مصالحهم وهذا يؤخر الحل ويزيد من معاناة الشعب السوري مع كل اسف وغير ذلك فان خيار التقسيم عسكرياً على الارض وخطر داعش والنظام يفرض خياراً اخر قد يكون ممكناً. اضافة الى سيناريو الفوضى او بقاء الوضع على ماهو عليه.

تحدث بعد ذلك زارا صالح عن افاق الحل من وجهة نظر كردية حيث اكد على عدم وجود اختلاف كبير للمطلب الكردي في سوريا قبل وبعد الثورة، فالكرد طالبوا بالفيدرالية كحل ونظام يناسب الحالة التنوعية السورية في اطار دولة علمانية ودستور يضمن حقوق الجميع وهذا الطرح ما يزال ممكناً اذا كان الشريك العربي مقراً بها وعدا ذلك فان واقع الحال اليوم وسيطرة داعش والجماعات الإرهابية والنظام من جهة أخرى يعرقل حتى هذا الطرح اي الدولة الاتحادية ويجعل مسالة التقسيم امرا واقعاً وسيناريو وارد جداً. تبقى الاشكالية من جانب المعارضة السورية التي تتقاطع رؤيتها كثيرا مع النظام لجهة تناول قضية الشعب الكردي والنظر بعين (الانفصالي الكردي) والشك والريبة الى الشريك المفترض وهذا بطبيعة الحال يعكس على صيغة الشراكة مستقبلاً لان الكرد بطرحهم الاتحادي الاكثر ضماناً للجغرافية ولكن اذا بقيت الرؤى هكذا فان كافة الخيارات واردة كرديا. لان الكرد لن يقبلوا بالصيغة القائمة وهذا بحد ذاته اشكالية وان الطرف العربي اذا كان حريصاً على الاستقرار والشراكة فان عليه المبادرة لتبني القضية الكردية خاصة وان مشروع التغيير قادم ولن يكون هناك سايكس-بيكو بعد الان ومشروع الدولة الكردية بات في اجندات الكبار ومصلحة دولية لهذا فاذا لم يبادر العرب لاستيعاب الفكرة فان الجار الجديد (كردستان) سيكون في صيغة علاقة قد لا تكون وفق رغباتهم، وعليه فإن قبول الجار او الشريك الجديد القديم سيكون الاستقرار في المنطقة وتجعل العلاقة الكردية - العربية في سياقها الطبيعي.

بعد ذلك انتقلت الندوة الى القسم الحواري حيث شارك الحضور (نخب ثقافية وسياسية من عرب كرد وامازيع واحوازيين) في الاسئلة وطرح ارائهم التي تباينت في نقاط عدة خاصة الموقف من القضية الكردية رغم موافقة البعض على ما تم طرحه. وقد اجاب المحاضرون على استفسارات الحضور وكانت الندوة ناجحة لجهة الحرية في الطرح وتقبل الراي الاخر.

يذكر ان الملتقى الثقافي العربي يقيم ندوات دورية منذ حوالي خمسة اعوام ويشارك فيها نخبة من الخبراء والمثقفين والساسة العرب والناطقين بالعربية في بريطانيا لتكون نافذة للحوار وتلاقي الافكار والطموحات بعيداً عن التصور المسبق والفكر النمطي خاصة فيما يخص العلاقة الكردية - العربية.