أفاد مصدر مقرب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فجر السبت أن الأخير اتفق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي باراك أوباما على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين لمواجهة الإرهاب. وقتل نحو 153 شخصًا على الأقل، في حين أصيب أكثر من 200 بجروح، بينهم 80 إصاباتهم خطيرة وذلك عبر 3 هجومات متتالية في أماكن مختلفة.


إيلاف - متابعة: قال المصدر نفسه ان "باراك اوباما اراد ان يعبّر عن دعمه للشعب الفرنسي ازاء هذه المأساة الفظيعة التي تواجهه، كما عرض له الرئيس الفرنسي مجريات ما حصل". واضاف ان الرئيسين "كررا التزامهما العمل بشكل وثيق في مجال مواجهة الارهاب، ومواصلة الاتصالات لتبادل المعلومات خلال الساعات والايام المقبلة".

وتشير آخر إحصائية إلى مقتل نحو 153 شخصًا على الأقل، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين فرنسيين، بينما أصيب أكثر من 200 بجروح، بينهم 80 إصاباتهم خطيرة في اعتداءات غير مسبوقة في باريس، مساء الجمعة، كما أفاد مصدر قريب من التحقيق، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الحصيلة لا تزال موقتة.

وقال المصدر إن الهجمات المتزامنة نفذها مسلحون، عمد بعضهم إلى تفجير أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، وذلك قرب استاد فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية للعاصمة، وفي أحياء في شرق باريس، حيث توجد حانات ومطاعم يكثر روادها في نهاية الأسبوع.

وأضاف المصدر نفسه أن 4 من المهاجمين قتلوا في مسرح باتاكلان، بينهم 3 فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها. أما الرابع فقتل خلال هجوم قوات الأمن على المسرح. كما قتل ثلاثة انتحاريين في استاد فرنسا الدولي، وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح باتاكلان.

من جانبه، أعلن مدعي عام الجمهورية في باريس، فرنسوا مولان، أن التحقيق الذي فتح في اعتداءات باريس التي وقعت مساء الجمعة يجب أن يحدد ما إذا كان هناك من "متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين". وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في "جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية".

3 هجومات
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن هولاند توجه إلى المسرح برفقة عدد من المسؤولين، يتقدمهم رئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الداخلية برنار كازنوف، ووزيرة العدل كريستيان توبيرا، وأجرى في المكان "تقويمًا للوضع" مع رئيس فرق الإطفاء وجهاز المساعدة الطبية الطارئة (سامو).

وقع الهجوم الأول في ملعب سان دوني، والثاني في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان. أما الثالث فقد استهدف مطعمًا في شرق العاصمة. وفرضت الشرطة طوقا أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث، وأرسلت إليها فرق إسعاف. كذلك قتل انتحاريون في ملعب سان دوني، وفق الشرطة. من جهته، أعلن مصدر قريب من التحقيقات الجارية في الاعتداءات أن هذه الهجمات "الإرهابية" جرت في سبعة مواقع مختلفة، وأن أحدها على الأقل نفذه انتحاري.

دعوات إلى التزام المنازل
وقال المصدر إن الاعتداءات جرت كالآتي: انتحاري فجّر نفسه في استاد فرنسا الدولي في شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان في وسط باريس، حيث احتجز المهاجمون رهائن، في عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، في حين وقعت خمس هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء في وسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية.

ووقع إطلاق نار وقع قرب مباراة بين فرنسا وألمانيا يحضرها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي توجّه مع وزير الداخلية إلى مقر الوزارة بعد الهجمات لترؤس اجتماع أزمة خلية. من ناحيتها، دعت بلدية باريس سكان العاصمة إلى "عدم الخروج من منازلهم" إثر الاعتداءات الدامية التي شهدتها.

وقالت البلدية في تغريدة على حسابها على موقع "تويتر"، إنه بسبب "عمليات إطلاق نار في باريس، ندعوكم إلى عدم الخروج من منازلكم بانتظار تعليمات جديدة من السلطات". ودعت شرطة باريس الأشخاص الموجودين في المنطقة الباريسية إلى "تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى"، مناشدة في تغريدة على تويتر "المؤسسات التي تستضيف جموعاً إلى تشديد المراقبة على المداخل، وإيواء من قد يكونون بحاجة إلى ذلك، وإلى وقف الاحتفالات أو المناسبات الجارية في الهواء الطلق".

هولاند سمع الانفجارات وغادر
كان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في إستاد فرنسا الدولي مساء الجمعة لمتابعة مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا والمانيا عندما سمع صوت انفجار، ثم صوت انفجار ثان، قبل ان يتم إعلامه بأنهما ليسا عرضيين، وبأن أحداثا اخرى تجري في مسرح باتاكلان.

وقال مصدر مقرب من هولاند "كان الرئيس في استاد فرنسا الدولي عندما سمع بين الساعة 21:00 (20:00 تغ) والساعة 21:15 (20:15 تغ) اول انفجار ثم الثاني". وابلغ بعد ذلك بان "الانفجارين ليسا عرضيين". بعدها توجه الرئيس الى المركز الامني في الملعب، قبل ان ينضم اليه وزير الداخلية برنار كازنوف، "ولم تكن لديهما حتى تلك الساعة معلومات واضحة عمّا يحصل".

وتابع المصدر نفسه "بعدها قررا مغادرة استاد فرنسا الدولي، عندما علما بان حادثًا آخر يجري على مقربة من مسرح باتاكلان. وأخذًا&في الاعتبار ما يحصل، قررا التوجه الى وزارة الداخلية". اضاف "بعد ذلك انضم اليهما رئيس الحكومة مانويل فالس، واجروا مع قادة في قوى الامن الداخلي جولة افق، لتحليل ما يحصل، مع العلم ان الحوادث كانت لا تزال جارية".

وقرر الثلاثة عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، قبيل منتصف الليل، وقام الرئيس بمداخلة تلفزيونية. وخلال هذه الجلسة، التي دامت 45 دقيقة، تطرق الرئيس الى "ضرورة التكاتف، والى وجود ارادة بالتحرك" بمواجهة هذه الاعتداءات.

وانتقل الرئيس بعدها برفقة رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزيرة العدل كريستيان توبيرا الى محيط مسرح باتاكلان، حيث التقوا داخل مقهى قريب من المسرح، واجتمعوا بقائد فرقة الاطفاء، ثم رئيس بلدية باريس آن هيدالغو، ورئيس الجمعية الوطنية كلود بارتولون. وتابع المصدر نفسه "بعدها تقدموا جميعا باتجاه مسرح باتاكلان، الا انهم لم يتمكنوا من الوصول اليه، لان عمليات الاجلاء كانت لا تزال متواصلة". والتقوا في المكان مدعي عام الجمهورية فرنسوا مولان.

ولما عاد الرئيس الى وزارة الداخلية عقد اجتماعًا في مقر خلية الأزمة تواصل حتى الساعة 3:30 (2:30 تغ) لتقويم الوضع، على ان يعقد اجتماع لمجلس الدفاع صباح السبت.


&