&تحدثت وزيرة العدل الفرنسية السابقة بشكل مُسهب عن التداعيات التي تلت الاعتداءات الأخيرة في باريس، معتبرة بأن الجرح العميق الذي أصاب فرنسا لا بد أن يؤسس لحالة جديدة من التعاطي مع ملف الإرهاب، لا سيّما من الناحية الإجتماعية، مؤكدةً بأن المشكلة لا تتعلق بالإسلام أو بالهجرة.

&
إعداد عبد الإله مجيد: حذّرت عضو البرلمان الاوروبي ووزيرة العدل الفرنسية السابقة، رشيدة داتي، من ممارسة لعبة التلاوم في هذا الوقت العصيب الذي تمر به فرنسا، وشددت على ضرورة تذكير الفرنسيين بأن "جذر المشكلة ليس الهجرة ولا الاسلام".
&
وكتبت داتي في صحيفة الغارديان: "ان الذين ارتكبوا اعمالًا همجية نشأوا بيننا، وتخدّروا بأيديولوجيا تتخذ من الإسلام ذريعة لتبرير الشر"، وأضافت: "ان قصف تنظيم داعش في سوريا ضروري، لكننا نحتاج في الوقت نفسه الى معالجة قضية، بل اتجرأ وأقول مرضًا، انتشر في بلداننا الاوروبية، فما عليكم إلا ان تنظروا من أين يأتي من يُسمَّون المقاتلين الأجانب لكي تفهموا ان هذه قضية اوروبية، 1200 مقاتل من فرنسا و600 من المانيا و440 من بلجيكا و250 من هولندا".&
&
مكافحة نوعية
&
واقترحت داتي استحداث نظام اوروبي لتسجيل اسماء المسافرين وجمع بيانات أوسع عن منّ يدخلون الاتحاد الاوروبي ويغادرونه بأسرع وقت ممكن، داعيةً "لتعقب حركات المتطرفين، كما يجب تنظيم اجراءات الرقابة المعززة على الحدود الخارجية لمنطقة دول شنغن".&
&
"داتي" لفتت الى أن "التطرف يحدث في غالب الأحيان على الانترنت وفي السجون وليس في المساجد"، ومن هنا تأتي ضرورة "منع السرديات الشريرة وافلام الفيديو المنتشرة على الانترنت ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض التجنيد"، كما ودعت شركات الانترنت الى "التعاون بشكل اشمل لازالة المحتوى الممنوع وفك شيفرة الاتصالات الارهابية"، وقالت ان "عليها ان تتحرك بسرعة أكبر من تحركها الآن، وبخلافه يجب ان تُحمل هذه الشركات مسؤولية التخلّف عن منع الدعاية الارهابية من الانتشار". &
&
وكتبت النائبة الاوروبية ان النزلاّء المتطرفين في السجون يجب ان يُعزلوا عن الآخرين، كما يفعل سجن فريسنيس في فرنسا، حيث يوضع الاسلاميون في "وحدة منفصلة"، داعية الدول الاوروبية الى الاقتداء بمثال هذا السجن وتدريب موظفي السجون على رصد السلوك المتطرف.&
&
وشددت داتي على ضرورة ان تكثف الدول الاوروبية تبادل المعلومات، وأن تمارس رقابة اشد على المشتبه بهم في بلدانهم الاصلية، وقالت ان على الدول الاوروبية ان تتبادل الخبرات المفيدة في التعامل مع "المقاتلين الأجانب" الذين يعودون الى بلدانهم، وتساءلت "هل نحتاج الى مصادرة جوازات سفرهم وحتى سحب الجنسية منهم عندما يكون هناك خطر يهدد الأمن القومي؟" مضيفة "هذه الأسئلة كلها يجب ان تعالج".&
&
وأضافت: "هناك طريقة اخرى لمكافحة الارهاب، وهي استهداف مصادر التمويل وتجميد الأرصدة، ولنطلب مزيدًا من الشفافية في التحويلات المالية من بلدان ثالثة الى دول الاتحاد الاوروبي"، داعية البرلمان الاوروبي الى التحرك فورا بشأن هذه المقترحات. &
&
نحو مجتمع جامع
&
ومضت داتي تكتب: "نحن في فرنسا نشعر كأمة، منذ يوم الجمعة، بالعجز والحزن والغضب، ولكن أبعد من الرد الآني على التهديد الأمني، يجب على فرنسا، بل والبلدان الاوروبية الأخرى، ان تواجه شياطينها هي، &لأن سياستنا في الدمج، التي كانت قوية سابقا، تفشل اليوم، وبتنا نشهد نمطًا مخيفًا يتطور، وهو ان شبابًا مولودين في اوروبا يقتلون باسم دين لا يعرفون الكثير عنه".
&
إلى ذلك، اكدت النائبة الاوروبية "ان الحل لا يكون قطعًا بمزيد من ذم الاسلام او الهجرة، فإن هذا هو على وجه التحديد ما يريده داعش، انهم يريدون ان يكون المسلمون مستبعدين، ويريدون ان يكون بلدنا منقسمًا"، داعيةً الى بناء "مجتمع جامع يحترم التنوع مع الحفاظ على القيم التي تربطنا معا، وفي المدارس، الجامعات، ومن خلال إعادة الشباب المستبعدين الى التعليم أو التدريب أو العمل، نستطيع اعدادهم ليكونوا مواطنين مسؤولين يعملون من أجل خير المجتمع".&
&