رأى قيادي في الجيش الحر في لقاء مع "إيلاف" أن قرار مؤتمر فيينا بوقف إطلاق النار هو مهم، و"كلنا معه"، إلا أنه غامض، ويحوي على ثغرات، لكون خطره الأكبر على الجيش الحر والمناطق المحررة، واعتبر أن اجتماع المعارضة السورية السياسية والعسكرية في السعودية هو فرصة مهمة للسوريين والمملكة إن جرى استغلاله بالشكل الصحيح، وتحدث عن هدنة الغوطة الشرقية، وشنّ هجومًا على قائد جيش الإسلام زهران علوش، من دون أن يطال هجومه جيش الإسلام، معتبرًا أن عناصره أخوة وأصدقاء.


بهية مارديني: قال أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها إن "هناك حلقة كبيرة ضائعة في قرارات اجتماع فيينا الأخير"، متسائلًا في حديث مع "إيلاف": "كيف ستتعامل الدول التي اجتمعت في فيينا مع جبهة النصرة وتنظيم داعش، إذا وافقنا على الهدنة وعدم إطلاق النار، فكيف سيحاربون النصرة وداعش، هل سيحاربونها بريًا، وهل سيدخل النظام وإيران والروس إلى المناطق المحررة؟". وأضاف "نريد توضيحًا من الدول القائمة على اجتماع فيينا حول كيفية التعامل مع هؤلاء".

مشكلة تلاصق المواقع
ثم استدرك قائلًا إن "داعش يمكن استهدافها بريًا، ولكن النصرة كيف سيتم التعامل معها، ومواقعها قريبة جدًا من الجيش الحر، ولا يمكن قصفها جويًا ولا بريًا، فعلى سبيل المثال تفصلها في التل كيلومترات قليلة عن الجيش الحر، كما إن هناك مدنيين". ولفت إلى أن هذه هي الحلقة الضائعة "فكيف ستحارب النصرة وداعش بريًا أم جويًا، ابتداء من سهل الغاب حتى اللاذقية وخط دمشق".

في إطار آخر، أكد أن "الضربات الروسية بشكل عام تستهدف الجيش الحر، فكيف سأوافق على الهدنة؟". وأوضح "إن وافقنا على الهدنة، هل النظام وحلفاؤه سيحاربون داعش والنصرة بريًا، إن تم هذا الأمر بريًا هذا يعني دخولهم للأراضي المحررة، وبأيدينا نكون قد سلمنا أرضنا لوجستيًا إلى النظام ومرتزقته من حزب الله وإيران والروس".

أضاف "إن كانت الحرب جوًا، فاستهداف داعش سهل، لوجودها في أماكن واسعة، ولوجود مناطق تحت سيطرتها، ولكن كيف ستتم محاربة النصرة، وتوجد مقار لها ملاصقة مع الجيش الحر، وهناك تحالف لوجستي وعسكري& بين الحر والنصرة في معظم المعارك".

علوش مطلوب
وحول هدنة الغوطة الشرقية، قال الشامي "تواصلت مع الفصائل، وقالوا لي لا نعلم عنها شيئًا، وقلت لهم إن كان وراءها زهران علوش فقط ستفشل، وبالفعل هو ما كان، واستهدف النظام مدينة دوما".

أضاف "زهران علوش لا يسيطر على دمشق، ليست لدينا أية مشكلة مع جيش الإسلام، بالعكس هم أخوان وأبناء وأصدقاء، لكننا ضد زهران شخصيًا، ولقد تجاوز حدوده، وأصدرنا مذكرة اعتقال بحقه، وهناك تظاهرات ضده في الداخل، وفي قلب الغوطة، وزهران لا يستطيع دخول دمشق إلا مع الفصائل الأخرى".

ورأى أن "زهران موجود في جزء من ريف دمشق". وتساءل: "كيف تضع الدول يدها بيد شخص منبوذ شعبيًا، والتظاهرات يوميًا تشتعل ضده". ونصح جيش الإسلام بـ"إعادة هيكلة القيادة فيه". وقال "نحن ضد أن ينشق جيش الإسلام، نحن معهم، لكن يجب تنحية علوش، لأنه لم يعد مقبولًا على الأرض".

مؤتمر السعودية
في ما يتعلق بمؤتمر السعودية، الذي سيجمع المعارضة السورية، أكد أنه "فرصة ذهبية بالنسبة إلى السعودية وبالنسبة إلى المعارضة السورية، بشقيها العسكري والسياسي، وكلنا مع الحل السياسي، لكن إن لم يتواكب مع الحل العسكري، فلا فائدة منه، ونحن نشكر المملكة كثيرًا، ونتمنى عليها أن تبعد الأشخاص الذين ليست لديهم أرضية وطنية ولا شعبية".

وشكر السعودية، ملكًا وحكومة وشعبًا، وتمنى "من جميع الدول عدم فرض أشخاص لا يمثلون أحدًا، واختيار الشخصيات&التي&تتمتع بكفاءة، لقيادة المرحلة، بأجندة سورية خالصة". كما عبّر عن صدمته: "نحن نتفاجأ بأن لكل دولة - كما يقال - قوائمها الخاصة"، ثم قال ساخرًا "لم تبقَ دولة لم تضع قوائم، فيما النظام يضع قوائمه منفردًا".

وقال "من يريد الحل يجب أن يكون مع غرفة دمشق وريفها، وجيش الإسلام كمقاتلين، وليس كقيادة، ونحن نؤمن بعمل المجاهدين أجناد الشام الاتحاد الإسلامي وفيلق الرحمن... ولكن لا نؤمن بقيادة جيش الإسلام، وهو أمر واقع، ينبع من حديث الأرض والسوريين في الداخل". وأشار الشامي إلى أن "روسيا تقول إن ضرباتها تستهدف الكيان الإرهابي الداعشي، ولكن الذي نراه هو أن 95% منها يستهدف الجيش الحر، وأقرب مثال على ذلك، قصف الأخوة المجاهدين في تجمع العزة في سهل الغاب، وهدفها قصف أماكن الحر في خطوط مهمة من مواجهة النظام.

النصرة أقرب للحر
وأوضح أن جبهة النصرة أقرب للجيش الحر لوجستيًا، وهناك بعض التنسيق في المعارك، وكلهم سوريون وموجودون في منطقه واحدة، وقريبون في مواقعهم من بعضهم، وقد توجد في المنطقة نفسها مواقع ومقاتلون من الحر والنصرة على تماس".

واعتبر أن ما فشل فيه الموفد الأممي دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، وأيضًا ما فشل الإيرانيون فيه في الزبداني، عبر المفاوضات مع الأخوة في حركة أحرار الشام، على ما يبدو فإن مؤتمر فيينا يلعب بحنكة سياسية على تفعيله على مستوى سوريا، بقرار وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر، ماعدا النصرة وداعش. ورأى أن اجتماع فيينا شبك الخيوط وزادها تعقيدًا.

وكرر الشامي السؤال: "كيف ستتم الحرب عليهم جوًا وبرًا، وهل إن كانت الحرب برًا، يعتقد النظام وإيران ومرتزقة حزب الله أننا سنسمح لهم الدخول إلى الأراضي المحررة، هذا يعني تسليم المناطق المحررة إلى النظام الإرهابي ومرتزقته من إيران وحزب الله لوجستيًا، وإعادة استنساخ النظام من جديد، وهذا لن يمر علينا مرور الكرام، وهنا توجد حلقة ضائعة، ونرجو التوضيح قبل مؤتمر السعودية، لأن الخطر الأكبر في وقف إطلاق النار لمدة ستة أشهر هو على الجيش الحر، وليس على داعش والنصرة".

حكم إسلامي معتدل
من جانب آخر، لفت إلى أن هناك بعض الفصائل العسكرية، مثل أجناد الشام وجيش الإسلام، على خلاف، إضافة إلى مشاكل بين جيش الإسلام والأجناد وأسرى بين الطرفين، فكيف سيتم جمعهم في أي اجتماع مشترك.

وشدد على أن داعش مكون إرهابي، وكل القوات التابعة للجيش الحر تحارب داعش، وهو عدو، ولكن أتساءل: "كيف تتم الحرب على النصرة، ويوجد لديها تعاون لوجستي مع فصائل الحر في كل المناطق، ومعارك مشتركة ضد النظام وحزب الله". وأضاف: "نحن لا نؤمن بمكون الولاء للقاعدة، وثورتنا ليست للقاعدة، والحكم في سوريا مدني، ولن يكون إلا ذلك وفق الشرعية الإسلامية المعتدلة".

اجتماعات المجلس العسكري
وأعرب عن استغرابه "كيف يتم تهميش العاصمة دمشق في اجتماعات المجلس العسكري الأعلى، الذي يتم اختيار أعضاء جدد له في تركيا، والذي من المفترض أن يضم كل الجيش السوري الحر، ولماذا يتم ذلك، وفصائلنا موجودة وفاعلة".

وقال "حدث وإن تواصلت مع رئيس الأركان، وعرفت أنهم مجتمعون، ونحن لا نرسل من يمثلنا، ولم نعرف بشكل مسبق عن الاجتماع، علمًا أن لدينا عددًا من النواب، وهناك نايف الأحمد المنسق العام، ولم تصلهم أية دعوة إلى الاجتماع، وهذا شيء غريب، وتهميش العاصمة، وهو أمر يفشل أي مشروع، لأن العاصمة هي الأساس، ولن ُيسقط النظام إلا نحن، ومن يشكك في قدرتنا وفعاليتنا، فليأتِ لزيارتنا، ونحن على استعداد لأن نجعله يزور مقارنا".

أضاف: "هناك للأسف حرب علينا، ومحاولة تهميش لنا، حتى في الإعلام، والدليل أنه حتى عملية المطار التي نجحنا فيها، وكانت إنجازًا كبيرًا، لم تذكرها وسائل الإعلام، رغم أهميتها، وعلى الرغم أنها ستضرب معنويات النظام وأعوانه". واختتم قائلًا: "أخيرًا نحن نتواجد في أماكن حساسة في دمشق، ونحن من نستطيع السيطرة عليها وحمايتها، ونتحدى أن نسقط النظام خلال تسع ساعات، إن جاءنا دعم بشكل رسمي من دولة عربية".

&