يعتقد محللون أن عدم شن تنظيم داعش عمليات إرهابية سابقة في الغرب سببه ضعفه أو عدم قدرته غير أن صحيفة دير شبيغل ترى أن التنظيم يعتبر هذه العمليات وسيلة للحفاظ على حدوده وبسط نفوذه في منطقة نشوئه.&

ميسون ابوالحب: لاحظت صحيفة دير شبيغل الالمانية ان تنظيم داعش عادة ما يهيئ لهجماته بشكل دقيق وهو ما حدث عند استيلائه على مدن ومناطق كاملة في سوريا والعراق.&
&
داعش قام ايضا بتنفيذ عمليات اغتيال لقادة متمردين وصحفيين خارج سوريا والعراق من خلال إرسال متسللين يشكلون خلايا نائمة لحين الحاجة الى تنشيطها أو من خلال كسب أنصار محليين. وقد اثبت التنظيم قدرته على اختراق اعدائه مثل ما فعل مع الميليشيات الكردية.&
&
أما الغرب فهو مكشوف لأعدائه اكثر من اي وقت مضى وذلك لاسباب عديدة منها دخول اكثر من مليون لاجئ وهو ما خلق مشاعر ذعر وتشكيك لدى المواطنين الاوربيين وهو أمر ينوي التنظيم استغلاله. وكان العثور على جواز سفر سوري قرب جثة احد الانتحاريين مبررا لكي ينظر كل الاوروبيين الى اللاجئين السوريين باعتبارهم ارهابيين محتملين، وهو ما كان يأمل فيه داعش.&
&
خطأ
&
كانت هجمات باريس معقدة من الناحية اللوجستية حيث توزعت على عدة مناطق وباستخدام ثمانية ارهابيين على الاقل وقد تم الاعداد لهذه العمليات منذ فترة دون جذب انتباه احد.&
ولكن هذه الهجمات كانت ايضا بسيطة نسبيا من الناحية التقنية ذلك ان المهاجمين استهدفوا مناطق غير محمية واشخاصا عزل اما الملعب فلم يستطيعوا اقتحامه بسبب الاجراءات الامنية المحيطة به. &
قبل هجمات باريس كانت الفكرة السائدة هي ان تنظيم داعش كان لا ينفذ هجمات ارهابية في الخارج لانه لم يكن قادرًا على ذلك او بسبب ضعفه غير ان هذه الفكرة خاطئة وقد اساء فهمها خبراء الإرهاب والسياسيون والصحفيون.&

ما هي الحسابات؟&
&
وتتساءل الصحيفة عن الحسابات التي دفعت داعش الى تنفيذ هجماته في الغرب؟ وتقول إن هذه الهجمات مجرد وسيلة واحدة من بين وسائل عديدة اما اهدافها فإثبات هشاشة الغرب اولا ثم الانتقام من الضربات الجوية التي تتعرض لها دولته في سوريا والعراق ثانيا وإثبات ان في قدرة التنظيم الوصول الى أي مكان يريد ويأتي بعدها هدف آخر هو الحصول على انصار جدد. واراد التنظيم استثمار شكوك الاوروبيين ازاء اللاجئين المسلمين ايضا.
&
قوات برية؟&
&
وهناك سؤال آخر يطرح نفسه هنا وهو هل يمكن ان تسير الدول الغربية في اتجاه تشكيل قوات برية لمواجهة قوات تنظيم داعش؟ &
&
والجواب هو ان هذا الأمر غير محتمل على الاطلاق. &
&
فمثل هذا الهجوم سيكون في صالح التنظيم على المدى البعيد ثم ان نشر قوات برية لن يتم إلا بموافقة روسيا التي تدعم الأسد واذا ما حدث وتغير مسار الامور وتدخل الغرب الى جانب الاسد فسيتحول جميع المعارضين والمتمردين والمسلحين في سوريا الى اعداء للغرب في الحال وهذه امور يعرفها التنظيم ويستغلها لتوسيع نفوذه وسلطانه.&
&
أحد الامثلة والمفارقات هو ان جهود الولايات المتحدة في المنطقة تعرقلت. ففي شمال سوريا هناك الاكراد المتحالفون مع واشنطن ولكنهم اعداء حليف اميركي مهم هو تركيا. &
&
وفي العراق، عدو داعش الشيعي هو أيضا عدو أميركا والميليشيات الشيعية التي تخضع لقيادة الحرس الثوري الايراني العسكرية تشارك في المعارك ضد مسلحي داعش غير ان الضراوة التي تجري بها هذه المعارك تدفع العديد الى أحضان التنظيم.
&
وترى الصحيفة ان تنظيم داعش تعرض الى خسائر في الاونة الاخيرة مثل خسارة مدينة سنجار بعد معارك دامت 15 شهرا مع قوات البيشمرغة الكردية والضربات المدمرة التي وجهتها لها طائرات اميركية مقاتلة لاسيما لشاحنات نقل النفط ثم توقف قدرته على التوسع والتمدد بالسرعة المسجلة سابقا.&
&
ومع ذلك لا يمكن القول بأن التنظيم في مرحلة التراجع والانكماش والانهيار&
&
بل هو يسعى الى تأسيس دولة ولذا كان حذرا في تجنب اتلاف سيلوات الحبوب عند استيلائه عليها على سبيل المثال لا الحصر.&
&
وتنهي الصحيفة تقريرها بالقول إن على المخططين الستراتيجيين التمتع ببعد نظر للتمكن من دحر تنظيم الدولة الاسلامية.&
&
شروط النجاح
&
من شروط النجاح الجمع بين الموالين للنظام السوري والمتمردين رغم ان مثل هذا المشروع لن ينجح ما دام بشار الاسد باق على رأس الحكومة ثم هناك التدخل الروسي الذي زاد من تعقيد الامور.&
&
وفي العراق، يجب على الفصائل السنية والشيعية توحيد الجهود وتجاوز الخوف والكراهية المتبادلين. وهنا لا يمكن للغرب الا ان يمد يد عون بسيطة لان الامر مرهون برغبة العراقيين انفسهم.
&
وباختصار، وحسب الصحيفة، سيكون على الغرب تهيئة الظروف الملائمة لتحقيق هجوم بري ناجح بالتعاون مع روسيا وإيران ودول الخليج العربية.
&
أما إن لم تتمكن كل الاطراف من توفير هذه الشروط وتحقيق هذه المطالب فسيستمر وحش داعش في النمو والتضخم في سوريا كما في ليبيا وربما سيتوسع في مناطق اخرى في الشرق الاوسط ليثبت دعائم دولته وليفرض سلطته.&
&