هل تنجح التسوية اللبنانيّة المطروحة والمتمثلة في انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وسعد الحريري رئيسًا للحكومة؟، وما هو موقف التيار العوني والقوات اللبنانيّة من هذه التسوية؟.


ريما زهار من بيروت: يتم الحديث أخيرًا عن تسوية لبنانية تتمثل في انتخاب رئيس حزب المردة سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري رئيسًا للحكومة اللبنانية، ضمن سلة متكاملة، يرضى عنها كل الأطراف.

يعتبر النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن قضية التسوية اللبنانية بانتخاب سليمان فرنجية (8 آذار) رئيسًا للجمهورية وسعد الحريري (14 آذار) رئيسًا للحكومة، لا تزال في بداياتها، وليست المرة الأولى التي تطرح، وكانت هناك أمور أخرى، تم التباحث فيها سابقًا، ولم تؤدِ إلى نتائج مرجوة.

ولكن مما لا شك فيه، يتابع علوش، أن سعد الحريري في سعي جدي إلى إيجاد مخارج لتأمين الإستقرار في البلد، خصوصًا بعد ما تعرّض له لبنان على الصعيد الإجتماعي والإقتصادي والأمني، ومن ضمنها اختيار رئيس للجمهورية، من هنا محاولة سبر أغوار الإمكانيات، خصوصًا أن رئيس حزب المردة سليمان فرنجية هو إحدى الشخصيات الأربع، التي تعتبرها بكركي ذات حيثية مسيحية، وفي ظل استحالة الموافقة على رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، لأسباب متعدّدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، يبدو أن البحث اليوم في خيار سليمان فرنجية قائم، لكن لا نزال في بداية الأمر، ولا نستطيع تأكيد النتائج.

عقدة ثنائية
ولدى سؤاله عن هذه التسوية، من يقبلها، ومن يرفضها في لبنان من الفرقاء السياسيين؟، يجيب علوش "على الأرجح بين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا مانع لديهما في هذه التسوية، والإشكالية تبقى عند حزب الله هي موافقة عون على تلك التسوية، وحزب الكتائب لا مشكلة لديه في الموضوع، وتيار المستقبل يقبل ضمن سلة متكاملة، ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط أيضًا، وبعض القوى المستقلة توافق أيضًا، وتبقى العقدة عند التيار العوني والقوات اللبنانية، من هنا لا يمكن الجزم بأن التسوية وصلت إلى خواتيمها.

عودة الحريري
هل تساهم هذه التسوية بالعودة القريبة للحريري إلى لبنان؟، يؤكد علوش أن همّ الحريري الدائم أن يكون هناك استقرار في لبنان، كي تعود عجلة الدولة للقيادة، والتخفيف من التدهور الحاصل، ويبقى الأهم من عودة الحريري رجوع منظومة الإستقرار إلى لبنان.

يلفت علوش إلى أن هناك جملة من الأمور تمنع الحريري من العودة، إذ يعتبر الحريري أن من خلال وجوده في الخارج لديه حرية حركة أكثر في إيجاد تسويات، وخصوصًا أن ما يحصل في الداخل ليس سوى انعكاس للمحيط الخارجي، إضافة إلى عدم وجود استقرار في لبنان.

مزاوجة فريقين
في حال نجحت التسوية المطروحة، هل يكتب لها النجاح في المستقبل، وهل تنجح المزاوجة بين فريقي 14 و8 آذار في الرئاسة الأولى ورئاسة الحكومة؟، يجيب علوش أن أساس الخلاف المطروح بين الفريقين هو على المحاور، و14 و8 آذار هما محوران إقليميان أكثر مما هما محليان، ولا شك أن 14 آذار أكثر محلية، حيث تطالب بالحرية والإستقلال والتخفيف من الاحتقان وعدم الذهاب إلى سوريا، ولكن شئنا أم أبينا، تدخل في بعض الأحلاف والإصطفافات الإقليمية والدولية، غير أن حزب الله هدفه ربط لبنان بالمنطقة، وجعله ساحة لها، وهذا مؤكد من خلال تصريحات الأمين العام للحزب حسن نصرالله، ولكننا في مرحلة خلط أوراق في المنطقة، وولاية الفقيه أصبحت من الماضي، لذلك المرحلة المقبلة ستشهد صراعًا من نوع آخر.

تهديد داعش
إلى أي مدى ساهم تهديد تنظيم "داعش" للبنان في إنجاز تلك التسوية، والتقريب في وجهات النظر بين مختلف الفرقاء في لبنان؟، يجيب علوش إن بشاعة "داعش" والخطر الذي يمثله على المستوى المحلي والدولي، دفع إلى التنبّه، والذهاب إلى خيارات جديدة، للحدّ من خطر التطرّف الوحشي القائم، لكن هذا لا يعني أننا نوافق على خيارات 8 آذار الإقليمية، وهي خيارات أدت إلى نشوء "داعش"، وزيادة التطرّف في المنطقة، ولا تجعلنا نتعامى عن خطر مشروع ولاية الفقيه، الذي فيه الكثير من التطرّف أيضًا. لكن الأهم يبقى في الوقت الحالي وقف سيل التطرّف، والسعي مع المجتمع الدولي إلى إلغاء أسبابه، من خلال أيضًا محاسبة منظومة الممانعة على ما تسببت به.
&