اعتبر معارضون سوريون أن إسقاط الطائرة بمثابة رسالة تركية إلى روسيا، بعدما زادت من تواجدها العسكري خاصة في اللاذقية وطرطوس، ويؤكدون أن تركيا غير راضية عمّا ترتكبه موسكو بحق المدنيين السوريين، كما رأوا في العملية تأكيدًا على ضرورة قيام منطقة آمنة في الشمال السوري تعجل في حل الأزمة المستفحلة.


بهية مارديني: اعتبر عمار الواوي، القيادي في الجيش السوري الحر، أن إسقاط تركيا لطائرة روسية هو "حق مشروع، ورد طبيعي، يحدث من قبل أي دولة تحترم نفسها وحدودها ومواطنيها".

وأكد في تصريح لـ"إيلاف"، أن النظام السوري وروسيا "تجاوزا الأراضي التركية عشرات المرات، سواء بالقصف المدفعي أو بالتفجيرات أو من خلال الاختراق بالطيران". وأشار إلى أن تركيا أسقطت طائرة سابقة في كسب، عندما اخترقت الأجواء التركية، وحذرت أنقرة النظام السوري مرارًا من مغبة اختراق الحدود أو الأجواء.

مطالبة الناتو بالقصف
وحول تداعيات إسقاط الطائرة الروسية، قال: "لا أتوقع أن ترد روسيا عمليًا على حادثة إسقاط الطائرة، لأنها لا تريد الانخراط في عمل قد يجعلها تندم عليه، وخاصة أن تركيا& دولة عضو في حلف الناتو، وهي شريك أيضًا في قتال الإرهابيين ضمن التحالف الدولي".

أضاف: "نحن في الجيش السوري الحر نثني على ما فعلته تركيا تجاه العدو الروسي، الذي يحتل أرضنا، ويقصف شعبنا المدني الأعزل"، وتمنى من حلف الناتو أن "يمنع الطيران الروسي من الاستمرار في قصف أهلنا في سوريا".

تابع الواوي "نقول لروسيا وإيران إنهما لن يكسبا من هذه الحرب سوى المزيد من جثث قتلاهما على أرضنا في جنوب حلب وحماه وجبال اللاذقية..."، وأكد أن "عليهما سحب قواتهما من سوريا، لأنها ثورة ضد الظلم ومن أجل الحرية".

ثأرًا للتركمان
وشدد على أن إسقاط الطائرة بمثابة رسالة تركية إلى روسيا، بعدما زادت من مواقع تواجدها العسكري، وكثفته في اللاذقية وطرطوس، وبأن تركيا غير راضية عما تفعله روسيا، وأنها لن تسمح بمزيد من الغطرسة الروسية في سوريا، وهو ما يزيد من قوة موقف وموقع الجيش الحر. ولدى سؤاله: هل ردت تركيا من أجل ضرب روسيا للتركمان فقط، قال: "التركمان هم جزء من النسيج السوري، ومقاتلوهم جزء أصيل في الجيش السوري الحر".

أما حسن سعدون، المعارض السوري، والمعتقل السابق على خلفية "ربيع دمشق"، فقال لـ"إيلاف": "من خلال إسقاط تركيا للطائرة الروسية أثبتت أن من تدافع عنهم في المنطقة هم التركمان والمظلومون السوريون، كما قال رجب طيب أردوغان". ولفت إلى أن تركيا تُحذر من علاقة حزب العمال في سوريا مع النظام وروسيا، ورأى أن هذه رسالة إلى الروس، وتأكيد على ضرورة قيام منطقة آمنة في الشمال السوري.

قصفت مدنيين
وأشار إلى أن تركيا تعتبر المنطقة الآمنة، وأن ضمان سلامة التعامل مستقبلًا مع جيش سوريا الديمقراطي في مناطق الإدارة الذاتية أمر استراتيجي بالنسبة إليها، خاصة إذا تأجل الحل السياسي لزمن طويل. وتوقع "كلما ازدادت حرارة الاشتباك بين القوى المتواجدة في سوريا، كلما تسارع الحل السياسي"، الذي سيبدأ برأيه "برحيل بشار الأسد أولًا، ثم إعلان الهيئة الانتقالية التي ستدير شؤون البلاد".

وكان رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحرّ العميد أحمد بري قال إن إسقاط الطائرة الروسية جاء بعد اختراقها للمجال الجوي التركي، وتنبيهها مرات عدة من دون أن تستجيب، من ثم أسقطها الطيران التركي. وأكد بري أن عناصر الجيش السوري الحر ألقوا القبض على أحد الطيارين، فيما قتل الطيار الثاني، مؤكدًا أن الطائرة كانت تقصف مدنيين سوريين في جسر الشغور قبل إسقاطها.