يعقد القادة الأوروبيون لقاء قمة مع تركيا الأحد، يتوقع أن تحصل خلاله أنقرة على دعم لطلب العضوية في الاتحاد الأوروبي ووعود بأموال مقابل المساعدة على وقف تدفق المهاجرين. إلا أن إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية وقرار إردوغان عدم حضور القمة سيعقّد العلاقة الصعبة بين تركيا والاتحاد.


إيلاف - متابعة: يتوقع ان يتمكن رئيس الوزراء احمد داود اوغلو، الذي سيشارك في القمة بدلًا من إردوغان، من الحصول على صفقة لفتح فصل جديد في كانون الاول/ديسمبر في محادثات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وذلك اثناء لقائه قادة الدول الـ28 في الاتحاد.

كما من المتوقع ان يوافق الاتحاد الاوروبي على مساعدات لتركيا بقيمة ثلاثة مليارات يورو (3,2 مليارات دولار) لقاء مساعدتها على وقف تدفق اللاجئين الفارين من النزاع في سوريا الى اوروبا، رغم ان الاتحاد سيصر على شروط محددة. وقال رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك في رسالة الدعوة التي وجّهها إلى القادة ان القمة "ستكون خطوة مهمة في تطوير العلاقات وستسهم في ادارة ازمة الهجرة".

وبضغط من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لعقد القمة في اطار مساعيها إلى تخفيف عبء اللاجئين على بلادها، قرر توسك عقد القمة رغم حالة الانذار القصوى من الارهاب في بروكسل.& وبسبب الحرب في سوريا دخل نحو 850 الف لاجئ الاتحاد الاوروبي هذا العام، وتوفي او فقد اكثر من 3500 منهم في اسوأ ازمة لاجئين تواجهها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وجهات نظر مختلفة
تقول تركيا انها تستقبل اكثر من مليوني لاجئ سوري، كما انها البوابة الرئيسة للمهاجرين، الذين يحاولون دخول الاتحاد الاوروبي عبر البحر للوصول الى الجزر اليونانية.
ومارس الاتحاد الاوروبي ضغوطا على تركيا للقيام بالمزيد من اجل وقف تدفق المهاجرين، الا ان تركيا طلبت المساعدة، كما طلبت عقد مزيد من اجتماعات القمة مع القادة الاوروبيين على غرار قمة الاحد، كما طالبت بتعديل النظر في مساعيها إلى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وتحدث داود اوغلو عن مطالب تركيا قبل القمة، قائلا لصحيفة "ذي تايمز" البريطانية ان "العقول المدبرة للارهاب" التي كانت وراء الاعتداءات الاخيرة في باريس وانقرة وبيروت وسيناء تسعى الى "تقويض التعاطف مع اللاجئين" في الغرب. الا ان وجهات النظر بين بروكسل وانقرة تختلفان بالنسبة إلى القمة، بحسب ما ذكر مصدر اوروبي.

وقال المصدر طالبا عدم الكشف عن هويته انه "بالنسبة إلى الاتحاد الاوروبي فان القمة تتعلق بوقف تدفق المهاجرين. اما بالنسبة إلى الاتراك فانها حول إحياء عملية الانضمام الى الاتحاد الاوروبي". ولا تزال العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي متوترة بسبب النهج التسلطي للحكم في تركيا، وانتهاكات حقوق الانسان، ودعم تركيا المسلحين الاسلاميين في سوريا.

وانتقد الاتحاد الاوروبي الجمعة اتهامات التجسس "المقلقة" التي تم توجيهها إلى صحافيين تركيين. كما صدرت تحذيرات من الاعتماد بشكل كبير على تركيا، حيث قال رئيس وزراء المجر المتشدد فيكتور اوربان في قمة الهجرة، التي عقدت في مالطا هذا الشهر، "لا نريد ان نتحدث مع تركيا، ونجعلها تعتقد انها فرصتنا الاخيرة لانقاذنا".

صعوبة الإقناع
يقول ايان ليسر من صندوق مارشال الالماني لوكالة فرانس برس ان اسقاط تركيا المقاتلة الروسية، في الوقت الذي يسعى فيه الغرب الى بناء تحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية "سيزيد تعقيد الحوار الصعب اصلا بين الاتحاد الاوروبي وتركيا".

ويرى انه سيكون من الصعب على تركيا اقناع الزعماء الاوروبيين "بالعديد من مطالبها الرئيسة، وبينها تفعيل محادثات الانضمام الى الاتحاد، واعفاء الاتراك من التأشيرات، في ظل الاجواء السياسية السائدة في اوروبا".& ويضيف ليسر ان القمة يمكن ان تشكل "فرصة للتوصل الى تسوية" بعدما ضعف موقف تركيا الآن ربما بسبب التوتر بينها وبين موسكو.

وقال مسؤولون اتراك وأوروبيون إن القمة ستتفق على فتح الفصل 17 من عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، والذي يغطي الجوانب الاقتصادية والنقدية، في منتصف كانون الاول/ديسمبر. اضافوا ان قادة الاتحاد الاوروبي سيوافقون على صفقة مساعدات بقيمة ثلاثة مليارات يورو، الا انهم سيربطونها بشرط نجاح تركيا في معالجة تدفق اللاجئين.

وذكر مصدر في الحكومة الالمانية ان "دول الاتحاد الاوروبي ستعمل خلال القمة على توفير ذلك المبلغ. لكن ذلك لا يعني كتابة شيك الى تركيا، لان هذه الاموال سترتبط بمشاريع". الا ان الخلافات لا تزال مستمرة بشأن مساهمات كل دولة اوروبية على حدة، وما اذا كان بالامكان أخذ جزء من ذلك المبلغ من ميزانية الاتحاد الاوروبي.

&