مع تفاؤل معسكر رئيس الحكومة المحافظ ديفيد كاميرون بتحقيق تصويت بالغالبية من جانب البرلمان خلال مداولاته هذا الأسبوع حول شن غارات جوية ضد داعش في سوريا، دعا ائتلاف "أوقفوا الحرب" في بريطانيا إلى تنظيم تظاهرة حاشدة اليوم ضد دعوة كاميرون.


نصر المجالي: يشارك آلاف الأشخاص في التظاهرة اليوم السبت، في وقت تسعى فيه الحكومة البريطانية إلى الحصول على دعم البرلمان لإقرار إطلاق مثل هذه الغارات.
وليس من المرجّح أن يشارك زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن، وهو نائب رئيس سابق للائتلاف، في تظاهرة السبت. ويعاني كوربن انشقاقًا في حزبه تجاه دعوة رئيس الوزراء.

موقف كاميرون
وكان كاميرون، قال أمس الخميس أمام مجلس العموم، إن الوقت قد حان للانضمام إلى الضربات الجوية ضد متشددي تنظيم داعش في سوريا، لأن بريطانيا لا يمكن أن "تترك مهمة أمنها إلى دول أخرى".

وقالت منظِّمة تظاهرة (أوقفوا الحرب) ليندسي جيرمان: "يجب أن نتذكر بأن الأميركيين وغيرهم ما لبثوا ينفذون غارات جوية (في سوريا) لأكثر من سنة، ولكن هذه الغارات لم تنجح في دحر داعش.

ومضت تقول "يعترف الأميركيون أنفسهم بأن داعش ما زالت بحجمها نفسه، الذي كانت عليه قبل بدء حملتهم الجوية، رغم أن هذه الغارات قتلت عددًا كبيرًا من عناصر التنظيم". وخلصت إلى أن "الغارات لا تؤتي ثمارها".

إهانة كوربن
إلى ذلك، فإن زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن يواجه معارضة حادة من جانب أعضاء حزبه الذين يؤيدون دعوة رئيس الحكومة إلى توجيه ضربات لتنظيم (داعش) في سوريا. وتحت عنوان (إهانة كوربن) نشرت صحيفة (ديلي تلغراف) موضوعًا حول ملف المداولات البرلمانية بخصوص مشروع قرار الحكومة بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وشارك في إعداد الموضوع ثلاثة من المراسلين والصحافيين، وقالوا إن كوربن يتعرّض للإهانة بتخطيط مائة من نوابه لرفض خططه برفض المشاركة في قصف سوريا".
وكان زعيم حزب العمال أعلن عن رفضه التصويت لمصلحة التوسيع، الأمر الذي دفع بعض القيادات في حزبه إلى التهديد بالإستقالة في حال أجبروا على ذلك.

نصف عمالي رافض
وتقول (ديلي تلغراف) إن نحو نصف ممثلي حزب العمال المعارض في مجلس العموم البريطاني سيوافقون على خطط الحكومة بقياده ديفيد كاميرون بخصوص المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتوضح أن التصويت سيجرى في الأسبوع المقبل، وهو ماس يعرّض زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن لإهانة واضحة، ويضعه في أكبر أزمة منذ تولى زعامة الحزب.

وتشير التلغراف الى أن هذا الموقف سيعد تحديًا لسياسة كوربن المعلنة، والتي أكد مرارًا وتكرارًا أنها ترفض مشاركة بريطانيا في العمليات العسكرية في سوريا، وهو ما يأتي في الوقت الذي انتقد فيه قياديون بارزون في الحزب مواقف كوربن، وشككوا في زعامته للحزب.

وتضيف الصحيفة أن كوربن دخل في سجال علني مع توم واطسون نائبه في زعامة الحزب، وهيلاري بن وزيرة الخارجية في حكومة الظل، حيث رفضا موقفه، وأيّدا مشروع الحكومة في المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا. وتخلص إلى القول إن مصادر رفيعة المستوى في حزب العمال أكدوا لها أن ما يقرب من 115 من نواب الحزب في مجلس العموم سيوافقون على خطط الحكومة.

&