&القصة الكردية التي يفتخر بها الأكراد حول البطل الثائر "كاوا" تحوّلت الى فيلم بأسلوب جديد يربط الماضي بالحاضر، ويوضح ان الثورة ضد الظلم مستمرة، وأن لكل زمان طغاته ودواعشه.

&
بهية مارديني: يُعرض فيلم "لعنة ميزوبوتاميا" في صالات السينما في أربيل ودهوك والسليمانية وبغداد في العراق، وهو للمخرج الكردي السوري "لاوند عمر"، الذي درس في ألمانيا وأميركا وكندا، وبدأ أول أعماله الفنية عام 2005، وشارك في أكثر من مهرجان .
&
يدور الفيلم حول أحداث الرواية التاريخية الأهم لدى شعوب منطقة ما بين النهرين، وخصوصًا الأكراد، ويشارك فيه أبطال من جنسيات مختلفة، فيما قال المخرج لـ "إيلاف" إن "الفيلم ناطق بالانكليزية ومترجم الى العربية والكردية، وقد صور في كردستان والأردنومدته، ومدته ساعة وخمس وثلاثون دقيقة".
&
أهمية &خاصة
&
يقدم الفيلم "الحداد كاوا" بصورة الثائر ضد الملك الظالم &"ازدهاك"، وينتهي بنتيجة ان منطقة ميزوبوتاميا ما تزال تُعاني من أكثر من "ازدهاك" واحد، وأن مهمة "كاوا" لم تنتهِ بعد، كما ويحتوي، في ختامه، بعض المشاهد عن داعش.
&
أهمية الفيلم، بشكل عام، تنبع من شقين، اولهما كونه فيلما موّجها الى الخارج، وثانيهما انه يُقدّم سينما كردية بتقنية جديدة ومختلفة، حيث يغلب على الفيلم مشاهد الرعب، أسوةً بطبيعة الأسطورة المخيفة بشأن الثعابين ودماغ البشر، وهي ميزة جديدة تُضاف للسينما الكردية، التي كانت في معظم الحالات إما درامية أو كوميدية.
&
اسطورة "كاوا"&
&
وبحسب بيان عُمم عن الفيلم، فهو يُجّسد اسطورة البطل الكردي الثائر على الظلم قبل 2600 عام، "كاوا الحداد" الذي كان في عداد المبعدين الى الجبال، حيث تقول الحكاية&إن الملك الظالم "ازدهاك" أو "الضحاك" قد أصيب بمرض خطير، ونبت على كتفيه ما يُشبه ثعابين، فنصحه حكماء ذلك الزمان بتقديم وجبتين من دماغ البشر لهما، حتى لا ينتشرا أكثر في جسمه، وكان المكلّف بتنفيذ القرار يحمل بعض الرحمة في قلبه، فيعمد أحيانًا إلى عتق أحد القربانين وذبح خروف بدلًا منه، بشرط أن يتوارى الناجي ويلجأ الى الجبال.
&
تجمّع على قمم الجبال، بمرور الزمن، جماعات من المواطنين، وكان بينهم الحداد &كاوا، الذي تجّسدت فيه صفات القائد، فاتفقوا جميعًا على الاعداد للخلاص من الطاغية.
&
تحددت ساعة الصفر في ليلة الحادي والعشرين من شهر آذار، الذي يُصادف باكورة الربيع في كردستان، واليوم الأول من نوروز، اليوم الجديد، وهو يوم تحتفل به غالبية شعوب المنطقة، ويعتبره الكرد عيدًا قوميًا يحتفلون به لمدة ثلاثة أيام متتالية.
&
لعنة الجغرافيا&
&
واسم &"لعنة ميزوبوتاميا"، الذي أطلقه المخرج على فيلمه، يرمز الى منطقة ما بين دجلة والفرات، والتي لم تشهد الراحة والاستقرار منذ العصور الغابرة، فيما شعوبها وأقوامها، ومن بينها الكرد، كانت وما تزال عرضة للابادة والتهجير والحروب والغزوات، فهي عانت من الطاغية أزدهاك ومن عشرات الطواغيت والأنظمة المستبدة، وصولًا الى داعش، الذي ظهر أيضًا في المنطقة ذاتها.
&
مفارقات
&
المفارقة الغريبة في الفيلم، بحسب ما تردد في الإعلام، أنه وبعد البدء بتصويره في أربيل ومناطق كردستان، شن ارهابيو داعش هجماتهم على المناطق القريبة من مواقع التصوير، ما اضطر المخرج الى وقف العمل واعادة الممثلين الى ديارهم، حيث كان بينهم ممثلون كرد وأميركيون وأوروبيون ومغاربة ومكسيكيون وعرب، ثم أكمل التصوير لاحقًا في الأردن، فيما تمثلت المفارقة الأخرى بأن عرض الفيلم تزامن مع عملية تحرير "سنجار" من ارهابيي داعش.
&