هاجم مسؤول عراقي نافذ تركيا وهددها بتدمير دباباتها على رؤوس عناصر قواتها التي دخلت إلى العراق، ودعا إلى تظاهرات ضدها الجمعة ومقاطعة بضائعها، وهدد الولايات المتحدة بتدمير أي قاعدة عسكرية تقيمها في العراق.

لندن: انتقد هادي العامري قائد الحشد الشعبي لتشكيلات المتطوعين لمواجهة تنظيم "داعش"، رئيس منظمة بدر الشيعية المرتبطة بإيران، الحكومة العراقية، لما قال انه سكوت عن التدخل التركي العسكري في الأراضي العراقية.

وأضاف في كلمة لإحياء "الثورة الحسينية" في بغداد اليوم، وتابعتها "إيلاف"، أن الاتراك ليسوا بأقوى من الأميركيين، وقال "سنخرجهم من الأراضي العراقية كما اخرجنا الأميركيين، وما هو موجود عندهم من الدبابات في ارضنا سندمرها على رؤوسكم".

وطالب العراقيين بالخروج في تظاهرات الجمعة المقبل رفضًا للعدوان التركي الذي أشار إلى أنّه اذا استمر ولم تسحب تركيا قواتها من الأراضي العراقية فيجب مقاطعة البضائع التركية، منوهًا إلى أنّ العراق سوق رئيسية للاقتصاد التركي.

وقال "من غير المعقول ان يحتلوا ارضنا ونكافئهم بشراء بضائعهم ". وشدد على بذل كل الجهود لبقاء العراق موحدًا عزيزًا ومواجهة محاولات تقسيمه مهددًا الأميركيين بتدمير أي قاعدة عسكرية يقيمونها على ارض العراق.

وأضاف أن خطر "داعش" ما زال قائماً بالرغم من الانتصارات التي تحققت عليه، وأشار إلى أنّ العراقيين استطاعوا ابعاد خطره عن بغداد، وان ينقلوا القتال إلى ابعد من 200 كم شمال العاصمة. ودعا الجامعات العراقية إلى دراسة ظاهرة داعش ومعرفة أسبابها.. مشددًا على ضرورة الاستمرار بالمعركة ودعم الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية وتضافر كل الجهود من اجل الانتصار. وأكد أن نهاية تنظيم "داعش" ستكون في العراق.

وفي وقت سابق، دعا رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لاصدار اوامره إلى قيادة القوة الجوية وطيران الجيش لضرب القوات التركية في حال رفضها الخروج من الأراضي العراقية.

وقال الزاملي في بيان إن "القوات التركية التي وصلت إلى العراق مكونة من لواء عسكري معزز بـ (12) دبابة وكاسحات الغام"، مبيناً "انها دخلت بموافقة البيشمركة وحكومة اقليم كردستان". وأضاف أن "دخول القوات التركية يعتبر بمثابة جس نبض لدخول قوات من دول اخرى لتكون بديلاً عن داعش الاجرامي". وأكد الزاملي على "ضرورة إصدار العبادي الاوامر إلى القوة الجوية وطيران الجيش بضرب القوات التركية في حال رفضها الخروج من الأراضي العراقية".
&&
وأمس حذر العراق تركيا بأن جميع الخيارات مفتوحة أمامه لارغام قواتها التي دخلت أراضيه بصورة غير شرعية، ملمحًا إلى استخدام القوة والعمل الدبلوماسي من خلال اللجوء إلى مجلس الامن الدولي في حال عدم انسحابها خلال 48 ساعة.

وخلال اجتماع للمجلس الوزاري للامن الوطني العراقي الليلة الماضية برئاسة رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، فقد تم اتخاذ مجموعة قرارات تتعلق بالنازحين وتقديم الخدمات لهم وحماية خطوط الطاقة الكهربائية من الهجمات الارهابية.

كما ناقش المجلس "التدخل العسكري التركي السافر في الأراضي العراقية مؤكدًا موقف العراق الرافض لدخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية، الذي حصل دون موافقة ولا علم الحكومة العراقية، واعتبره انتهاكًا للسيادة وخرقًا لمبادىء حسن الجوار"، كما قال بيان صحافي عقب الاجتماع اطلعت على نصه "إيلاف".

وشدد المجلس على أن من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة وبضمنها اللجوء لمجلس الامن الدولي في حال عدم انسحاب هذه القوات خلال 48 ساعة".

وأشارت تقارير إلى أنّ القوة التركية التي ذهبت إلى الموصل لم تكن قوة قتالية وكانت مهمتها إيصال& معدات وفنيين وضمت حوالي 200 ضابط وجندي ومستشار عسكري تركي ومعهم 15 دبابة و8 مصفحات صغيرة و4 مصفحات كبيرة وسيارة إسعاف و13 عجلة عسكرية هينو ومقذوفات وذخائر و3 عجلات عسكرية.

وكانت السلطات العراقية في زمن نظام صدام حسين قد اتفقت مع نظيرتها التركية على السماح للقوات التركية بالتوغل إلى داخل الأراضي العراقية لمسافة 5 كيلومترات متى ما شاءت لضرب قواعد ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي الموجودين في شمال العراق وكانوا ينفذون عمليات عسكرية عدوانية ضد اهداف عسكرية وحيوية تركية داخل بلادها لكن التوغل التركي الاخير تجاوز هذه المسافة إلى مئات الكيلومترات.

وكانت جامعة الدول العربية دانت التدخل التركي في العراق واصفة إياه بـ"السافر"، فيما أشارت إلى أن هناك موافقة عامة من الأمم المتحدة على اتخاذ جميع الإجراءات لوقف هذه التدخلات.

واوضحت وزارة الخارجية العراقية السبت عن استدعاء السفير التركي في العراق فاروق قايماقجي لتسليمه مذكرة احتجاجية بشأن دخول قوات تركية إلى العراق. وأكد رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو أمس أن بلاده نسقت مع الحكومة الاتحادية بشأن الجنود الأتراك المتواجدين في الموصل، فيما جدد دعم أنقرة لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.