نأت الحكومة الألمانية بنفسها عن هجوم لاذع شنّه نائب أنجيلا ميركل على السعودية، على خلفية شائعات تحدثت عن نية السعودية بناء 200 مسجد في ألمانيا، نفتها السفارة السعودية ببرلين.
&
ماجد الخطيب من برلين: نفت ألمانيا على لسان المتحدثين الرسميين باسم الحكومة ووزارات الداخلية والاقتصاد والخارجية وجود أي تغيير في موقف الحكومة الألمانية من السعودية، وذلك على خلفية هجوم زيغمار غابرييل، نائب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، المستغرب على السعودية واتهامها بتمويل المتطرفين.
&
موقف موحد
&
وأكد ممثلو الحكومة في مؤتمر صحفي أن السعودية حليف لا غنى عنه للتغلب على مشاكل المنطقة، كما هي حليف في الحرب على إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، هذا ما أكده أيضًا كريستوف بورغر، المتحدث الصحفي في وزارة الخارجية الألمانية لـ "إيلاف"، في حديث هاتفي. وأشار بورغر إلى مؤتمر صحفي قالت فيه سوسن شبلي، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن السعودية نفسها تتعرض للإرهاب، وشهدت في الفترة الأخيرة تفجيرات في مساجد سنية وشيعية راح ضحيتها العديد من الضحايا.
&
وكانت الحكومة الألمانية عقدت مساء الإثنين مؤتمرًا صحفيًا ردت فيه، ضمن قضايا أخرى، على أسئلة تتعلق بتصريحات غابرييل، الذي حذر في مقابلة صحفية المملكة العربية السعودية من تمويل الإرهاب، واتهمها بتمويل بناء مساجد “متطرفة” في ألمانيا تزيد المسلمين الشباب في ألمانيا تطرفًا.
&
نددت بالهجمات التي يشنها سياسيون ونشطاء ضد المملكة
صحيفة بريطانية: علينا التحالف مع السعودية
&
&
وحضر المؤتمر سوسن شبلي (الخارجية) وشتيفن زايبرت (الحكومة الاتحادية) وتوبياس بلاته (وزارة الداخلية) وجوليا موديس (الاقتصاد). وقالت موديس في المؤتمر إن غابرييل رئيس الحزب الاشتراكي، "والكثير من مواقفه في المقابلة المذكورة تعبر عن رأيه في موقعه هذا، بينما مواقف الحكومة موحدة من السعودية". وذكر زايبرت أن لا تغيير في الموقف من السعودية، وهذا هو موقف كامل الحكومة الألمانية. أضاف: "أؤكد اننا بحاجة إلى بناء علاقات بناءة مع المملكة اذا كنا نبحث عن حلول لمشاكل المنطقة”.
&
تمويل شخصي
&
وعن تهمة تمويل الإرهاب، قال زايبرت إن غابرييل تحدث عن تمويل من السعودية ولم يقل السعودية تموّل، "وهي اشارة إلى متبرعين شخصيين يقومون بدعم بعض اللاعبين ماديًا".
&
ولمحت شبلي إلى وجود تيارات إيديولوجية في المنطقة، "ليست فقط غريبة عنا، بل ولا تتفق مع قيمنا تموّل الإرهاب، ومعروف أن هناك ممولين شخصيين للإرهاب، وان ما لا يعرفه المواطن الألماني هو أن السعودية تتعرض للتهديد الإرهابي أيضًا، لهذا فإنها مهتمة بالتحالف معنا في مجال مكافحة الإرهاب، لأن الارهاب لا دين له".
&
أكدت شبلي أن غابرييل تحدث عن مصادر تمويل من السعودية، حينما تحدث عن تمويل بناء المساجد، ولم يتحدث عن السعودية. وقالت إن السعودية تتعاون مع التحالف الدولي ضد الإرهاب في مجال تجفيف منابع الإرهاب المالية.
&
ورداً عن سؤال حول المعطيات التي اعتمد عليها غابرييل في تهمة تمويل بناء المساجد، قال توبياس بلاته (الداخلية) انه لا يملك أي معلومات عن المصادر التي اعتمدها نائب المستشاره. وأضاف ان دائرة حماية الدستور (الأمن العام) لم تتحدث عن معطيات في هذا المجال.
&
ولى!
&
وكان غابرييل، في توقيت أثار استغراب الصحافة الألمانية، حذر السعودية من مغبة تمويل المتطرفين، وقال: "نحن نحتاج السعودية بالتأكيد في حل مشاكل الصراعات في المنطقة، إلا أن على السعودية أن تعرف أن زمن التغاضي ولى".
&
وهذه هي المرة الثالثة خلال أيام قليلة التي تتعرض فيها السياسة السعودية لنقد جارح من ممثلي السلطة والحكومة الألمانية.
&
وكانت السفارة السعودية ببرلين نفت الشائعات التي تحدثت عن نية الحكومة السعودية دعم بناء 200 مسجد للاجئين المسلمين الجدد في ألمانيا. وأشارت السفارة إلى أن وزارة الخارجية في الرياض سبق لها في أيلول (سبتمبر) الماضي أن نفت نيتها بناء المساجد في ألمانيا. وقالت مصادر السفارة إن السعودية، مثل ألمانيا، تعمل ضد التطرف الديني، والهدف من مثل هذه الشائعات تسعير مشاعر الحقد ضد المملكة.