يعرض وفدان عراقيان رفيعان على مؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب يعقد في مدينة ميونيخ الالمانية السبت المقبل بمشاركة 51 بلدًا رؤية بلدهما للقضاء على تنظيم "داعش" ومواجهة تهديداته للمنطقة والعالم والدعم العسكري والانساني الذي تتطلع اليه في حربها ضد التنظيم حيث يترأس وفد العراق حيدر العبادي الذي يتوجه إلى هناك اليوم ووفد اقليم كردستان رئيسه بارزاني الذي غادر إلى المانيا صباحا.

لندن: من المنتظر أن يبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل غدا الجمعة توسيع وتسريع مساعدات بلادها العسكرية والانسانية للعراق كما يشارك في برلين السبت في اعمال المؤتمر الدولي الأمني حول الإرهاب والجهود الدولية لتجفيف منابعه.

وسيناقش العبادي الذي يترأس وفدا رسميا كبيرا مع ميركل عددا من المواضيع المتعلقة بالحرب ضد الدولة الاسلامية "داعش" والمساعدات العسكرية والانسانية التي تقدمها بلادها إلى القوات العراقية وقوات البيشمركة الكردية في اقليم كردستان الشمالي. وسيطلب المسؤول العراقي خلال مباحثاته توسيع هذه المساعدات وتسريع ارسالها إلى بلاده إضافة إلى مناقشة الجهود الدولية للتصدي للإرهاب خلال مشاركته في المؤتمر الأمني الدولي الذي سيعقد في العاصمة الالمانية. كما سيناقش معها التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه العراق والمنطقة.

كما سيطرح العبادي على المؤتمر رؤية بلاده لمحاربة الإرهاب الجماعات المتطرفة التي تهدد أمن المنطقة ويطلع المشاركين فيه على اخر التطورات العسكرية على الساحة الميدانية بالضد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم داعش.

كما سيناقش سبل الدعم المتاح من قبل المجتمع الدولي للعراق في هذه المرحلة وآلية التنسيق مع العالم ودراسة مايمكن ان يقدمه ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر في مواجهة الإرهاب. وسيشدد العبادي في كلمة له في المؤتمر على أن "نجاح المعركة التي يخوضها العراق ضد التنظيمات الإرهابية هو نجاح لدول العالم اجمع وليس للعراق بشكل خاص حيث يخوض العراق حرباً بالنيابة عن العالم اجمع".

وقبيل مغادرته إلى ميونيخ فقد بحث العبادي مع السفير الالماني في بغداد اكهارد بروزة التعاون العسكري بين البلدين في محاربة الإرهاب. كما جرى خلال الاجتماع بحث السبل الكفيلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبالاخص في مجال التعاون الأمني والتدريب والتسليح بالإضافة إلى التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.

وأشار العبادي إلى أن "العراق يتطلع إلى مستقبل اقتصادي واعد رغم الصعوبات المالية الحالية التي لا نريدها ان تؤثر&في&قواتنا الأمنية البطلة التي تخوض حربا ضد عصابات داعش الإرهابية" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه اطلعت على نصه "إيلاف". كما تمت مناقشة الاستعدادات الجارية لزيارة العبادي إلى المانيا ولقائه المرتقب مع ميركل والمسؤولين الالمان على هامش حضوره لمؤتمر ميونخ للأمن.
&
مؤتمر ميونيخ للأمن بمشاركة 51 بلدًا

ويشارك في مؤتمر "ميونيخ للأمن" ممثلون عن 51 بلدًا بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة و50 وزير خارجية ودفاع وأكثر من 400 مسؤول ومن ابرز المشاركين في المؤتمر الذي يستمر حتى الاحد المقبل المستشارة الألمانية ميركل التي ستفتتحه بكلمة عن آخر التطورات الأمنية في العالم ودور بلادها فيها إضافة إلى العبادي ونائب الرئيس الاميركي جو بايدن والامين العام لحلف شمال الاطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولتز والرئيس الافغاني اشرف غني.

وسيبحث المؤتمرون اخر التطورات على صعيد مواجهة الإرهاب وخاصة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والازمة الاوكرانية إضافة إلى الاوضاع الأمنية المتأزمة في الشرق الاوسط. كما سيناقشون المباحثات النووية مع إيران والنزاع في سوريا وأزمة اللاجئين والانتشار السريع لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا والحرب الالكترونية على الإرهاب.

وقد استبقت ميركل مباحثاتها مع العبادي بالقول انها تعلق آمالا كبيرة على رئيس الوزراء العراقي.. وأشارت في رسالتها الاسبوعية التي توجهها إلى مواطنيها "سنبحث مع الضيف العراقي آليات تعزيز العمل المشترك بين جميع أطياف المجتمع العراقي لكي يتسنى للعراق ايضاح موقفه بشكل افضل وموحد".

وأضافت "سنبحث كذلك سبل مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وإنهاء الخلافات بين الطوائف العراقية المختلفة ونحن نعمل من أجل عراق موحد". وفي ما يخص المساعدات العسكرية التي تقدمها ألمانيا للأكراد في شمال العراق قالت ميركل "نحن نقدم المساعدات للأكراد في شمال العراق انطلاقا من رغبتنا في تحمل مسؤولياتنا فنحن نعرف أن قسما من إرهابيي داعش يتحدرون من أوروبا ومن ألمانيا".

وحذرت من أن تنظيم داعش يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها كما أكدت أنه من الممكن أن تتأثر ألمانيا بذلك وأشارت إلى أن أكثر من مليون مواطن عراقي نزحوا من مناطقهم جرّاء العمليات الإرهابية وأن المنطقة تشهد أوضاعاً مأسوية مضيفة أنه يتعين تقييم ومناقشة منع حدوث مجازر في العراق وإنقاذ حياة النازحين ومنع الإرهابيين من إقامة منطقة آمنة لهم.

&وكانت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون قد اكدت خلال زيارتها إلى بغداد في 12 من الشهر الماضي التزام بلادها بدعم العراق عسكريًا وانسانيًا في مواجهة تنظيم "داعش" ليكون قادراً على دحر الإرهاب فضلاً عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم.

وخلال اجتماعها مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد فقد اكدت الوزيرة التزام بلادها بالدعم الانساني والعسكري بعيد المدى في اطار التحالف الدولي المساند للعراق وعلى جميع المستويات.

وقالت "إن المانيا هي من الدول الأكثر اهتمامًا في تقديم المعونات العسكرية للقوات المسلحة العراقية لتكون قادرة على دحر الإرهاب وتحقيق نتائج جيدة فضلاً عن توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أجل عودتهم إلى ديارهم بعد تحرير مناطقهم".

وبارزاني إلى ميونيخ أيضًا

وبدوره فقد توجه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى المانيا اليوم للمشاركة في مؤتمر الأمن والسلم العالمي في مدينة ميونيخ. وسيلقي بارزاني كلمة في المؤتمر ويجتمع مع عدد من قادة ومسؤولي الدول المشاركة لإطلاعهم على آخر التطورات الأمنية في الاقليم والمواجهات الدائرة هناك ضد تنظيم داعش.

وبالترافق مع بدء زيارة بارزاني لألمانيا فقد وصلت قوة المانية مؤلفة من 24 جنديا ومدربا إلى اربيل اليوم في مهام تدريب قوات البيشمركة على القتال في حربها ضد عصابات داعش. وقال متحدث باسم الجيش الالماني في تصريح صحافي ان وزارة دفاع بلاده "دعت رسميا وزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان إلى تزويدها بقائمة بالمعدات التي تحتاجها".

وأشار إلى أن "القوة ستؤسس مركزا للتدريب للجيش الالماني في اقليم كردستان "... موضحًا "المباشرة بالإعدادات وهناك حاليا قوة مؤلفة من 16 جنديا وثمانية مدربين المان في اربيل وستقوم هذه القوة قريبا بتدريب قوات بيشمركة كردستان".

وأوضح المتحدث أن "وزارة الدفاع الالمانية دعت رسميا، وزارة البيشمركة، إلى تزويدها بقائمة بالمعدات التي تحتاجها مثل الاسلحة والذخائر فوزارة الدفاع الالمانية تنتظر حاليا معرفة ما الذي تحتاجه البيشمركة".

وكانت الوزيرة الالمانية قد قامت بزيارة إلى اقليم كردستان مؤخرًا واجتمعت مع رئيسه بارزاني كما زارت مواقع تمركز قوات البيشمركة على جبهة المواجهة مع مسلحي "داعش" في محور غرب أربيل للاطلاع ميدانيًا على الوضع العسكري هناك.

وقالت خلال مؤتمر صحافي مع بارزاني "نعلم أن قوات البيشمركة في مواجهة مع داعش على طول جبهة تبلغ مسافتها حوالى 1050 كم، ووزير البيشمركة تحدث لنا عن بطولات قوات البيشمركة في إدارة الجبهة، لكنه اكد لنا أن قوات البيشمركة تحتاج إلى أسلحة لتواجه السلاح المتطور الذي يملكه داعش".

وكان عدد من ضباط البيشمركة قد تلقوا تدريبات في أحد معسكرات الجيش الالماني العام الماضي فيما أرسلت برلين شحنات من الاسلحة الالمانية إلى اقليم كردستان في ايلول الماضي في اطار المساعدات العسكرية الالمانية إلى قوات البيشمركة لمواجهة مسلحي "داعش".

تجدر الإشارة إلى أنّ ألمانيا تدعم الأكراد في العراق في مواجهة تنظيم "داعش"، حيث قام الجيش الألماني بإمداد القوات الكردية بأسلحة تبلغ قيمتها 70 مليون يورو. ومن المقرر أن يتم إرسال نحو مئة مدرب عسكري من الجيش الألماني إلى أربيل قريبا وبعد موافقة البرلمان الألماني (بوندستاج) على هذا الامر في اجتماع له هذا الشهر.&