في تقويم لمحطات نجاحات الحكومة اللبنانيّة وإخفاقاتها بعد مرور عام على تشكيلها، يفنّد نواب لبنانيّون أبرز تلك المحطات، ويشدّدون على أنها أخفقت في مهامها الأساسيّة، أي انتخاب رئيس للجمهوريّة ووضع قانون انتخابيّ.


ريما زهار من بيروت: بعد أيام تكون انقضت السنة الأولى على صدور مراسيم حكومة تمّام سلام، فأين نجحت تلك الحكومة، وما هي أبرز إخفاقاتها؟. يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" إن الجميع يعلم أن تلك الحكومة هي حكومة أمر واقع، وهناك قرار بعدم إسقاط تلك الحكومة، مهما كانت الأسباب، والجميع يعمل على هذا الأساس، من هنا معظم الوزراء ينصبون أنفسهم ملوكًا على وزاراتهم، ولا يردّون على أحد، ولا يتقيّدون بأي قيّم، لأنهم متأكّدون من ثبات تلك الحكومة، ويستطيعون قدر المستطاع الإستفادة مع جماعتهم من تلك الحكومة، والقرار بأن تلك الحكومة باقية رغم كل الظروف، يعزّز من هذه الأمور.

يلفت طعمة كيف أن رئيس الحكومة تمّام سلام أبدى إنزعاجه أكثر من مرة، ويؤكد طعمة أن من إخفاقات تلك الحكومة أيضًا أنها تحسب نفسها مكان رئيس الجمهوريّة اللبناني، وتقوم بمهامه، ونجحت الحكومة من خلال الالتفاف الدولي والإقليمي حولها، وقامت بتعيينات إداريّة، بناء لاتفاقات، وبعض الوزراء اليوم قاموا بفتح ملفات دقيقة وحساسّة تتعلّق بسلامة الغذاء، هم مشكورون لذلك.

ويشير طعمة إلى قلة أولئك الوزراء وإلى الصراعات حول تلك الموضوعات التي تتعلق بسلامة غذاء المواطن اللبناني، ولكنها تبقى إيجابيّة جدًا، كما تمنى طعمة على وزير الصحة وائل أبو فاعور ألا يتراجع عن مواقفه، في المقابل "نرى ما جرى في وزارة التربيّة وملف الجماعة اللبنانيّة الذي أثير أخيرًا".

يقول طعمة إن الحكومة الحاليّة باتت مقتنعة أنها رئيس الجمهوريّة، وبعض الوزراء، وليس جميعهم، يستفيدون من مواقعهم، ويخرجون عن العمل الحكومي الصحيح، ليذهبوا نحو "المحاسيب" و"الفرديّة" في التعامل. وذلك لأن تلك الحكومة تشعر بالدعم الإقليمي والدولي والمحلي وللالتفاف حولها كي لا تسقط.

أما النائب غسّان مخيّبر (التيار العوني) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن الحكومة نجحت، لأنها تضم أطرافًا يفترض بهم أن يتعاونوا في مرحلة دقيقة جدًا في حياة لبنان، حيث لا رئيس للجمهوريّة، وحيث هناك خطر وجودي من أكثر من مليون ونصف مليون لاجئ سوري، وخطر داهم من مجموعات "إرهابيّة" و"تكفيريّة". ووجود تلك الحكومة ولقاؤها الأسبوعي يعتبره مخيبر إنجازًا بحد ذاته، وهو يؤشر إلى أهميّة الحوار الذي يؤدّي إلى استقرار لبنان.

ويعتبر مخيبر أن تلك الأمور تعتبر فضيلة ويجدها ضروريّة، برغم كل ما يقال، لكنه من جهة أخرى كان دائمًا مخالفًا لما يسمى ببدعة الإجماع، لكل القرارات وهو تقليد خطير، لأنه يؤشر إلى نزعة تنزع فاعلية القرار الديموقراطي والميثاقي، ولا يمكن العمل دائمًا بالإجماع، وإن كانت في الإجماع فضيلة، واستمرار هذه الحكومة بغياب رئيس للجمهورية هي حالة شاذة، ليس بسبب الحكومة، لكن بمسؤوليّة النواب أيضًا، والقيادات السياسيّة، ولا بد هنا من الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة بأسرع وقت ممكن لاستقرار المؤسّسات واستمرارها.

انتخاب رئيس وقانون انتخاب
ولدى سؤاله بأن الهدف الأساس من تشكيل الحكومة الحاليّة كان انتخاب رئيس للجمهوريّة اللبنانيّة، والتوصل إلى قانون انتخاب فهل فشلت الحكومة في مهامها؟، يؤكد طعمة أنها فشلت 100%، مع وجود بعض الوزراء، الذين يشهد لهم صدقهم وشفافيتهم، كوزير الداخلية وغيرهم، لكن تلك الحكومة فشلت في مهامها، مع إصرار رئيس الحكومة تمام سلام دائمًا على القول إن عدم وجود رأس لتلك الحكومة أي رئيس للجمهوريّة يعني الفشل.

والقرار بانتخاب رئيس للجمهوريّة ليس لبنانيًا، هو خارجي شئنا أم أبينا، وكذلك موضوع قانون الانتخابات لا يتم التطرق إليه أبدًا. ويشير طعمة إلى استحالة أن تستقيل الحكومة الحاليّة، فمن سيقوم بالمشاورات مع غياب رئيس للجمهوريّة؟، ويتمنى على تلك الحكومة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهوريّة، ولا بديل من تلك الحكومة برأي طعمة رغم فشلها ويجب أن تكون أكثر حزمًا على بعض الوزراء، الذين يفتحون وزاراتهم، كدكاكين تجاريّة من خلال إجراء المحاسبة والمراقبة.

في هذا الخصوص يقول مخيبّر إن انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على قانون انتخابات ليسا دور الحكومة وحدها، الحكومة كان المفترض بها أن تدير مرحلة إنتقاليّة قصيرة، وهي مسؤوليّة مشتركة، والحكومة سلطة من سلطات الدولة والمسؤوليّة مشتركة على جميع السلطات الموجودة في الدولة ومجلس النواب.

ويؤكد مخيبّر أن لا أحد يتكلم عن فشل لحكومة تمام سلام، المطلوب الإسراع في انتهاء هذه المرحلة الإنتقاليّة وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة ليعود الانتظام إلى المؤسّسات كافة.

&