القاهرة: تبدا الخميس في مصر محاكمة جديدة بحق صحافيي الجزيرة الثلاثة المتهمين بدعم جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في غياب الاسترالي بيتر غريست الذي اخلي سبيله، وتم ترحيله الى استراليا في الاول من شباط/فبراير.

وتنازل فهمي، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والكندية، عن جنسيته المصرية في الشهر الماضي، من اجل ان يسري عليه القانون الصادر أخيرا بامكانية ترحيل الاجانب الذين صدرت بحقهم احكام في مصر، وهو القانون نفسه الذي تم بموجبه ترحيل بيتر غريست. اما المصري باهر محمد فلا يملك جنسية ثانية يمكن ان يطالب على اساسها بترحيله غير ان محاميه قال لوكالة فرانس برس انه سيطالب رغم ذلك باطلاق سراح موكله بكفالة عند بدء المحاكمة.

وفي محاكمة اولى في حزيران/يونيو، حكم على غريست وفهمي بالسجن سبع سنوات، وعلى محمد بالسجن عشر سنوات لادانتهم بمساعدة جماعة الاخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة المصرية "تنظيما ارهابيا"، وازاحها الرئيس الحالي القائد السابق للجيش عبد الفتاح السيسي من السلطة في تموز/يوليو 2013. واثارت هذه الاحكام موجة استنكار دولية ووضع السلطات المصرية في موقع حرج.

وفي كانون الثاني/يناير الغت محكمة النقض احكام السجن هذه لخلوها من ادلة على الاتهامات التي دينوا بها وعدم احترامه حق المتهمين في الدفاع، وفق حيثيات الحكم التي نشرت الاثنين. واعتبر بعض محامي الدفاع ان المحكمة الجديدة قد تبعد بيتر غريست عن القضية بعدما عمدت السلطات الى ترحيله بصورة شرعية. اما فهمي فان ترحيله بات وشيكا بحسب مسؤولين مصريين وكنديين غير ان القرار لم يعلن بعد.

وطلبت محاميته امل كلوني السبت مقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي او احد مسؤولي حكومته لمناقشة الافراج عن فهمي، فيما قالت اسرته ان "اعادة المحاكمة اسوأ كابوس يمكن ان نمر به". محمد من جهته قد يكون من بين الثلاثة المتهم الذي سيقضى اطول وقت خلف القضبان لعدم امكانية ترحيله مثل زميليه. وقالت زوجته جيهان راشد أخيرا لوكالة فرانس برس "اننا ندفع ثمن جنسيتنا المصرية".

ونددت قناة الجزيرة على الدوام بالبعد "السياسي" للقضية في وقت كانت مصر تخوض ازمة سياسية حادة مع قطر الداعم الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين التي اطاحها الجيش من الحكم في تموز/يوليو 2013، واعتبرتها الحكومة تنظيما ارهابيا في كانون الاول/ديسمبر 2013.

وكانت القاهرة تأخذ على قطر احدى الدول القليلة التي دعمت الاخوان المسلمين ابان وجودهم في السلطة، تغطية قناة الجزيرة التي وصفتها بـ "المنحازة" خلال فترة الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمود مرسي، وما تلا ذلك من قمع دام لانصاره، ادى الى سقوط اكثر من 1400 قتيل في صفوف المتظاهرين الاسلاميين، وتوقيف ما يزيد على 15 الف شخص.

وادين فهمي ومحمد في المحاكمة الاولى بـ"الانتماء الى منظمة ارهابية" هي جماعة الاخوان المسلمين. واوضحت محكمة النقض في حيثيات حكمها الصادر في اول كانون الثاني/يناير ان الحكم بحق الصحافيين الثلاثة لانتمائهم الى الجماعة صدر "من دون ان يوضح سند الادانة لذلك الاتهام". وادين 12 مصريا الى جانب صحافيي الجزيرة بالانتماء الى "منظمة ارهابية" هي جماعة الاخوان المسلمين، وبالسعي "إلى الاضرار بصورة مصر" وبينهم اربعة موقوفين سيمثلون الخميس امام المحكمة.

&