يزاول السفيران السعودي والقطري لدى اليمن أعمالهما من عدن، بعدما تحولت إلى عاصمة بديلة لليمن، وسيلحق بهما بقية سفراء الدول الخليجية، في تأكيد على التمسك بشرعية الرئيس اليمني بوجه الانقلاب الحوثي.

إيلاف - متابعة: أكد مصدر خليجي أن السفيرين السعودي والقطري لدى اليمن زاولا مهام أعمالهما الأربعاء من مدينة عدن، حيث يقيم الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد تمكنه من كسر الحصار الذي أقامه عليه الحوثيون إثر انقلابهم على السلطة الشرعية في صنعاء.

وأضاف المصدر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن بقية السفراء الخليجيين سيزاولون العمل الدبلوماسي من عدن أيضًا، بعد إعداد المقار الخاصة بهم قريبًا.

وأشار هذا المصدر، الذي رافق الوفد الخليجي برئاسة عبد اللطيف بن راشد الزياني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، إلى عدن الأربعاء، إلى أن دول الخليج أرادت من نقل السفارات من صنعاء إلى عدن إرسال برسالة تأييد ومساندة لهادي وللشعب اليمني الرافض للانقلاب الحوثي.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر يمنية تأكيدها أن وفد دول مجلس التعاون تعهد بتقديم دعم مطلق لهادي ولليمن لتجاوز محنته الراهنة.

غرفة عمليات

وأصدر هادي قرارًا جمهوريًا، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، بتشكيل غرفة عمليات خاصة أطلق عليها تسمية "غرفة عمليات 22 أيار (مايو)". وبحسب نص القرار، يمنع تنفيذ أي عمليات قتالية أو تحركات أو تنقلات إلا بقرار منه.

وقال مصدر مقرب من هادي لـ"الشرق الأوسط": "هذه الإجراءات تأتي في سياق إعادة ترتيب الأوراق والبيت الداخلي للرئاسة والدولة اليمنية وللمؤسسة العسكرية، بعد أن تعرضت للتدمير على يد ميليشيا الحوثيين".

إلى ذلك، كشف مصدر يمني أن بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، أجرى اتصالات مباشرة مع الحوثيين من أجل رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة خالد بحاح ووزير الخارجية عبد الله الصايدي، مؤكدًا إمكانية رفع الحظر عنهما خلال الأيام المقبلة.

مبادرة جديدة

سياسيًا، دعا فارس السقاف، مستشار الرئيس هادي، إلى إيجاد نسخة جديدة ومعدلة من المبادرة الخليجية، وإلى مؤتمر حوار يمني جديد تحتضنه سلطنة عُمان، لحل الأزمة التي تمر بها اليمن.

وقال السقاف لـ"الشرق الأوسط" إن الحوثيين يحاولون تكريس سلطة الأمر الواقع وترسيمها عبر الانتقال مما يسمونه الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية، "لكن الدستور موجود والشرعية التي كانت قائمة، وهي مستمرة، هي شرعية الرئيس هادي، لأن استقالته جاءت في ظروف معينة، وحتى ولو كانت في ظروف طبيعية وعادية، فهي لم تستكمل ولم تقبل من مجلس النواب".

أضاف: "جدل الشرعية يجب أن يحسم ولا نريد التأسيس لهاتين الشرعيتين، وأن تتخذ كل واحدة منهما مركزًا وعاصمة، ثم تحضر الأمور وتدفع إلى المواجهة، والأوضاع إذا استمرت على ما هي عليه، فإن المواجهة حتمية، والمطلوب في الوقت الراهن من كل الأطراف استمرار الحوار القائم الآن برعاية جمال بنعمر، مع بعض التعديلات ودعمها من قبل المبعوث الخليجي بضمانات جديدة".

وعبر السقاف عن رغبته في وجود نسخة جديدة ومعدلة من المبادرة الخليجية، تحتضنها سلطنة عمان التي رشّحها للمشاركة لكون علاقاتها طيبة مع كل الأطراف، سواء إيران أو السعودية أو اليمن.

من ناحية أخرى، دعت فصائل في الحراك الجنوبي، المطالب بالانفصال، إلى أربعة أيام غضب، ردًا على ما اسمته "المؤامرات المحدقة بثورة وقضية الجنوب ونقل العاصمة إلى مدينة عدن الجنوبية".

وبحسب بيان صادر عن تلك الفصائل، "الضرورة الملحة تقتضي بسرعة التحرك الميداني لمواجهة المخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الجنوبية، وهذا التحرك يؤكد أن الجنوبيين لم ولن يكونوا طرفًا في الصراع المحتدم بين قوى وأجنحة الشمال على السلطة والثروة، فللجنوب قضية عادلة تطالب باستقلال واستعادة الدولة التي كانت قائمة قبل توحد دولتي اليمن في 1990".

وشنت تلك الفصائل الحراكية هجومًا على هادي، داعية إلى مظاهرات غاضبة لأربعة أيام في عدن وبقية المحافظات الجنوبية ابتداء من اليوم الخميس، وحتى الأحد القادم.