فجّر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني قنبلة ذات عيار ثقيل، ستكون لها ردود فعل واسعة في الشارع البريطاني، وذلك عبر اتهامه الإسلام بأنه "دين ليس مهيأ لإحياء وتجديد نفسه ليواكب قيم القرن الحالي".


نصر المجالي: رأى السير جون سورز الرئيس السابق للجهاز المعروف بـ MI6 (إم أي 6) ردًا على سؤال بشأن أسباب تحوّل البعض إلى التطرف، أن هناك إجابتين عن سؤال لماذا يصبح الأشخاص متطرفين.

وحسب المسؤول الاستخباري السابق، فإن المسلمين "أقل اندماجًا" في المجتمع البريطاني، "وهناك عدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية مرتبطة بذلك". وأوضح السير جون في مقابلة برنامج (توداي) على راديو بي بي سي 4، السبت، إن السبب الثاني هو أن الدين الإسلامي "ككل ليس مهيأ بشكل جيد لإحياء وتجديد نفسه، لكي يتوافق مع قيم ومعايير مجتمع يعيش في القرن الحادي والعشرين".

دور القادة المسلمين
وأضاف: "لذلك، فإن هناك تحديًا سياسيًا كبيرًا، يمكن فقط أن يضطلع به قادة العالم الإسلامي، ولا يمكن فرضه عليهم من جانب الغرب". جاءت تصريحات الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية غداة الكشف عن هوية محمد إموازي، الذي يوصف بأنه (الجهادي جون)، وهو بريطاني ولد في الكويت، وهو الآن في منتصف العشرينيات من عمره، وكان هاجر مع أسرته في مطلع تسعينيات القرن الماضي إلى بريطانيا.

عاش محمد إموازي في غرب لندن، وعرف بأنه "الجهادي جون"، الذي ظهر في فيديوهات عديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، صوّرت عمليات قطع رؤوس رهائن غربيين.
وتقدر الاستخبارات البريطانية بأن هناك قرابة 700 جهادي بريطاني يحاربون إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

وكان مركز الأبحاث في جامعة كينغز كولدج اللندنية، أكد أن "المقاتلين البريطانيين أثبتوا بوضوح أنهم لم ينضموا إلى هذا النزاع ليبقوا في الصفوف الخلفية. إنهم مشاركون بالكامل في هذه الحرب، ويساهمون كانتحاريين وخاطفي رهائن وجلادين".

عودة 300
وتحدثت تقارير عن عودة نحو 300 مقاتل& فعلاً إلى بريطانيا بعدما حاربوا إلى جانب "داعش"، ومن ثم قرروا ترك القتال في صفوفها، إلا أن المخاوف التي تسود بريطانيا حاليًا هي أن يتحول العائدون إليها من سوريا إلى خلايا إرهابية تقوم بتنفيذ عمليات داخل البلاد على غرار تلك التفجيرات التي نفذها مسلمون في السابع من شهر يوليو (تموز) 2005.

ويمثل المقاتلون في صفوف (داعش) مشكلة حقيقية للسلطات في بريطانيا، التي تعقد اجتماعات يومية، لبحث كيفية التعامل معهم، فيما اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أخيرًا لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة من أجل منع تدفق المقاتلين من بريطانيا إلى سوريا.

من بين هذه الإجراءات، منح السلطات الحق في احتجاز جوازات السفر ومنع بعض المشتبه فيهم من السفر إلى الدول التي تمثل ممرًا محتملًا إلى سوريا من أجل الانضمام إلى تنظيم (داعش).
&