فجر يوم الإثنين 16 شباط (فبراير) الماضي، وجهت القوات الجوية المصرية ضربات "مركزة" ضد أهداف تابعة لتنظيم داعش في ليبيا، وجاءت الضربات المفاجئة بعد أقل من 24 ساعة على بث التنظيم مقطع فيديو يظهر عملية إعدام 21 مصرياً، كانوا يعملون في مدينة سرت.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة:&أثلجت الضربات المصرية ضد تنظيم داعش، التي جاءت بعد أقل من &24 ساعة من اعدام مصريين كانوا يعملون في سرت، قلوب المصريين، لاسيما أن عملية قتل أبنائهم لم تكن الأولى، بل سبقها العشرات من الحوادث، التي راح ضحيتها عمال أبرياء، أثناء بحثهم عن لقمة العيش خارج بلادهم.&
كما حظيت الضربات المصرية ضد أهداف داعش، بمباركة الليبيين، وغالبية المجتمع الدولي، حظيت برضى واسع من قبل قراء "إيلاف"، الذين أعلنوا تأييدهم لمصر في قصف داعش، انتقاماً للمصريين المذبوحين، وغيرهم من ضحايا الإرهاب.
&
استفتاء إيلاف
"هل تؤيد الضربات المصرية ضد داعش ليبيا؟"، سؤال طرحته "إيلاف" على قرائها، وخيرتهم بين "نعم" و"لا"، وانحازت الأغلبية الساحقة إلى&الضربات.
شارك 3067 قارئاً، وأعلن 2458 قارئاً بنسبة 80%، من إجمالي المشاركين، بينما رفض 609 قارئين، بنسبة 20% الضربات، التي أعلنت الحكومة الليبية تأييدها لها، وطالبت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتكرارها.
أصابت مقاطع فيديو إعدام المصريين في ليبيا على أيدي تنظيم داعش، العالم بالكثير من الصدمة، لاسيما أنهم بشر أبرياء، قتلوا وهم يبحثون عن لقمة العيش والحياة الكريمة في غير وطنهم. وخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي معلناً أن مصر تحتفظ بحقها في الرد في الوقت والمكان المناسبين، وهو ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الإجتماعي، واستحضروا العبارة نفسها التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب كل عدوان تتعرض له بلاده من قبل إسرائيل، دون أن يحرك ساكناً.
إلا أن السيسي فاجأ الجميع، وقبل أن تبرد دماء القتلى المصريين، بتوجيه ضربات جوية مركزة إلى أهداف تابعة لتنظيم داعش، تضم مخازن للسلاح ومواقع للتدريبات.
&
ترحيب ليبي
لقيت الضربات المصرية ترحيباً واسعاً من قبل الليبيين، ولاسيما أنهم يعانون منذ نحو ثلاث سنوات من ويلات الميليشيات المنسوبة إلى الإسلام، التي تعيث في الأرض تقتيلاً باسم الدين.
ضربة تليق باسم مصر
ووفقاً للناشط &السياسي الليبي علي الجيالي، فإن الضربة الجوية المصرية كانت ناجحة وتليق باسم مصر، كما أنها رفعت من الروح المعنوية للشعبين المصري والليبي. وأضاف لـ"إيلاف" أن الضربات أصابت معقل الإرهابيين في مدينة درنة، وكبّدتهم خسائر فادحة بخاصة في مخازن أسلحتهم.
وأشار إلى أن هناك ترحيبا واسعا بمشاركة الجيش المصري في الحرب ضد الجماعات الإرهابية في ليبيا، منوهاً بأن الليبيين لو رفضوا هذه الضربات لخرجوا في تظاهرات منددة.
وأوضح أنه زار ليبيا مؤخراً، ولمس الترحيب الشعبي بموقف مصر من التنظيمات الإرهابية، لاسيما في ما يخص تدريب الجيش الليبي، ودعمه سياسياً، ودعم إعادة إنشاء مؤسسات الدولة، لاسيما الشرطة والأجهزة الأمنية. ولفت إلى أن الليبيين على يقين من أن مصر ليست لديها أية مطامع في بلادهم، كما هو الحال في دول أخرى، ومنها دول الإتحاد الأوروبي، ولاسيما فرنسا وإيطاليا، وأميركا أيضاً.
فيما يرى رمزي الرميح مستشار الجيش الليبي السابق، أن الضربات الجوية المصرية ضد تنظيم داعش ساهمت في رفع الروح المعنوية للشعب الليبي، وقال لـ"إيلاف" إن الجماعات الإرهابية ليست خطراً على ليبيا وحدها، بل خطرا على دور الجوار، والمجتمع الدولي كله. ولفت إلى أن مصر والسعودية والإمارات يدعمون ليبيا بقوة، في مواجهات التنظيمات التي وصفها بـ"الشيطانية"، المدعومة من دول تريد الشر لليبيا، وسماها وهي: قطر وتركيا والسودان وأميركا، على حد قوله.
&
تكاتف الدول العربية
ودعا إلى ضرورة تكاتف الدول العربية والمجتمع الدولي للقضاء على الجماعات الإرهابية في ليبيا، عبر تدريب وتسليح الجيش الليبي. &
وزار وفد حكومي ليبي رفيع المستوى القاهرة خلال اليومين الماضيين، للتنسيق مع الحكومة المصرية بشأن مكافحة الإرهاب، وإمكانية توجيه ضربات جديدة، وقال رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني، إن مصر سوف توجه المزيد من الضربات ضد التنظيمات الإرهابية في الأراضي الليبية، وقال: "كلما كان هناك خطر وتهديد ستكون هناك ضربات جوية (مصرية) لهذه المجموعات بتنسيق كامل بين مصر وليبيا". وانتقد الثني تقاعس المجتمع الدولي عن دعم ليبيا، وقال: "داعش بكل تأكيد منتشرة بشكل كبير في منطقة سرت ومتواجدة بشكل علني في طرابلس إذا لم يتم تسليح الجيش (الليبي) بالشكل المطلوب ستنتشر في كل ليبيا".
وحذر من أن خطر داعش سوف يطال أوروبا أيضاً، وقال: "الخطر ليس على ليبيا فقط وليس على منطقة المغرب العربي فقط بل على أوروبا بكل تأكيد".
وعقد وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، اجتماعاً من نظيره الليبي العميد مسعود رحومة، وقال الأخير إن هناك تنسيقا لضربات جديدة، وأضاف: "على المستوى العسكري التنسيق (بين مصر وليبيا) مستمر على مستوى الضربات الجوية أما في ما يخص القوات البرية فهو أمر غير وارد".
وكان الجيش المصري أعلن صباح 16 شباط (فبراير) الماضي توجيه ضربات جوية إلى معاقل تنظيم داعش في مدينة درنة الليبية، وقال موجهاً حديثه للمصريين: "قامت قواتكم المسلحة المصرية فجر اليوم الاثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تدريب ومخازن وذخائر تنظيم داعش الارهابي بالأراضي الليبية". وأضاف: "وقد حققت الضربة أهدافها بدقة وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة".
&