يتوجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس إلى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، حليف واشنطن، قبل أن ينتقل الأحد إلى سويسرا للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.


إيلاف - متابعة: يتوقع ان يشارك كيري من الجمعة الى الاحد في مؤتمر اقتصادي في منتجع شرم الشيخ المصري على البحر الاحمر. وهذا الاجتماع الدولي الذي يحضره ايضا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يكتسي صدى دبلوماسيا كبيرا، ذلك ان القاهرة تريد تثبيت الشرعية الدولية للرئيس السيسي كرأس حربة في مكافحة الارهاب.

داعش المحور الأهم
وسيتباحث كيري مع الرئيس المصري الذي انتخب في 2014 "حول مروحة من الموضوعات الثنائية والعالمية وخصوصا في جهود التحالف ضد الدولة الاسلامية والوضع في ليبيا والازمة في سوريا"، بحسب وزارة الخارجية الاميركية، التي اشادت "بتعزيز الشراكة الاستراتيجية والاقتصادية على المدى الطويل مع مصر". وتقربت واشنطن من نظام السيسي، الذي كان قائدا للجيش الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013. ولم تصف الولايات المتحدة عزل مرسي بانه انقلاب.

لكن الحكومة الاميركية تندد ايضا باستمرار بحملة القمع ضد معارضي النظام المصري، وخصوصا انصار جماعة الاخوان المسلمين. وبالفعل ومنذ سقوط نظام حسني مبارك في 2011، تواجه الولايات المتحدة مأزقا مع مصر: فواشنطن تدين حصيلة حقوق الانسان في القاهرة، لكن يتعين عليها الاعتماد على تحالفها العسكري مع هذه الدولة التي تعتبر فاعلا رئيسا في العالم العربي.

تمنح الولايات المتحدة مصر سنويا 1,5 مليارات دولار، منها 1,3 مليار للمساعدات العسكرية. وقد تم تجميد قسم من هذه المساعدة في تشرين الاول/اكتوبر 2013، وتم ربطه بشرط تطبيق اصلاحات ديمقراطية. ومنذ ذلك الوقت، ارسلت مروحيات حربية من طراز اباتشي الى مصر، لكن لا يزال القسم الاخير من المساعدة العسكرية مجمدا.

إلى النووي مجددا
ومن شرم الشيخ، سيتوجه جون كيري مساء الاحد الى لوزان للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف، قبل اسبوعين من الموعد النهائي المحدد للتوصل الى اتفاق سياسي حول النووي بين القوى الست الكبرى وايران. ولا تزال المدة التي ستستغرقها هذه المحادثات الجديدة مجهولة وكذلك موعد عودة جون كيري الى واشنطن.

وهذه المحادثات الثنائية الجديدة على هذا المستوى بين الولايات المتحدة وايران بعد عشرة ايام من جولة محادثات في مونترو، تجري في اطار مفاوضات اوسع بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين والمانيا) وطهران برعاية الاتحاد الاوروبي. وعلى خط مواز، يتوقع عقد اجتماع وزاري بين ايران والاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا والمانيا الاثنين في بروكسل.

وفي ختام اكثر من 18 شهرا من المحادثات، يفترض ان تتوصل الاطراف الى "تفاهم" سياسي قبل 31 اذار/مارس. وسيتم وضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية لاتفاق تام بحلول 30 حزيران/يونيو - الاول من تموز/يوليو.

والخميس صرحت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي لشبكة "سي ان ان": "الامر لا يتعلق باتفاق بين ايران (والولايات المتحدة) فقط، انه اتفاق متعدد الاطراف يحاول منع ايران من الحصول على سلاح نووي".

&