انتقد خالد خوجة أصدقاء سوريا، الذين لا يقدمون للشعب السوري غير الوعود، بينما تقدم موسكو وطهران لنظام دمشق كل معونة عسكرية يحتاج إليها.


بهية مارديني: في خطوة تعكس دعم تركيا للائتلاف الوطني السوري المعارض، يلتقي خالد خوجة، رئيس الائتلاف، على رأس وفد كبير في أنقرة أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، وعددا من المسؤولين الأتراك اليوم الجمعة.

وتوقعت مصادر الائتلاف لـ"إيلاف" أن يتطرق الاجتماع إلى الشأن التنظيمي وإصلاح الائتلاف، والخطوات التي سارت بها الهيئة الرئاسية الجديدة، وتعنت النظام السوري واستمراره في قتل المدنيين، رغم مرور أربع سنوات من عمر الثورة، والوضع في الداخل السوري ميدانيًا، في ظل الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، والتحركات الدولية والاقليمية والعربية والمبادرات المتعددة، مرورًا بمبادرة الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا التي رفضتها الفصائل المقاتلة في حلب، والاجتماع الجديد لدول أصدقاء سوريا .

بين موسكو والقاهرة

رأت مصادر معارضة أن هذا اللقاء مع أعضاء الائتلاف في أنقرة مهم ومفصلي، إذ يأتي في ظل تحركات مصرية - روسية جديدة لعقد اجتماعات للمعارضة السورية في موسكو والقاهرة، بعد اجتماعات منفصلة لبعض المعارضين السوريين مع ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وسامح شكري، وزير الخارجية المصري، لم يشارك فيها الائتلاف كمؤسسة، يحدد على أثرها اجتماع لبعض أطياف المعارضة في الاسبوع الاول من شهر نيسان (أبريل) في موسكو وآخر في النصف الثاني من الشهر نفسه في القاهرة".

وقالت المصادر إن الاجتماع ينعقد في ظل محاولات لافتة لتقارب سعودي تركي في أكثر من ملف، منها الملف السوري.

كرتون مقوى

وانتقد خوجة، في حديث لصحيفة "الغارديان" البريطانية، دول أصدقاء سوريا، وقال إنه يشعر بتخاذل الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية أمام "الكرتون المقوى"، مقابل دعم فولاذي لنظام الأسد من قبل إيران وروسيا.

وصف خوجة خطط الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز 15 ألف مقاتل سوري على مدى ثلاث سنوات مقبلة بالأمر المضحك، "فالأميركيون لا يريدون التنسيق مع الجيش السوري الحر، لا رغبة من حلفائنا في ذلك، لدينا الكثير من الحلفاء ونتلقى الكثير من الوعود، مقارنة مع ما يتلقاه النظام من الدعم".

اضاف: "فشل الولايات المتحدة بالاستجابة عسكريًا لمقتل 1300 شخص أعطى للأسد قبلة الحياة، فشعر بشار بأن الخطوط الحمراء تحولت إلى ضوء أخضر لارتكاب المزيد من المجازر ضد الشعب السوري، والولايات المتحدة لا تستطيع فعل شيء من دون التعامل مع الجيش الحر، القوة التي بدأت بهزيمة داعش.

وأشار إلى تركيز المجتمع الدولي المكثف على جرائم تنظيم الدولة الإسلامية، معربًا عن قلقه من علامات تبديها بعض العواصم الغربية بأن الأسد أهون الشرين مقابل الجهاديين، "فنحن لا نملك الطائرات المروحية لمهاجمته، ولا نملك حزب الله ولا الميليشيات ذات القيادة الإيرانية".

لا ثقة بالأسد

تابع خوجة: "قال النظام إنه سيوقف الهجمات على حلب لستة أسابيع. ولم يتوقف القصف، ليس ممكنًا الوثوق ببشار الأسد، فهو لن يتنازل عن السلطة ما لم يكن هناك ما يهدده مباشرة، فالطريقة الوحيدة لفعل ذلك هي إنشاء مناطق آمنة تحت حماية الناتو أو الولايات المتحدة في شمال سوريا، وهو الاقتراح الذي قدمته تركيا".
&